مطالبة عدد من الدول لرعاياها مغادرة لبنان يعيد الأجواء لما حدث خلال الحرب علي العراق السعودية تهدد بالتصعيد بعد اتهامها لإيران بالمسئولية عن اطلاق الصاروخ الباليستي لشمال الرياض ماذا تعني تهديدات وزير الاستخبارات الاسرائيلية بالتدخل لنزع سلاح حزب الله؟ هل تعيد واشنطن خططها الرامية لمواجهات جديدة علي الأراضي السورية؟وهل تدفع التطورات لصراع أمريكي-روسي؟
هل تشهد المنطقة حربا جديدة،بعد كل ماشهدته من حروب،أحدثت خرابا،ودمارا هائلا في العالم العربي،وفي منطقة الشرق الأوسط؟. والإجابة باختصار:نعم..نحن علي وشك حرب،قد تندلع في أية لحظة،لكن أحدا لايمكنه التنبؤ بمداها،ولانتائجها الكارثية بلاشك. منذ أيام،وحين التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي مع عدد من الاعلاميين،علي هامش منتدي شباب العالم في شرم الشيخ،وحين تطرق الحديث للاوضاع في المنطقة قال الرئيس( أن أي مشكلة في المنطقة سواء تعلقت بإيران أو حزب الله، يجب التعامل معها بحذر، مضيفا "لا نريد إشكاليات أخرى، ولا زيادة التحديات والاضطرابات الموجودة في المنطقة". وأشار إلى أن مصر ترى أن ما حدث في المنطقة يكفي، خاصة فيما يتعلق بالاضطرابات التي شهدتها. وقال الرئيس: "نحن مع أشقائنا في منطقة الخليج"، مشددا على أن أمن الخليج من أمن مصر، وأمن مصر من أمن الخليج. .كلام الرئيس يؤشر إلي مايستهدف المنطقة في المقبل من الأيام،وماقد تحدثه أية حرب جديدة من انعكاسات وخيمة،علي المنطقة التي تعاني ويلات الصراعات والفتن والأزمات والمعارك منذ سبع سنوات. ماقاله الرئيس السيسي،يؤشر بوضوح إلي مسرح العمليات الجديد المتوقع في المنطقة،وهو"لبنان"محور الارتكاز في المرحلة الحالية،والذي تشتعل ساحته بتطورات خطيرة وبالغة الأهمية هذه الأيام،بلغت حد أن تطلب عدة دول عربية وأجنبية من رعاياها سرعة مغادرة لبنان،في أجواء تذكرنا بما حدث قبل الحرب علي العراق،سواء في العام 1991،فيما سمي بحرب تحرير الكويت،أوفي حرب العام 2003،والتي شنتها أمريكاوبريطانيا علي العراق،ذلك في الوقت الذي يشتعل فيه لهيب التصريحات والتحذيرات والاتهامات المتبادلة،من أطراف اقليمية ودولية،فيما لبنان يعاني وضعا مأساويا في داخله،بين قواه ومؤسساته،وأحزابه وفعالياته،وخاصة منذ الاستقالة المفاجئة التي أعلنها رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض يوم السبت الماضي فيب الماضي الرابع من نوفمبر. ويبقي السؤال..مالذي يجري؟..ولماذا؟..وإلي أين يمكن أن يفضي مايحدث من انعكاسات علي المناخ الملتهب أصلا في المنطقة؟!. قراءة المشهد بهدوء وسط طبول الحرب التي تقرع..تكشف الأزمة وأسبابها ومسبباتها وأبعادها المستقبلية. المشهد لما يجري في لبنان يعود الي ماقبل العام من الآن..يوم أن تم تنصيب العماد ميشيل عون في منصب رئيس الدولة،بعد فراغ رئاسي هو الأطول في تاريخ لبنان.حيث استمر لعامين ونصف العام ..جري في هذا الوقت التوصل الي تسوية سياسية،هي التي اوصلت العماد ميشيل عون الي الرئاسة في لبنان،وتولي بمقتضاها سعد الحريري رئاسة الحكومة،وتضم حزب الله وسائر القوي السياسية اللبنانية. هذه التسوية السياسية،بات من الواضح أنها جوبهت برفض سعودي بعد نحو العام من وضعها موضع التنفيذ،وهو ماعبر عنه وزير الدولة السعودي لشئون الخليج العربي،ثامر السبهان،حين دعا اللبنانيين الي ان يقدروا مدي خطورة الوضع الراهن،معتبرا ان حزب الله سوف يدخلهم في متاهات مستقبلية مع دول اقليمية ودول علي مستوي العالم كافة،،وكان كلامه اكثر وضوحا وحدة حين قال(ان السعودية عازمة علي اتخاذ جميع الوسائل الرادعة لحزب الله). بل وراح الوزير السعودي يربط مباشرة لمايمثله حزب الله في السياسة الايرانية،حين قال(ان لبنان بات تحت احتلال حزب الله ويجب جعله عبرة للآخرين لما يشكله التنظيم المرتبط بإيران من خطر علي المنطقة بأسرها). كان دخول وزير سعودي علي هذا المستوي علي خط الأزمة،يعني ان المملكة قررت المواجهة المباشرة،وهو ماتجسد في حالة التصعيد التي باتت واضحة بعد الاستقالة التي اعلنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من قلب العاصمة السعودية الرياض،في رسالة لاتخفي مضامينها علي أحد،بل وتزايد الغضب السعودي بعد اللقاء الذي شهدته العاصمة اللبنانية بين الحريري ومستشار الرئيس الايراني علي أكبر ولاياتي. نفس الأمر هو ماعبر عنه أحمد بن عبد العزيز قطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة ، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية حين أوضح أن ما تعرضت له المملكة يوم السبت قبل الماضى من إطلاق صاروخ "باليستي" من داخل الأراضي اليمنية موجهاً للعاصمة "الرياض"، ما هو إلا اعتداء سافر وعمل عدواني من قِبَل الميليشيات التابعة لإيران في اليمن . وأوضح أن الصاروخ الذي أُطلق مشابه للصاروخ الذي تم إطلاقه على مدينة "ينبع" بتاريخ 22/7/2017م، والذي كان صناعة إيرانية 100%، وأنه بالمعاينة والفحص بمشاركة خبراء التقنية العسكرية المختصين، ثبت أنه قد تم إرسال أجزائه إلى ميليشيات الحوثي في اليمن والتي قامت بتجميعه، كما أن قدرة ذلك الصاروخ على عبور مسافة طويلة (900كم)، كتلك التي بين الأراض اليمنية والرياض، تدل على أنه متطور وبه إمكانيات تقنية تفوق إمكانيات الميليشيات التابعة لإيران في اليمن، مما يثبت مشاركة خبراء من الجانب الإيراني وحزب الله في تجميعه وإطلاقه من الأراضي اليمنية. وهذا يُعَدُ خرقاً واضحاً وانتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن رقم (2216)، الذي ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات ويبدو ان الادارة السعودية قررت الحزم في مواجهة ايران،مرتكزة في ذلك علي تمدد النفوذ الايراني في عدد من العواصم العربية،وهي بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء،ومما زاد حدة الازمة انقلاب المعادلة في سوريا،وخروج حزب الله منتصرا في الصراع الدائر هناك،الأمر الذي انعكس علي زيادة نفوذه في الداخل اللبناني،علي حساب الدول والقوي الاقليمية الأخري. وبرزت في هذا الاطار العديد من الأسباب،والتي دفعت بتصاعد الغضب السعودي تحاه حزب الله ومن يقفون خلفه،حيث تتردد معلومات قوية عن ان حزب الله هو الذي أمد الحوثيين بمنظومة الصواريخ التي استهدف احدها شمال الرياض مؤخرا،حيث تصاعدت المخاوف السعوديك من الصواريخ البلاستيك والتي تشكل تهديدا للامن القومي السعودي،الأمر الذي وضع ايران في نظر المسئولين السعوديين كخطر كبير علي الامن القومي السعودي،ولعل ماأكد وجهة النظر السعودية تلك هو ماكشفت عنه صخيفة كيهان الناطقة بلسان التيار المحافظ في ايران من ان الصاروخ التالي سيكون موجها ضد دبي،مادفع السلطات الايرانية لمصادرة عدد الصحيفة. في هذا السياق صدرت تصريحات عن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي،اعتبر فيها “ان امداد ايران فصائل اليمن بالصواريخ يشكل عدوانا عسكريا مباشرا قد يرقى الى عمل من اعمال الحرب”، وذلك في مكالمة هاتفية مع بوريس جونسون، وزير خارجية بريطانيا، وسط دعم ومساندة من البنتاجون (وزارة الدفاع الامريكية)، ونيكي هيلي، مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة. هنا لابد ان نتوقف امام المشهد الخطير الذي افرزه اطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا عالي الدقة وصل الى شمال الرياض، وسقطت شظاياه في مطار الملك خالد الدولي، وتهديدهم الاخطر انهم سيضربون العمق السعودي مجددا وكل مطارات وموانيء السعودية والامارات. ---- المهم،انه ومنذ السبت قبل الماضي،وحالة من الارتباك السياسي تخيم علي المشهد اللبناني،اذ سرعان ماأعقب اعلان الحريري استقالته،سلسلة من التطورات المتلاحقة،حيث طلبت السعودية والبحرين والكويت،وغيرها من رعاياها مغادرة لبنان علي الفور. وهنا راحت اسرائيل تستثمر الموقف علي طريقتها،في محاولة ااستغلال الأزمة ، وبما ينذر بالكثير من المخاطر . - وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" "إن استقالة رئيس الوزراء اللبناني هي نقطة مفصلية، والآن هو الوقت الأكثر مناسبة للضغط على حزب الله حتى إضعافه ونزع السلاح". -أيضا صحيفة معاريف الإسرائيلية قالت الجمعة الماضية إن إسرائيل هي المستفيد الأساسي من الأحداث في لبنان من دون أن تكون متورطة بها، الصحيفة اضافت أن الفوضى في لبنان تخدم مصالح "إسرائيل" . الصحيفةحاولت زيادة الفتنة وإشعال النار بشكل أكثر إثارة، فادعت ان السعودية ستدفع عناصر تابعة لها سواء لبنانين أو أجانب لتنفيذ عمليات ضد أهداف في لبنان . وبطبيعة الحال فإن ماتفعله إسرائيل يؤشر إلي أن هناك مؤامرة كبري يجري الترتيب لها. لكن يبقي السؤال: هل تقع حرب جديدة في المنطقة؟ علينا هنا ان نراقب أسعار الطاقة (النفط والغاز)، وحركة البورصات والأسواق المالية هبوطا او صعودا، وهذا هو التيرمومتر الأهم والأكثر دقة في العالم الرأسمالي الغربي على الأقل. أسعار النفط وصلت خلال الايام الماضية الى اعلى معدلاتها منذ عامين، اما البورصات الخليجية فقد واصلت التراجع بشكل لافت، وحركة البيع فاقت حركة الشراء..كل تلك مؤشرات خطر. التطورات المتسارعة حال فشل جهود احتواءها سوف تنقلنا الى المرحلة والأخطر ، وهي مرحة المواجهات العسكرية والتي يمكن أن تبدأ بصدام عسكري سعودي إيراني على ارضية حصار اليمن الخانق، واغلاق السعودية كل المنافذ البرية والجوية والبحرية اليمنية لسد الثغرات، ومنع وصول الصواريخ الإيرانية الى الحوثيين. هنا قد تتدخل اسرائيل وتستغل الوضع المرتبك في المنطقة لتوجه ضرباتها لحزب الله،في محاولة لتدمير بنيته التحتية تحت ذريعة محاولة اجتثاث “حزب الله”، وقد يرد الحزب بقصف دولة الاحتلال الإسرائيلي بآلاف الصواريخ وهنا سيكون احتمال التدخل الإيراني والسوري اكبر من أي وقت مضى. بل وقد يتطور الأمر اليهجوم مضاد امريكي إسرائيلي في سورية، في محاولة لإعادة السيطرة على مناطق خسرها حلفاء أمريكا فيها، مثل حلب وحمص ودير الزور، فأمريكا لن تنسي هزيمتها امام روسياوايران، ولكن أي تدخل امريكي إسرائيلي في سورية ربما لن يمر دون الصدام مع روسيا، وفي هذه الحالة علينا توقع حربا عالمية، . الوضع في المنطقة خطير،وعلينا ونحن نرصد مايجري،نتأمل ماحذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسي من خطورة اندلاع حرب جديدة في المنطقة،،وعلينا ايضا ان نتذكر ماسبق وصرح به هنري كيسينجر وزير خارجية امريكا الاسبق في فترة سابقة،منذرا بأن “طبول الحرب تدق بالفعل في الشرق الأوسط، و الأصم فقط هو من لا يسمعها”، معترفا أنه إذا سارت الأمور كما ينبغي – من وجهة نظره – فسوف تسيطر إسرائيل على نصف منطقة الشرق الأوسط.