بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿الأحزاب:70﴾ طالعت خبراً منشوراً يوم الثلاثاء الموافق 7/2/2012 علي بوابة الأهرام بعنوان " شيخ الأزهر ردًا علي دعوة الإضراب: تعطيل العمل ومصالح الناس يخالف الشريعة " .. وتناول الخبر الكلمة التي وجهها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للأمة .. حيث أكد فضيلته في كلمته أن تعطيل العمل محرم شرعا .. وأن قيمة العمل في الإسلام عالية رفيعة .. وأن القرآن الكريم قد رفع مكانة العلم وأهله مكانًا عليا. وأكد الإمام الأكبر أنه لا يكاد يُذكر الإيمان في القرآن إلا مقروناً بالعمل الصالح النافع للناس أجمعين. وكل ما أكد عليه فضيلته في كلمته حقائق معلومة ومن المستحسن التذكير بها من وقت لآخر قال تعالي: " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَيٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿55﴾ "- الذاريات .. ولكن لكل مقام مقال ولكل وقت أذان .. وأري أن ما أكد عليه فضيلته من تحريم تعطيل العمل وقيمة العمل ومكانة العلماء لم يوافق المقام ولا يساير الوقت. كما أن فضيلته لم يتخذ موقفاً متوازناً .. ولكن إنحاز لجانب السلطة أو علي الأقل تجاهل مسئوليتها عن تصاعد الأحداث وتردي الأوضاع .. ووجه تذكرته وموعظته للمجني عليه .. بل تجاوز النصح وقفز فوق المنطق وسلك أقصر الطرق إلي الشريعة وأفتي بالتحريم. وأسأل فضيلته: هل تعطيل العمل محرم شرعاً في كل الظروف؟ هل يقتل الناس ويروعوا وتضيع حقوقهم ويسرق عرقهم ثم نطالبهم بالعمل إعمالاً بالشريعة؟ كنت أتوقع من فضيلته أن يؤكد - في هذه الظروف - علي ضرورة تلبية مطالب الشعب بسرعة القصاص من القتلة واجتثاث الفساد الموروث من النظام البائد ومعاقبة الذين استذلوا هذا الشعب لعقود. وإني أتعجب كيف يمكن للمرؤ أن يطالب بالإقبال علي العمل وحقه مهضوم وكرامته مهدرة ودمه مستباح. ولقد تحمل المصريون الكثير وأعطوا الفرصة تلو الأخري واستنفذوا كل الوسائل السلمية للتعبير عن مطالبهم ومظالمهم .. وفي كل مرة يقابلوا بالعنف والتنكيل والتقتيل .. ولم يعد أمامهم أي عمل 'سلمي' للتعبير إلا عدم فعل أي شيء .. حتي لا يوجدوا الفرصة - لأي من كان - لممارسة العنف ضدهم. أنا لست مع الإضراب ولا العصيان .. ولا أتمني حدوثه .. ولذلك أدعو أولي الأمر إلي الوفاء بالأمانة الملقاة علي عاتقهم والقيام بمسئولياتهم تجاه الشعب والوطن لتجنب المزيد من التصعيد. وإن هذا الشعب قد ثار ليسترد كرامته وحقوقه .. وعلي أولي الأمر أن يدركوا أن إضرابهم عن تحقيق مطالب الشعب هو ما يدفع الشعب إلي الإضراب والعصيان.