نادر أبو الفتوح حفظ الأموال والأعراض والأرواح من أهم الواجبات التي أوجبت الشريعة الإسلامية الحفاظ عليها وصيانتها في كل الأحوال, غير أنه في ظل التوترات والحالات الثورية التي تعيشها بعض البلدان الآن, ومنها مصر, تغيب تلك الثوابت عن كثير من الناس وتبقي الانطباعات الشخصية والعواطف محركا رئيسيا لكثير من التصرفات وردود الأفعال حتي وإن تصادم ذلك مع الشرع, أو هدد الممتلكات العامة أو الخاصة..هذا ما لمسناه في الأحداث الأخيرة التي تعيشها مصر.. فما موقف الشرع من ذلك؟ الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر يوضح أنه في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن في الوقت الحالي فإن هناك دورا كبيرا يجب أن يقوم به كل فرد من أفراد المجتمع, والمؤكد أن العبث بالممتلكات العامة والخاصة محرم شرعا لأنه يؤدي لضرر علي الكثير من أبناء الأمة, كما أن الإسلام جعل هناك حماية خاصة للسفراء ولرسل غير المسلمين وأن يكون هناك ضمانة لعودتهم سالمين, والمؤكد أن هذه المفاهيم تغيب عن الشباب الذين ينخرطون في بعض الأعمال التي تضر بأمن وإستقرار المجتمع. ويشير د.أحمد كريمة إلي أن الشريعة الإسلامية جعلت العبث بالممتلكات العامة والخاصة من الأمور المحرمة والمجرمة, لأن الإسلام يدعو للبناء وتعمير الأرض ويرفض كل صور وأشكال العنف التي تعود بالضرر علي عامة الناس, ولذلك لابد من صيانة الممتلكات الخاصة والعامة والعمل علي حمايتها وعدم التعرض لها, فإذا كانت حرية التعبير مكفولة فإن الفوضي محرمة ومجرمة وعلي الجميع أن يدرك أن الممتلكات العامة التي يستفيد منها عامة الشعب لها حرمة كبيرة وحرمتها أشد من الممتلكات الخاصة, لأن تلك الممتلكات ملك لكل الناس ومن يتعدي عليها يتعدي علي كل أفراد المجتمع. ويضيف أن الحق سبحانه وتعالي يقول ا ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ز وقد خلق الله الناس لعمارة الكون والعمل علي نشر القيم الأخلاقية التي تعلي من شأن الإنسان, والمؤكد أن ما يحدث من تصرفات من بعض الأفراد في أثناء التظاهر يتنافي مع ما يدعو إليه الإسلام من إحترام الأخرين والسعي للبناء وعدم تعطيل العمل أو التعدي علي الممتلكات الخاصة والعامة.