"دوخينى يا ليمونة" هذا ما ينطبق على حالة ولى الأمر الذى يرغب فى تحويل ابنته أو ابنه من مدرسة إلى مدرسة أخرى لأى سبب من الأسباب فلا يجد امامه سوى صعوبات وإجراءات وإقرارات لا حصر لها فإذا كان طريقه مفروش بالورد والست الوالدة كانت دائمة الدعوات له لم تكلفة قصة التحويل سوى عدة زيارت ما بين المدرسة المحول منها والمدرسة المحول إليها الطالب والإدارة التعليمية التابعة لكل من المدرستين أما إذا كان طريقه مسدودًا مسدودًا فسيظل فى هذه الدوخة ما بين المدرستين والإدارة التعليمية إلى أن يشاء الله.. يقول وليد على أحد أولياء الأمور إنه سعى كثيرًا من أجل دخول ابنته الصغرى فرح مع أشقائها الثلاثة الأكبر بإحدى المدارس التجريبية للغات التابعة لإدارة النزهة التعليمية والتى تقع بجوار محل سكنه لكن المدرسة رفضت قبول ابنته فى هذا العام حينما كانت فى مرحلة الحضانة، حيث كانت الأولوية للأطفال الأكبر سنًا مما جعله يقدم لها بإحدى المدارس التجريبية الأخرى والبعيدة عن مسكن الأسرة مما اضطره أن ينقلها بإحدى المدارس الخاصة القريبة من مسكنه ويتحمل الزيادة فى المصروفات خلال العام الدراسى الذى ستقضيه ابنته فى المدرسة الخاصة مقابل أن يحول لابنته بعد ذلك لتكون مع إشقائها مع بداية العام الدراسى الجديد وحتى الأن وقد أصبحت ابنته فى الصف الثانى الابتدائى ولم يستطع على نقلها من مدرستها الخاصة إلى المدرسة التجريبى لتكون مع أشقائها ولم يتوصل بعد لسبب المشكلة، رغم أنه جاء بكل الموافقات المطلوبة منه ومازالت دوخته مستمرة. بينما تقول دينا حسين مرشدة سياحية إنها خاضت تجربة التحويل من مدرسة ابنتها الخاصة بالتجمع الخامس إلى مدرسة خاصة أخرى بمدينة نصر واستغرقت القصة أكثر من أسبوع فى حين أنها قد تنتهى فى أقل من يومين إذا لم تعقد الموضوعات من قبل الموظفين أو إذا توافرت الطلبات التى وصفتها بأنها غريبة داخل الإدارة التعليمية وقد بدأت دوخة التحويل معها -كما وصفتها- بزيارة إلى المدرسة التى ترغب التحويل منها للحصول على شهادة نجاح ثم التوجه إلى الإدارة التعليمية التابع لها المدرسة وداخل الإدارة التعليمية تبدأ المأساة بطلب حوالة بريدية من مكتب البوسطة على أن تأتى بهذه الورقة قبل الساعة الواحدة ظهرًا حيث موعد انصراف الموظفين وبعد أن توجهت إلى مكتب البوسطة ووقفت فى طابور طويل وبعد أن حصلت على ورقة البوسطة كانت الساعة الواحدة والنصف وبالتالى فشلت قصة العودة إلى الإدارة التعليمية وأصبحت الحوالة البريدية بلا فائدة وانتظرت حتى اليوم التالى وذهبت من الصباح الباكر إلى مكتب البوسطة للحصول على الحوالة ثم توجهت للإدارة التعليمية وبعدها توجهت إلى مدرسة المحول إليها وحصلت على ورقة تفيد موافقتها للتحويل إليها ثم ذهبت للإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة الجديدة والتى طلبت هى أيضًا حوالة بريدية ثم رجعت للإدارة مرة أخرى بعد أن حصلت على الحوالة من مكتب البوسطة وبعد ذلك رجعت إلى المدرسة المحول منها للحصول على الملف الخاص بابنتها ثم ذهبت به إلى المدرسة المحول إليها. كما كانت هناك دوخة من نوع آخر وهى دوخة التقديم للمدارس وتحديدًا المدارس الخاصة والتى تشترط على ولى الأمر أن يقوم بكتابة البيانات الخاصة بالطالب من خلال استمارة تقدمها له المدرسة ويصل سعرها فى بعض المدارس إلى 2000 جنيهًا ثم تحدد له موعد يأتى فيه الطالب مع أسرته لاختبار الطالب وولى أمره من خلال بعض الأسئلة التى توجه لكل منهم على حدى وإذا كانت مدرسة خاصة لغات فيكون الاختبار باللغة الإنجليزية ثم بعد ذلك قد يقبل الطالب أو لا يقبل. تقول رانا رياض طبيبة صيدلانية إنها خاضت ولأول مرة تجربة التقديم للمدارس من خلال طفلها الأول ياسين مضيفة أنها تجربة صعبة ودوخة كبيرة جدًا، ففى البداية لابد من عمل بحث عن مستوى المدارس الخاصة وبعد جمع معلومات وتحديد أى المدارس أفضل على ولى الأمر التوجه للمدرسة لمعرفة شروط التقديم ثم يقوم بكتابة بيانات الطالب من خلال استمارة خاصة بالمدرسة يصل ثمنها ما بين 1500 إلى 2000 جنيه وبعد ذلك يحدد له موعدًا للاختبار قد يكون بعد شهر أو أكثر أو أقل وعلى ولى الأمر الانتظار حتى يوم الاختبار وبعد كل هذا قد يقبل الطالب من قبل المدرسة أو يتم رفضه لأى سبب من الأسباب سواء كان السن أو أنه خجول ولا يتجاوب مع المدرسة التى تختبره أو أنه فشل فى الرد على بعض الأسئلة وفى تلك الحالات ضاع على ولى الأمر ثمن الاستمارة وعليه أن يكرر التجربة مرة أخرى فى مدرسة أخرى بنفس السيناريو. بينما وصفت تهانى راشد مهندسة تجربة التقديم فى المدارس الخاصة بأنها تجربة شاقة للغاية وأنها قدمت فى ثلاثة مدارس وأنفقت أكثر من 5000 جنيه ثمن الاستمارات الثلاثة والتى كتبتها فى كل مدرسة على حدة وظلت فى قصة البحث عن مدرسة لأولادها حتى قرابة الشهر وأصبحت العبارة المتداولة والتى كانت تسمعها داخل العديد من المدارس أن العدد قد اكتمل ولا توجد أماكن لدرجة أن إحدى المدارس بالتجمع الخامس فتحت باب التقديم بها لمدة لم تتجاوز الساعتين فقط بحجة أن العدد مكتمل بأشقاء الطلبة الموجودين بالمدرسة وليس هناك أماكن لطلاب آخرين. وتضيف راشد حتى المدارس التى تمتص جيوب أولياء الأمور أصبح الالتحاق بها أصعب ما يكون. ومن جانبه يقول خالد عبد الحكم نائب رئيس التعليم الثانوى ومدير عام الامتحانات بوزارة التربية والتعليم أن القانون رقم 284 يحدد الضوابط وينظم عملية التحويل بين المدارس خاصة بين التجريبيات ولكن الشرط الوحيد والأساسى فى عملية النقل توافر أماكن فى المدارس المحول إليها، مشيرًا إلى أن المشكلة كبيرة جدًا لأن الوزارة مكلفة بتوفير أماكن للتلاميذ الذين بلغوا من العمر خمس سنوات سواء فى مدارس قريبة من محل إقامة الأسرة أو بعيدة المهم توفير مكان لهم والمشكلة تظهر بعد سنة أو سنتين حينما يرغب ولى الأمر فى التحويل للابن أو الابنة لمدرسة قريبة من مسكنه، حيث لا توجد أماكن بالمدرسة التى يرغب ولى الأمر فى التحويل إليها نظرًا لكثافة الأعداد داخل الفصول. ويضيف عبد الحكم أن السبب فى المشكلة هى «الفشخرة» كما وصفها بين أولياء الأمور التى تتباهى بأنهم ألحقوا أولادهم بمدارس تجريبى لغات فى حين أن ولى الأمر قد لا يجيد القراءة أو الكتابة مؤكدًا أن من أهم أسباب حل المشكلة هى وضع شروط للالتحاق بالمدارس التجريبية ومن أهمها أن يجيد أحد أولياء الأمور اللغة الإنجليزية وبذلك يقل الضغط على هذه المدارس ويجد الطلاب أماكن متوفرة بالقرب من محل إقامتهم.