مستلزمات مكتبية، دهانات ،مروحة للفصول أو طابعة للمدرسة، مطالب يحفظها جيدا أولياء الأمور، حامل أوراق القبول بالمدارس التجريبية أو الرسمية لغات، تحقيق شروط القبول المعلنة مثل السن أو المجموع للطلاب المحولين لا تعني نهاية المشوار، وإنما بداية دفع »إتاوات» في صورة »تبرعات» للمدرسة، والوزارة تغض الطرف لعدم وجود ميزانية كافية لبنود شراء الطابعات وماكينات التصوير والمراوح داخل الفصول، والتي تستلزم دورة إدارية معقدة، وطرح مناقصات لتنفيذها تستهلك شهورا ضائعة من العام الدراسي. تبرعات إجبارية وعلي أبواب الإدارات التعليمية، قدم الكثير من أولياء الأمور شكاوي من المدارس التجريبية والرسمية للغات، بسبب فرض تبرعات إجبارية تمثل إتاوات تفرضها المدارس الحكومية، علي أولياء الأمور المقبولين في رياض الأطفال أو المحولين من مدارس أخري.. فأمام مديرية تعليم الجيزة، وقفت هند محمود تقول : نجلي أنهي مرحلة الابتدائية بإحدي المدارس الخاصة وبعد ارتفاع المصروفات بشكل كبير العام الجديد بواقع 14%، لم أعد قادرة علي دفع مصروفاتها، وقررت التحويل لإحدي مدارس الجيزة التجريبية. وجاء الرد أنه لا يوجد مكان خال بالمدرسة، وتابعت: وأمام مجموعه الكبير في المرحلة الابتدائية 99%، أخبروني بوجود بديل وهو دفع تبرع 2000 جنيه، لدهان فصول المدرسة، وعندما سألت عن قانونية دفع المبلغ، كان الرد »الوزارة والمديرية التعليمية عارفين كل حاجة، علشان مفيش ميزانية لدهان الفصول». وعلي أبواب مدرسة يوسف السباعي الثانوية بنات بمصر الجديدة، أكد سيد عرفة »ولي أمر» أنه تعامل مع مطالب المدرسة بسرعة، ولم يعترض، وكانت النتيجه نقل نجلته للمدرسة بدون مشكلات، لأنه اشتري الطابعة التي طلبوها منه، والسبب أنه تقدم بشكوي أكثر من مرة ولم يحقق فيها أحد، فأولياء الأمور ليس أمامهم إلا الاستجابة للتبرعات الإجبارية التي تفرضها المدارس الحكومية، خاصة التجريبية والرسمية لغات. ارتفاع المصروفات ويقول سعد الهياتمي، إنه لن يكون لأبنائنا مكان في المدارس الحكومية المتميزة خاصة التجريبي واللغات، إلا عن طريق تنفيذ مطالبهم، وهو مايدفع الكثير من الأهالي للاستجابة في صمت دون شكوي، وحدث ذلك معه رغم إعلان اسمه في المقبولين بتنسيق رياض الأطفال.. يقول مصطفي عبد الحميد، أحد المتضررين من التنسيق في المدارس التجريبية بالقاهرة، إنه اضطر لإلحاق ابنته في مدرسة خاصة منذ 3 سنوات ولم يعد قادرا علي الاستمرار فيها لارتفاع مصروفاتها، وتوجه لمدرسة الزمالك القومية التابعة لإدارة غرب القاهرة التعليمية، وطلبوا منه الاشتراك مع بعض أولياء الأمور لشراء، ماكينة تصوير في المدرسة التي لايوجد بها واحدة.. وقال إنه اضطر للاستجابة لمطالب المدرسة حتي لا تتعثر إجراءات نقل نجله، وأكد محمد فتحي مدير إدارة تعليمية بالمعاش، أن المدارس التجريبية للغات، نشأت منذ 18 عاما، بهدف تطبيق تجربة استرشادية، يتم تعميمها بعد ذلك، وفي البداية شكلت منافساً قوياً للمدارس الخاصة، وأصبح الإقبال عليها كبيرا خاصة أن مصروفاتها أقل من أرخص مدرسة خاصة، وبدلا من التوسع في هذه المدارس واستمرار الرقابة عليها للنهوض بها، تقوقعت التجربة علي نفسها، وزادت الكثافة الطلابية في فصولها، وأصاب الفشل إدارتها. قرار لايطبق يأتي ذلك في الوقت الذي كان د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم قد أصدر قرارا يمنع جمع أي تبرعات، من أولياء الأمور تحت أي مسمي، إلا أن القرار لا يطبق علي أرض الواقع، ويتم اللجوء قانونا لبند في لائحة مجلس الآباء والأمناء بكل مدرسة، الذي يمنحه حق طلب تبرعات »اختيارية» من أولياء الأمور، تتحول إلي إجبارية.