لم يكن الأزهر الشريف مجرد جامع وجامعة.. بل كان شمسا جديدة تدور في فلكها رحلة العلم والثقافة والعقل حاملة ضياءه إلى البلاد القاحلة.. وزراعة بذور المدارس والمعاهد والجامعات في الأقطار الجاهلة، كما كان حارسا لقيم الدين والدنيا بما يُنجب من العلماء الذين يمثلون بورعهم وأخلاقهم وشجاعتهم أسمى خصائص القدوة الصالحة والأسوة الحسنة. هذا المحرر العظيم للضمير الإنساني ولإرادة البشر.. أفرادا، وشعوبا لا ندرى ماذا كان سيكون حال الذين لم تطلعُ عليهم شمسه.. ولم يُشرق عليهم أمسه،ندما بدأنا نقرأ تاريخه.. أدركنا كم نحن محظوظون حين حملتنا الأقدار إلى رحابه وقادتنا إلى محرابه.. وحين شرعنا للتعرف إلى شيوخه . عزيزي القارئ هذه الكلمات الخالدة للمفكر الكبير خالد محمد خالد عن الازهر كمؤسسة تؤدي رسالة لا يمكن ان يؤديها غيره من العالمين . عجبت لأمرين الاول :وأنا اقرأ الصحف الاحد 24 سبتمبر الماضي من قولة أحد نواب مجلس النواب أنه مصمم على تقديم قانون الأزهر لإصلاح الأزهر ،والثاني: أصحاب الفتوى الشاذة سواء بمعاشرة المتوفاه او معاشرة الحيوانات ، والحق أقول أن من على سدة الأزهر الأن رجال وطنيون شرفاء يتقدمهم الإمام الأكبر ليس بينهم سارق ولا مختلس أو مرتشي ، ويتحملون ما يعجز الجبال عن تحمله في الوقت الذي يحمل فيه كل هب ودب الأزهر مسؤولية أي شئ يحدث على أرض الوطن ،يا سادة مسؤولية الأزهر الشريف ليست على مستوى الوطن فحسب بل أن نطاق عمله يشمل العالم كله لأنه المدافع الأول والملاذ الآمن لقضايا الأمة الأسلامية ، الأزهر في خلال الخمسة سنوات الماضية بذل جهدا يعادل خمسين سنة مضت من حيث تعديل المناهج والاصلاح في قطاع المعاهد والجامعة والفتاوى وإرسال بعثات للخارج وتبادل خبرات مع شتى الجامعات ومراكز القرار في العالم ، لقد وهب الله تعالى الازهر في هذه الآونة رجلا قلما يجود الزمان بمثله فضلية الطيب أحمد الطيب والذي من أن يحل ضيفا على قطر من الاقطار إلا وتهب الشعوب للترحيب به ،الأمام الطيب لا يرضى بفتاوى تخالف الشرع أو اجتهاد يناصب العداء للوسطية الأسلامية التي ارتضاها عنوانا للأزهر الشريف ، كما أنه يصل الليل بالنهار من اجل إصلاح الازهر بما يضمن له اداء رسالته، يا كل رجل مخلص يبتغي الخير لهذا الوطن ارفعوا أيديكم عن الأزهر واتركوا إمامه يعمل لله والوطن فهو كلمة الحق في مواجهة التيارات المجرمة والأفكار الهدامة وكونوا مع الإصلاح والبناء لا الهدم والخراب حفظ الله مصر العزيزة بجيشها وأزهرها من كل مكروه وسوء.