من الآن.. حتي الخامس والعشرين من يناير.. سوف يدفع الساسة المحترفون بآلاعيبهم إلي مقدمة المشهد السياسي.. يلقون بشباكهم.. ساعين إلي إحراز المكاسب.. لا يعنيهم وطن يحترق.. أو بلد يلتهب.. بل لا ينظرون أبعد من مواطئ أقدامهم .. ورغبتهم الحثيثة في تولي مقاليد السلطة في البلاد.. ولو علي حساب أمن الوطن.. وكرامته.. وكبريائه. ينفذون مخططًا جاهز التعليب.. ولهم فيما جري في العراق قدوة ونموذج.. يكرسون جهدهم في التآمر علي أمن الوطن.. وإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب.. بل بين الشعب والثوار.. بل بين الثوار والثوار.. لعلهم يخرجون من ذلك بما يحقق مطامعهم.. وأهدافهم المريضة.. وينفذ أجندتهم التي يتربصون الدوائر من أجل تحقيقها علي أرض مصر. خارطة جهنمية تلك التي ترسمها لهم دوائر الشر.. تساندهم ثلة من المتآمرين.. والموجهين من الخارج.. والمؤتمرين بأمر المناوئين للمصالح العليا للبلاد.. مواقف دون كيشوتية يتخذونها.. ويعلنونها علي الملأ لعلها تمنحهم تعاطفها.. بعد أن انفضّت من حولهم الجماهير.. وأدركوا خسارتهم المؤكدة.. إذا ما سلكوا درب الاختيار الشعبي الحر. هي مؤامرة بكل المقاييس.. تتكشف خيوط فجرها.. عبر تلك الزيارات الكثيفة لمسئولين أمريكيين عجّت بهم الساحة في أيام قليلة.. راحوا يجوبون مواقع الساسة.. ويلتقون بالصغار والكبار علي السواء.. وكأن البعض يسعي لاكتساب الرضاء السامي الأمريكي.. فيما الحقيقة أن أمثال هؤلاء ليسوا أكثر من أحصنة.. وجياد.. في الملعب الأمريكي.. ينالون الرضاء.. ويحصلون علي بركة البيت الأبيض.. لعلها تفيدهم في المقبل من الأيام. وجوههم صفراء.. ونفوسهم مريضة.. تدوس بأحذيتها علي أمن الوطن.. تنهش في استقراره.. وتنحاز إلي أعدائه.. لا يعنيهم من أمر الوطن إلا ما يخدم أهدافهم وأهداف أسيادهم.. لذلك وغيره.. سوف يعملون.. فيما تبقي قبل الخامس والعشرين من يناير علي إشغال الساحة الشعبية.. والرسمية.. بأكاذيبهم.. وترهاتهم.. وألاعيبهم المفضوحة.. سوف يشنون حملات مكثفة علي الأوضاع في مصر.. وسوف يهيلون التراب علي نتائج الانتخابات التشريعية.. سيحاولون دومًا تحريض المجتمع الدولي علي عدم نزاهة أو شفافية الانتخابات.. وسيعملون بكل ما أوتوا علي التخويف من الاتجاه الإسلامي الذي فاز بإرادة شعبية في انتخابات يشهد علي نزاهتها الجميع.. إلا من في قلوبهم مرض. أيام صعبة.. تنتظر البلاد.. فخيوط الشر تتشابك هذه الأيام.. والأيدي المتربصة تعد سهامها القاتلة.. لعلها تحرز أهدافها.. في مرمي مصر.. لتدفع الوطن بعيدًا عن الاستقرار المنشود.. وتلقي بأمنه في متاهات الطرق المتعرجة.. وهو ما يستدعي من كل الشرفاء من المصريين.. المخلصين لوطنهم.. ومن ثوار الشرفاء الذين قدموا أرواحهم.. وأغلي ما يملكون.. فداءً لأمن مصر.. أن يتنبهوا جميعًا لخطورة ما يشهده الوطن.. وما ينتظرهم.. علي أيدي دوائر الشر.. ويستدعي من كل مواطن شريف.. وحريص.. علي أمن وطنه.. أن يقف في الخندق الصحيح.. ضد دعاة الفوضي الخلاقة.. وأنصارهم من التابعين لدوائر الغرب.. فسيناريو العراق الذي أنجزوه علي أرض الرافدين.. لا يزال ماثلا للاعيان.. درسًا داميًا. دفع البلاد نحو الانهيار التام.. وأبقي العراق رهين دوائر الشر.. منذ احتلاله في التاسع من أبريل من عام 3002، حتي اللحظة الراهنة.