حققت قمة (بريكس) في مدينة شيامن الصينية نتائج باهرة بوضعها الخطوط العريضة لنظام الاقتصاد العالمي الجديد من خلال إطلاق العقد الذهبي الثاني للتعاون بين دول بريكس ( الصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل ) الذي يرتكز علي أربعة محاور أساسية وهي السعي نحو تحقيق نتائج عملية في التعاون الاقتصادي، ودعم الاندماج في استراتيجيات التنمية، وجعل النظام العالمي أكثر عدالة ومعقولية، وتعزيز التبادل بين الشعوب . وفي هذا الإطار، طالب الرئيس الصيني شي جين بينج في كلمته أمام القمة من قادة البريكس ببذل الجهود نحو تحقيق العقد الذهبي الثاني لدول البريكس..مؤكدا أن مبادرة الحزام والطريق ليست أداة جيوسياسية ولكنها منصة للتعاون العملي. وأوضح أن دول البريكس أصبحت بؤرة جديدة في الاقتصاد العالمي خلال عشر سنوات من التنمية، ومن المتوقع أن تستمر في أن تلعب دورا حاسما ولهذا يتعين على دول البريكس إنجاز مهام كبيرة لنمو اقتصادياتها وخلق العقد الذهبي من التعاون. وانطلاقا بقوة اقتصاديات البريكس التي أسهمت بنصف نمو الاقتصاد العالمي خلال العقد الماضي وتمثل دولها 43 في المائة من سكان العالم، تم مناقشة في هذه القمة الدفع بأدوات جديدة في النظام الاقتصادي العالمي مثل إمكانية إطلاق "عملة بريكس" مشفرة كبديل لأدوات الدفع الأخرى، وكذلك إمكانية إقامة مؤسسات تصنيف للدول النامية خاصة لدول البريكس لتكون بديلا عن مؤسسات التصنيف الغربية مثل موديز وفيتش وغيرها. وتأتي هذه القمة تتويجا لجهود الصين الدؤوبة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة ودعم الاقتصاديات النامية والأسواق الناشئة في ضوء استضافتها لقمة العشرين العام الماضي ومنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في مايو الماضي ببكين. وترتكز رؤية الصين على مشاركة الدول النامية لتعكس التغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي، وأن التعاون الاقتصادي يقوم على أساس آلية البريكس التي حققت إنجازات مهمة فتم تشغيل بنك التنمية الجديد، وترتيبات الاحتياطيات، وفي مجالات التعاون الأخرى التي تشمل التجارة الإلكترونية والتسهيلات التجارية والاستثمارية والتعاون في مجال الخدمات وإصدار سندات بالعملة المحلية والابتكار التكنولوجي والعلمي. وتأتي إطلاق آلية التعاون (بريكس بلس) لتكون من أبرز نتائج قمة بريكس إذ منحت كل من مصر وغينيا وطاجكستان وتايلاندوالمكسيك الفرصة لعرض رؤيتهم الاقتصادية خلال جلسة الحوار التي عقدت على هامش القمة التي استهدفت العمل على تحسين الوحدة والتعاون بين دول بريكس والأسواق الناشئة والدول النامية والبناء على شراكة متوسعة وحماية المصالح المشتركة وتعزيز التنمية. كما أعلن عن تخصيص 500 مليون دولار لصالح صندوق خاص لدعم ما يسمى تعاون جنوب – جنوب بهدف تعزيز التعاون لتحقيق التنمية ومساعدة الدول النامية لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة. وتأكيدا على أهمية دعم التعاون مع الدول النامية، عقد الرئيس الصيني شي جين بينج مباحثات ثنائية منفصلة مع قادة هذه الدول وأكد خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي دعم بكين القوي لجهود مصر نحو الحفاظ على الاستقرار، والإسراع بجهود التنمية واستعداده لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع مصر. وقد شهد الرئيسان المصري والصيني مراسم التوقيع على ثلاث اتفاقيات تشمل اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني حول تخصيص منحة قدرها 300 مليون يوان لتنفيذ مشروع القمر الصناعي (سات2) واتفاقية تعاون أمني بين وزارة الداخلية ووزارة الأمن العام الصينية ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ووزارة التجارة الصينية حول تنفيذ مشروع القطار الكهربائي. وعلاوة على ذلك، ناقش الرئيس بينج مع نظيره المكسيكي إنريكه بينيا نييتو التقدم الذي أحرز في التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتصنيع وتسيير خط الطيران المباشر.. مؤكدا أهمية دعم التعاون الإقليمي والدفع نحو إقامة منطقة تجارة حرة آسيا – الباسفيك ..مرحبا بالتعاون مع المكسيك في إطار مبادرة الحزام والطريق وموقفها من التوسع الطبيعي للمبادرة في أمريكا اللاتينية. وطالب الرئيس بينج ببذل الجهود لتناغم استراتيجيات التنمية في الصينوالمكسيك والاستفادة القصوى من المزايا من أجل بناء سلسلة الموردين التي تربط بين البلدين، والتوسع لتشمل المناطق المحيطة. كما بحث الرئيس الصيني خلال لقائه مع رئيس وزراء تايلاند برايوث تشان اوشا، سبل دعم التعاون الثنائي في مجالات الاستثمار والسكك الحديدية وتمويل الانترنت والاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية..مطالبا تايلاند ببذل الجهود لدفع التعاون بين الصين و رابطة الآسيان إلى مستويات أعلى. يذكر أنه يتم الاحتفال هذا العام بالذكرى الخمسين على تأسيس رابطة الآسيان وسيشهد العام المقبل الاحتفال بذكرى 15 سنة على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والآسيان. وفي الإطار ذاته، أكد بينج خلال مباحثاته مع رئيس غينيا ألفا كوندي على هامش القمة على دعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع غينيا، والتي تم التوصل إليها العام الماضي، واستعداد بكين لتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتعدين والزراعة..مرحبا بمشاركة غينيا والدول الأفريقية النشطة في مبادرة الحزام والطريق.