أكد الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه ينبغي على الحاج قبل أن يخرج إلى رحلة الحج أن يتطهر ويتأهب ويستعد لهذه الفريضة، وذلك بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحًا، وأن يندم على ما ارتكبه من ذنوب وآثام، وكذلك يؤدي حقوق العباد التي هي عليه من رد المظالم أو أداء الديون أو صلة الأرحام وغيرها. وأضاف "علام" في حلقة برنامج "حوار المفتي" الذي يذاع على قناة "أون لايف"، أن الحج فيه جميع معاني العبادة من صلاة وزكاة وصبر ونفع للناس، مما يجعل الحاج يشعر أنه في معية الله ومُسلِّمًا أمره له سبحانه، موضحا أن ملابس الإحرام بالنسبة للرجال تتكون من إزار: وهو ثوب من قماش يلفه على وسطه، يستر به جسده ما بين سرته إلى ما دون ركبته، ورداء: وهو ثوب يستر به ما فوق سرته إلى كتفيه فيما عدا رأسه ووجهه، ونعل يلبسه في رجليه يظهر منه الكعب من كل رِجْلٍ، والمراد بالكعب هنا: العظم المرتفع بظاهر القدم. أما المرأة فهي ترتدي ملابسها العادية، ولا تغطي وجهها ولا ترتدي القفازين مثلما أوضح النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين"، مشددًا على أنه لا يجوز للرجل ولا المرأة بعد الإحرام قص شيء من الشعر أو الأظفار أو وضع العطور أو غيرها من محظورات الإحرام. وأكد مفتي الجمهورية على ضرورة أن يلتزم الحاج بالإرشادات والتعليمات الخاصة بالحج التي تضعها السلطات السعودية هناك حتى يتموا مناسكهم بسهولة ويسر ودون مشكلات. وأوضح فضيلة المفتي أنه يجوز للحاج أن يرمي الجمرات الثلاث بعد منتصف الليل يوم النحر منعًا للتزاحم، وهو ما عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية، فيسمي ويكبِّر ويرمي كما رمى النبي بحصاة مثل حبة الحمص بنية التعبد لله عز وجل، وبعدها يكون قد تحلل التحلل الأكبر. وحول أولية الحج مرة أخرى نفلًا أم مساعدة للمحتاجين، قال فضيلة المفتي: "إن الفقهاء في المذاهب الأربعة وما نفتي به في دار الإفتاء المصرية على أن المعاونة وسد حاجات الناس أولى من الحج للمرة الثانية نفلًا وتطوعًا؛ لأن المنفعة المتعدية أَولى من المنفعة القاصرة، فعندما نسدُّ حاجةَ إنسان تتعدَّى هذه المنفعة حيَّزَ النفع الشخصي إلى نفع الغير، وهو أولى خاصة في هذا الزمان". وأضاف فضيلته أن الحج فرصة كبيرة لمن كتبه الله له، فعليه أن يغتنمها ولا يضيعها بحال من الأحوال؛ لأنه قد لا يعود مرة أخرى، فعلى من يذهب إلى الحج أن يوطن نفسه أنه يولد من جديد ويعود كما ولدته أمه، كما قال النبي: "من حج فلم يرفث أو يفسق عاد كيوم ولدته أمه". وقال: "على الحاج أن يعود من هذه الرحلة المباركة وقد بدأ صفحة بيضاء، فعليه ألا يلوثها بعد عودته، أما التسويف والقول بأنه سيطهرها مرة أخرى بحجة ثانية فهو أمر غير مقبول لأن العمر قد ينتهي ولا يستطيع أن يؤدي ذلك.