قد تبدو الكلمات ضئيلة إلي جانب ما يعتمل في صدري من مشاعر حب ووفاء لجماهير الدائرة التاسعة .. ولأبناء شعب مصر .. ولكل الشرفاء في طول البلاد وعرضها .. هؤلاء الأصلاء .. النبلاء .. الذين طوقوا عنقي بهذا الالتفاف الجماهيري غيرالمسبوق .. حين منحوني ثقتهم، واختاروني بأغلبيتهم الكاسحة، نائبًا، وممثلاً لهم تحت قبة البرلمان. تعجز الكلمات أن تعبر عما يعتمل في خلجات نفسي .. من شكر، وتقدير .. لكل من آزرني في خندق الحق، ودعمني في طريق الصدق، وانحاز بعطائه لموقفي المدافع عن حقوق المصريين، والمتبني لقضاياهم، والمعبر عن متاعبهم ومشكلاتهم. هؤلاء الذين اختاروني بتلك الأغلبية الكاسحة، هم أشرف الناس، وأكثرهم نبلاً .. فقد انحازوا لمواطن مثلهم، لا يملك مالاً يشتري به الأصوات، ولا جاهًا، أو نفوذًا، يستقطب به جماعاتهم .. بل كان المشهد العبقري أمام لجان الانتخاب في كافة مناطق الدائرة التاسعة، وبهذا الزخم البشري غير المسبوق ترجمة لوعي هائل، تتمتع به الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا العظيم. مشاهد إنسانية موثرة، قابلتها وأنا أتجول بين اللجان الانتخابية .. سيدات في أعمار متقدمة وقفن أمام اللجان في عزبة النصر وعزبة دسوقي والمنشية وبير أم سلطان وشارع مهران وغيرها من مناطق البساتين .. نفس الحال في صقر قريش وعرب وحدائق المعادي .. مثقفوا المعادي، وشباب وسيدات ورجال المعادي البلد، والثكنات وغيرها لم يألوا جهدًا عن الإدلاء بأصواتهم، امتدت الطوابير بالساعات في زهراء المعادي، والمعادي الجديدة، دون كلل أو ملل. وفي الطراوات كانت المعجزة، حين خرجت الحشود طيلة يومي الاثنين والثلاثاء، تدفع بأصواتها النبيلة في صناديق الاقتراع لصالح من رأت فيه المعبر عنها .. نفس الحال كان في المعصرة المحطة والمعصرة البلد، وحدائق حلوان ومدينة الهدي ووادي حوف وعزبة كامل صدقي القبلية والبحرية، وتقسيم النصر للسيارات وغيرها. شرفاء حلوان خرجوا منذ الصباح الباكر .. تحملوا بعزيمة لا تلين، واصرار لا يقهر، وعلي مدي يومين كاملين متاعب الطوابير الممتدة، والصفوف المتراصة بلا نهايات .. فسيدات ورجال عزبة وعرب الوالدة وعرب غنيم وعين حلوان وحلوان البلد وعرب راشد والزلزال والعزبتين وأطلس والمشروع كانوا جنودًا، لا يألون جهدًا في التعبير عن رأيهم مهما بلغت الصعوبات .. وأهل المساكن وشرق وغرب حلوان بكل أفرعها جسدوا نموذجًا أمينًا في الوفاء والإخلاص .. وكانت لأهل كفر العلو وعرب كفر العلو وأبو دحروج والبراوي وقفتهم المشهودة، وانضم الحكرين والتبين والمرازيق والصلب لكل الباحثين عن صوت الحق في حشود هائلة قلما تجتمع. أما مايو .. فقد كانت رمزًا علي استمرار مسيرة العطاء التي لم تتوقف منذ سبعة عشر عامًا. كلمات الشكر لا تكفي لتترجم ما بداخلي من مشاعر تجاه كل من تحمل وأدلي بصوته، كشهادة حق علي عصر، هو في أشد الحاجة إلي هؤلاء النبلاء، الكرماء، أبناء الدائرة التاسعة .. وكل أبناء مصر الذين أحاطوني بحبهم ورعايتهم وتبرعوا لي بوسائل وأدوات الدعاية. لن أنسي أبدًا، هؤلاء الشرفاء الذين تحملوا عبء نقل المواطنين للجان الانتخاب علي نفقتهم الخاصة .. ولن أنسي أبدًا هؤلاء الرجال الذين تبرعوا بمقراتهم مجانًا لإدارة العملية الانتخابية في كافة أرجاء الدائرة، ولن أنسي كل من قدم عونًا وخدمة لنجاح المعركة في أجواء ديمقراطية حقيقية. كلمات من القلب .. تعبر عن مكنون ما يعتمل في صدري .. أوجه عبرها الشكر والثناء لكل من وقف مساندًا، وداعمًا، ومؤيدًا، حتي حطت الانتخابات أوزارها بهذا الفوز الكاسح، وغير المسبوق. وعهدًا أن أكون وفيًا مع الأوفياء، مخلصًا لهم في العطاء، ملبيًا لمتطلباتهم قدر استطاعتي، مؤكدًا أنني سوف أكون نائبًا، وممثلاً للجميع .. سواء أولئك الذين آزروني، أو أولئك الذين كان لهم اختيار آخر .. فالنائب هو لكل مواطني دائرته، بعيدًا عن الاتفاق أو الخلاف، وتلك هي أصول الديمقراطية التي نتلمس جميعًا أهدابها.