كنقطة ضوء فى نفق لطالما كان مظلما بالنسبة للمبدعين، يأتى التحرك الرسمى استجابة للمناشدات التى أطلقت لعلاج حالة الشاعر عبدالناصر علام، وكانت «الأسبوع» قد تواصلت مع الشاعر الذى كان ينتظر ظهر السبت صدور التقرير الطبى الذى سيسمح بإعادته من مستشفى زايد التخصصى بمدينة السادس من اكتوبر إلى معهد أورام سوهاج، كما تواصلت مع السيدة منال سالم من المكتب الإعلامى لوزير الصحة الدكتور أحمد عمادالدين راضى والتى أكدت اهتمام الوزير بالشاعر، مضيفة أن الاهتمام لا يشمل الشاعر فقط بل يشمل كل مريض، مؤكدة أنه تتم متابعة حالة الشاعر من الوزير شخصيا، وانه تقرر إجراء عملية زرع نخاع شوكى له بعد أربعة أشهر فى مستشفى زايد التخصصى وأن متابعته ستستمر حتى موعد إجراء العملية لتقديم كل ما تحتاجه حالته الصحية من علاج، وتابعت «الأسبوع» صدور التقرير الطبى بالفعل حيث تم الترتيب لنقل «علام» بسيارة مجهزة فى الواحدة والنصف من ظهر نفس اليوم لمعهد الأورام بسوهاج. ويعانى «علام» من «اللوكيميا» وهو ما استدعى جلسات علاج كيميائى باهظة التكلفة، وجاءت المناشدات من أمانة مؤتمر أدباء مصر ومن أدباء مصريين وعرب للمطالبة بالتدخل لعلاجه بعد أن أنفق كل ما يملك على مراحل العلاج الأولى، بعد اكتشاف المرض على إثر سقوطه على الأرض بمدرسته الإعدادية حيث أصيب بكسر فى العمود الفقرى وتم إجراء عملية باهظة التكاليف فى القاهرة واكتشف الطبيب أن المرض الخبيث ينخر فى نخاعه الشوكى وهو ما أدى إلى خضوعه لجلسات علاج كيميائى وإشعاعى أنفق فيها عبدالناصر علام ما لايقل عن 200 ألف جنيه باع فيها كل ما يملك واقترض من البنوك بضمان مرتبه، وبعد أن استقرت حالته عاد إليه المرض أشد فتكا لتدوى صرخات ألمه بعد أن عجز عن تحمل تكاليف بدء العلاج مرة أخرى. وكان وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم قد تحرك فور علمه بمرض الشاعر وتواصل معه للاطمئنان على حالته الصحية، كما تواصل مع وزير الصحة ومحافظ سوهاج لتوفير سبل العلاج اللازمة، وكان وزير الثقافة واتحاد الكتاب قد قدما عرضا فى ذلك الوقت لنقل عبدالناصر للعلاج فى القاهرة، ولكن نظرًا لخطورة الحركة والنقل فقد تقرر استكمال جلسات العلاج الكيماوى بمعهد أورام سوهاج. وتم بذل محاولات ليغطى التأمين الصحى تكاليف علاجه بعد رفض ذلك فى مرة سابقة إلا ان المشهد بكامله تغير بعد تدخل وزير الصحة ومتابعته للحالة. وكان نقل «علام» إلى مستشفى زايد التخصصى بالقاهرة قد تم على إثر الاشتباه فى ضرورة إجراء عملية دقيقة بالعمود الفقرى لتثبيت الفقرات، إلا أن الفحوص الدقيقة أثبتت عدم الحاجة إلى الجراحة. وكان الخطاب الموجه بالفاكس من اتحاد كتاب مصر إلى معهد أورام سوهاج فى اعقاب المناشدات مخيبا للآمال، حيث أفاد أن الاتحاد يتكفل بعلاج الشاعر ثم تراجع فى آخر جملة من الخطاب بقوله « للعلم أن الاتحاد سيتحمل نسبة 70% من المصروفات بحد أقصى عشرين ألف جنيه» بينما تتكلف جلسة العلاج الكيميائى الواحدة مع الأدوية المساعدة ما يقارب 10 آلاف جنيه!. وقد توالت الاستجابات من المسئولين لعلاج «علام» الذى اتصل به محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم، ووفر له كل امكانيات مستشفى الأورام وخصص له حجرة خاصة ثم قام بزيارته وهى الزيارة التى رفعت معنوياته كثيرًا، اتصل به محافظ قنا وأبلغه تحياته وقال إن مستشفى قنا تحت أمره، ومن الأمور التى أثرت كثيرًا فى رفع حالة «علام النفسية، قيام الدكتور عاطف عبيد مالك مدير دار بتانة للطبع والنشر بنشر وتوزيع ديوان عبدالناصر علام الأخير «مغنواتى مشاع» حيث يعتبر الشاعر من الأصوات المميزة فى شعر العامية.