أكد مرصد الإسلاموفوبيا أن تنظيم داعش الإرهابي واليمين المتطرف الفرنسي هما أكبر المستفيدين من الدعوة لمقاطعة المسلمين للمشاركة في انتخابات الرئاسة الفرنسية . وأوضح المرصد أنه قد انتشرت لافتات تدعو المسلمين لمقاطعة انتخابات الرئاسة الفرنسية، وذلك بجوار المساجد والمدارس في الأحياء التي يتمركز بها المسلمون، فقد ألصقت هذه اللافتات إلى جانب المساجدالموجودة في ضاحيتَي العاصمة باريس؛ ليميل بريفان وكريتيل، قبل يومين من الانتخابات الرئاسية. ولفت المرصد إلى أن تصميم اللافتات مثير للجدل بالنظر إلى احترافيته، بحسب أحد أئمة المساجد التي أُلصق بجوارها، فقد جاءت اللافتة على شكل صورة لرمز الجمهورية ماريان (مع أن دستور عام 1958خصَّ العلم الثلاثي الألوان بتمثيل الشعار الوطني الفرنسي، إلا أن ماريان تجسد أيضًا الجمهورية الفرنسية)، وهي تحترق، وكتب إلى جانبها الآتي:"الحكم لله وحدَه ..يا أيها المسلم لا تشرك بدينك، لا تصوتوارفض الديمقراطية، ورمزها ماريان". وذكر المرصد أن تنظيم داعش مستفيد من هذه الدعاية، وقد يكون خلفها بعض مناصريه، فعزل المسلمين عن الاشتراك في الاستحقاقات السياسية ركن أصيل في استراتيجية داعش؛ للتمهيد لتجنيد الشبابلأيديولوجيتها المسممة، ثم المشاركة في تنفيذ عملياته الإرهابية في فرنسا وأوروبا. وقال المرصد إن اليمين المتطرف الفرنسي مستفيد أيضًا من هذه الدعاية؛ لأنها تسهم في تحييد أصوات المسلمين الذين لن يصوتوا له حال المشاركة في الانتخابات، وسيكون لأصواتهم أثر مهم في نتيجةالانتخابات إن هم شاركوا بكثافة؛ بسبب عنصرية برنامجه وعدائه لهم. ولفت المرصد إلى أن اختيار رمز الجمهورية "مارين" التي تجسِّد الحرية والعقل في الوجدان الفرنسي وتعرض في العديد من الأماكن في فرنسا، وتحتل مكان الشرف في البلديات والمحاكم، وهي ترمز إلى"انتصار الجمهورية"، يبعث برسائل عكسية للفرنسيين غير المسلمين، مفادها أن جمهوريتهم في خطر، وأن عليهم حماية مبادئها ورموزها التي يهددها المسلمون؛ وذلك بالتصويت لمن يعلن تبجيله وتقديسه لهذهالرموز بل وتمثيله لها، ومن المعروف أن واحدة من أهم مرشحي اليمين المتطرف في الرئاسة الفرنسية يتشابه اسمها مع الرمز "ماريان".