ترشيد المياة ضرورة لواجهة الفقر المائى انهيار السد يتطلب مواجهة جماعية من دول الحوض بالحسابات الرياضية "السد "لن يؤثر على مصر يبقى سد النهضة مشكلة تؤرق المصريين جميعا سواء على المستوى الشعبى أو الأكاديمى حيث سيظل موضوع خزان السد الأثيوبى مثارا للحديث والدراسات حتى تظهر نتائجه الفعلية التى يراها البعض غير مؤثرة على الأمن المائى المصرى بالشكل المبالغ فيه . بينما يرى أخرون بضرورة الحذر ومواجهة الأثار المحتملة بحدها الأقصى حتى لا نفاجأ بأن الأمن المائى المصرى فى خطر فى ظل متغيرات الوقت الراهن والتي تشمل التغيرات المناخية والزيادة السكانية وكذلك الآثار السلبية لسد النهضة وتأثيرها علي مستقبل الموارد المائية في مصر، حيث من المتوقع إنخفاض إيراد النيل طبقا للدراسات والتي تعتمد علي سنوات ملء الخزان والذي يقدر سعته التخزينية 74 مليار م3. وخلال الأسبوع البيئى الخامس لجامعة قناة السويس والذى افتتحه الدكتور ممدوح غراب رئيس جامعة قناة السويس والدكتور عاطف أبو النور رئيس وحدة المجتمع والبيئة بالجامعة كانت المناظرة الرئيسية حول سد النهضة والأمن المائى المصرى حيث ناقش الحضور مقدرات مصر المائية وأشارت الدكتورة عبير الشهاوى الأستاذ بكلية الهندسة الى أن إجمالي الطلب من المياه لعام 2015 بحوالي 82.20 مليار متر مكعب وبالتالي إنخفض نصيب الفرد من المياه ليصل إلي 660 م3 للفرد في العام والذي تعدي معدل الفقر المائي والذي يصل 1000م3/عام لذلك إتجهت الدولة للبحث عن مصادر غير تقليدية للمياه تتمثل في زيادة السحب من المياه الجوفية المتجددة وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي ومعالجة مياه الصرف الصحي وكذلك تحلية مياه البحر ليصل ما يتم تجميعه من المصادر غير التقليدية إلي 22.20 مليار متر مكعب لنفس العام. وأشار الدكتور اسماعيل عبد العاكى الأستاذ بكلية الهندسة أن الندرة ليست في الكمية ولكن في مقدار الإستفادة من الموارد المتاحة ويمثل الإستخدام الزراعى للمياه الجزء الأكبر للاستخدامات حيث يبلغ نحو 67 مليار متر مكعب بنسبة 81.20 % ويُقُدر إحتياج مياه الشرب والقطاع الصناعى من المياه بنحو 11 مليار متر مكعب،بنسبة 13.40 % لنفس العام. أسئلة متجددة المناظرة تناولت أسئلة تتكرر بشكل دائم وتحتاج الى طرح حلول مبتكرة أولها الوضع الحالى لسد النهضة و إمكانية تعويض نقص المياة في حالة إكتمال بناء السد كما يشير الدكتور أحمد إبراهيم إبراهيم أستاذ الأراضى بكلية الزراعة- جامعة قناة السويس والذى تناول فرضيات مهمة أولها أنه بحلول 2050 ومع الزيادةالسكانية سيصبح نصيب الفرد 350 مترمكعب سنويا لذلك لابد من البحث عن بدائل لتوفير هذا العجز المائى فى حالة الانتهاء من سد النهضة الاثيوبى و تأثيره على خفض حصة مصر من نهر النيل حوالى 15 مليار متر مكعب حيث يجب على مصر أن تبدأ فورا في طرح خطة واسعة النطاق لتطوير الإيرادات المائية لنهر النيل فى منابعه الاستوائية بالتعاون مع أوغنداوجنوب وشمال السودان، والبدء فى تنفيذ المشروعات المنسية حيث يفقد النيل 20 مليار متر مكعب فى مستنقعات وبحيرة كيوجا بأوغندا، ونحو 17,5 مليار متر مكعب فى مستنقعات بحر الجبل ونهر النعام فى جنوب السودان، ونحو 15 مليار متر مكعب فى حوض بحر الغزال فى جنوب السودان أيضا. كما ينبغى لمصر أن تبدأ فورا وبصورة صارمة فى ترشيد استهلاك المياه والتحول لأساليب الرى بالتنقيط فى زراعة الخضر والفاكهة، والرش الليلى فى رى المحاصيل القابلة لذلك لتوفير كميات كبيرة من المياه التى تهدر لدى استخدام أسلوب الرى السطحى السائد فى مصر حاليا. وبنفس المنطق أشار الدكتور أشرف سليم الأستاذ بكلية العلوم الى ضرورة استكشاف موارد المياه الجوفية المتاحة وغيرالمستغلة واستغلال تقنية النماذج الرياضية في تحديد كميات المياه الجوفية وانتقال الأملاح فيها و تحديد معامل الأمان لخزانات المياه الجوفية بمصر.وطالب بوضع طرق للحد من مشكلة أرتفاع منسوب المياه الجوفية بمناطق عديدة في مصر وطرق الاستفادة منها بدلا من آثارها المدمرة في تطبيل الأراضى الزراعية ومن ثم تبويرها. ودراسة مقترح أنشاء نهر النيل الجديد كمشروع قومي واعد لاستصلاح أراضي الصحراء الغربية بدون إستخدام الطاقة الكهربائية لاستصلاح ملايين الأفدنة في محافظة الوادي الجديد. انهيار السد انهيار السد جملة ترددت كثيرا حيث استعرض الدكتور كمال حافظ الأستاذ بكلية الهندسة أن السد المقام على حدود أثيوبيا والسودان ربما يفتقد الى المفهوم الهندسي السليم الآمن الذى كان مفترضا أن تتبعه دولة أثيوبيا والعادل لدول المصب باقامة مجموعة من السدود الصغيرة المتتالية ذات التخزين المحدود بحيث تعطي نفس نتيجة تخزين السد الكبير و هنا كارثة الانهيار تكون محدودة لأن حجم تخزين كل سد صغير. وأشار حافظ الى أن أثيوبيا فى اقامتها مشاريع على حدود الغير لا تتحمل المخاطر وحدها.لذلك عليها أن تأخذ موافقة دول المصب وتشاركها فى الرأى قبل اقامة مشروع مصيري . مما يستدعى ضرورة تشكيل لجنة ادارة كوارث وأزمات لهذا السد ووضع سناريو للمخاطر وحجمها وكيفية التصرف معها لأن مصر والسودان لديها سدود وقناطر ومشاريع عديدة قد تتعرض للانهيار وأراضي قدد تتعرض للجرف والغمر وأمراض وأوبئة وضياع محاصيل وجفاف وغيره من توابع احتمالات انهيار سد النهضة. وجهة نظر مختلفة الدكتور صلاح غريب الاتربى الأستاذ بكلية العلوم طرح رؤية مختلفة تتناول بالحسابات الرياضية والمعادلات حجم سد النهضة ومقارنته بالسد العالى والبحيرة الموجودة وامتلاء خزان السد حيث أشار الأتربى الى أن المخزون الميت فى بحيرة ناصر يصل الى 53 مليار متر مكعب عند ارتفاع 40 متر بينما المخزون الميت بسد النهضة هو 38 مليار متر مكعب عند 95 متر نتيجة فرق الانحدار. معنى ذلك ان المياه لن تمر من عيون السد إلا بعد امتلاء البحيرة بالمخزون الميت سواء ببحيرة السد العالى او ببحيرة سد النهضة. و معنى ذلك ان مياه بحيرة سد النهضة لن تخرج من خلال التوربينات الا بعد مستوى 95 متر اى بعد امتلاء خزان البحيرة ب 38 مليار متر مكعب (مخزون ميت) وهذ كمية صغيرة جدا وممكن مع فيضان قوى ان تمتلئ فى سنة واحدة فقط وبذلك لن يؤثر هذا السد على حصتنا من مياه النيل لأن المياه اذا وصلت لأعلى من هذا المستوى ستمر نفس كمية المياه عبر التربينات لكن بأنتظام خلال الاشهر المختلفة وليس خلال اشهر الفيضان فقط، ويصبح سد النهضة مثل سد الروصيرص وسد سنار اللذان يقعان على النيل الازرق بالسودان.