المشهد الليبي يبدو ككرة صوف القيت في الماء فتشابكت خيوطها لدرجة يصعب معها فصل هذه الخيوط بعضها من بعض و لم تعد فرصة الخيارات المتعددة متاحة امام الاشقاء في ليبيا حتي انه لم يبقي امامهم الا خياران لا ثالث لهم فاما استعادة ليبيا او اضاعتها بالكامل و لان استعادة ليبيا هو الخيار الايجابي الوحيد فكان لابد ان ننظر بجدية الي سبل تحقيقه بنظرة واقعية بعيدا عن العواطف و التفاؤل و التشاؤم و ليس خافيا علي احد ان حراك 17 فبراير قد نتج عنه جروح عميقة و قاتلة في النسيج الوطني الليبي فليبيا مجتمع قبلي بطبيعته و للمجتمعات القبلية طبيعة خاصة تمتاز بحساسية اجتماعية شديدة و ما حدث كنتاج لحراك 17 فبراير لم يكن فقط صدام قبلي بين القبائل بل تعدى ذلك ليصل الي حمل ابناء العم من نفس القبيلة السلاح بعضهم علي بعض فدخلت ليبيا الي اتون حرب اهلية مزقت النسيج المجتمعي الليبي و لهذا و ان اراد الشعب الليبي ان يستعيد ليبيا من قبضة قوى التنظيمات الارهابية التي استغلت هذا الصراع القبلي لصالح مخططها الهادف الي تقسيم ليبيا الي امارات يدير كل تنظيم ارهابي امارة منها و ليبقي ابناء الشعب الليبي رهائن لدى هذه التنظيمات فعلي الشعب الليبي ان يحسم امره و ان تعلي القبائل الليبية مصالح ليبيا العليا علي نداءات الثأر و تصفية الحسابات كما ان علي قيادات اعلمل السياسي في ليبيا ان يتخلوا عن التشبث بمصالحهم الشخصية و محاولة اقصاء منافسيهم لصالح تحقيق مكاسب سياسية ساذجة لانها لن تتحقق ان ضاعت ليبيا الوطن استشهد معمر القذافي و لكنه حاضرا بقوة في المشهد الليبي من خلال مؤيديه الذين يشكلون قوة كبيرة علي الارض في ليبيا و لا ينكر ذلك الا ساذج او مغرض و بالتالي فليس منطقيا ان يتم تجاهل هذا الفصيل الكبير من المعادلة السياسية الليبية و ربما يكون لعودة سيف الاسلام معمر القذافي الي المشهد السياسي حال اطلاق سراحه من قبل قبيلة الزنتان فسيف الاسلام له ثقل سياسي ضخم لدى التيار المؤيد لمعمر القذافي و هو اقدر من يمكنه توحيد العديد من القبائل و ربما قد لا يلقي ذلك هوا لدى البعض و لكن و كما ذكرت سلفا من أجل استعادة ليبيا فعلي جميع الليبين قبول تقديم التنازلات مهما كانت قاسية بل و تبدو مستحيلة فالخلاف القديم بين المشير حفتر و قائد الثورة الليبية معمر القذافي يجب ان تطوى صفحته و ان يعلي الجميع مصالح ليبيا العليا علي كل الخلافات الشخصية ..و نعم قد يبدوا مستحيلا ان يقبل حفتر وجود سيف الاصلام في المشهد و ايضا قد يبدوا ايضا ان مستحيل ان يتقبل سيف الاسلام وجود حفتر في المشهد و لكن اين مصلحة ليبيا من ذلك ؟؟؟ ليبيا تحتاج الي توحد و تكتل كل من لهم القدرة علي اعادتها الي وحدتها و سلامها و امنها و ان يحررها من قبضة قوى الارهاب الذى فعل بالشعب الليبي ما لم يفعله الاحتلال الايطالي من جرائم ضد الانسانية ابان احتلاله لليبيا الخيار الوحيد امام الشعب الليبي هو ان يتوحد خلف قيادات وطنية ليبية لا تستهدف الا استعادة الوطن الذى مزقته تنظيمات الارهاب و ان تدرك القبائل الليبية ان في بعض الاوقات نضطر الي العفو عما سفك من الدماء لنحقن دماء اكثر و لنؤمن مستقبل اكثر امنا للأجيال القادمة و أتمني ان يستغل الليبيون اعلان القاهرة استغلالا ايجابيا و ان يجعلوه منطلقا الي خطة عمل حقيقية علي الارض و ان يبدى الجميع رغبة حقيقية في التوحد في وجه قوى الارهاب الظلامية التي لا تهدد احاد بعينه و لكنها تهددا وجود ليبيا كلها بمن عليها من شعبها الذى عاني الأمرين من ويلات اقتتال أهلي كلف الشعب الليبي الكثير من دماء الابرياء