* زياد عقل: أيام القذافى أصبحت معدودة والتغيير سيحدث فى ليبيا .. والقبائل لديها رؤية لإسقاط نظامه * خبير بمركز الأهرام: الجيش الليبى قائم على القبلية .. ودعم قبيلة القذافى له قد يؤدى لإشتباكات عنيفة إعداد – محمد كساب : قالت هيئة الاذاعة الألمانية “دويشته فيله” اليوم، أن الجيش الليبى يشهد حالياً حالة شديدة من الانقسام، وسط تحركات نحو الانقلاب على العقيد معمر القذافي، مستبعدة أن يؤدى تنحي الأخير أو إستقوائه بدعم قبيلته إلى وقوع حرب أهلية فى ليبيا التى تسيرها الأسس العشائرية والقبلية، مضيفة أنه رغم تحذيرات القذافى فإن “رؤية واضحة منسقة بين هذه القبائل لإسقاط نظام معمر القذافي، وللإبقاء على وحدة التراب الليبي من خلال هذه الأسس”. ونقلت دويشته فيله عن د. زياد عقل، الخبير في الشؤون الليبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، تأكيده أن أن الجيش الليبي، الذي وصفه بأنه تنظيم يكتنفه الغموض ويفتقد الطابع المؤسساتي، منقسم بين قادة من قبيلة القذافي الموالية له وقاعدة موالية للشعب الليبي، لافتاً إلى وجود “حراكا بداخله لحسم الأمور في ليبيا”، وأن هناك سببين اثنين لهذا الانقسام، أولهما يتمثل في أن أغلب قيادات الجيش الليبي تنحدر من قبيلة القذاذفة، أي قبيلة معمر القذافي نفسه. ويشرف معتصم القذافي، نجل الرئيس الليبي، على قطاع الأمن بصفة عامة، كما يشغل منصب مستشار الأمن القومي في ليبيا. في الوقت نفسه نرى أن قبيلة طرونة، التي ينتمي إليها عدد كبير من الجيش الليبي، قد انضمت إلى صفوف المتظاهرين المناهضين للقذافي، كما أن المجتمع الليبي مجتمعاً قبلياً ولائه قد يكون في بعض الأحيان للعصبية القبلية أكثر من المؤسسة الوطنية. إذاً، نحن نرى انقساما واضحا داخل الجيش الليبي بين فيلق ينصاع إلى أوامر الرئيس القذافي ويطلق النار على المواطنين الليبيين وهناك عناصر أخرى إما ترفض تنفيذ الأوامر وتهرب بأسلحتها أو تنضم بها إلى المتظاهرين. وإستبعد عقل إندلاع حرب أهلية ليبية، “ليس بالضرورة فالمؤشرات، التي تقود إلى حرب أهلية مرتبطة ببقاء معمر القذافي وبحجم الخراب الذي يجلبه إلى المجتمع الليبي. ولكن ظهر في الأيام الأخيرة توافق شديد بين مختلف القبائل والعشائر داخل ليبيا، لإسقاط نظام معمر القذافي وللإبقاء على وحدة التراب الليبي من خلال الأسس العشائرية الموجودة في هذا المجتمع، وهو ليس على شفا حرب أهلية، في حالة تنحي القذافي”، على حد قوله. وفى رده على تساؤل الاذاعة الألمانية حول عدم وجود دور ملموس للجيش الليبي لصالح مناهضي القذافي، مثلما فعلت الجيشان المصري والتونسي برفضهما القاطع إطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورتى الشباب والياسمين، أوضح الخبير بالشئون الليبية بمركز الأهرام أن “المؤسسة العسكرية في ليبيا ليست بقوة المؤسسة العسكرية في مصر أو حتى في تونس، إذ يغيب عن النظام الليبي الطابع المؤسساتي في مختلف قطاعاته وتتم إدارته بعقلية وبأهواء معمر القذافي”، وهو انعكس على عدم وجود توافق واضح بين مختلف أعضاء المؤسسة العسكرية .. أعتقد أن دور المؤسسة العسكرية سيظهر في الأيام القليلة المقبلة. منوهاً بتردد أنباء عن حركة المهدي العربي، نائب رئيس أركان الجيش الليبي، وهي حركة انقلابية على نظام القذافي وأنباء أخرى عن استخدام أسلحة المؤسسة العسكرية الليبية من قبل مرتزقة مأجورين من قبل النظام الليبي. إذاً، دور المؤسسة العسكرية في الماضي كان دائما دورا مبهما وغامضا إلى حد ما ولكن يبدو أن الأحداث الأخيرة تحرك بعض العناصر داخل هذه المؤسسة للانقلاب على النظام”، حسب تعبيره. وحذر زياد عقل من إحتمالية وقوع اشتباكات عنيفة جدا بين عناصر الجيش الليبي المختلفة، “، التخوف الآن من انقسام الجيش الليبي على نفسه ومواجهة هذه العناصر بعضها البعض”، فى ظل استمرار ولاء قبيلة القذافى له، وتصريحات نجله سيف الاسلام عندما قال إنهم سيخضون المعركة حتى آخر رجل وآخر امرأة وآخر رصاصة”، إلا أنه قلل من تهديد سيف الإسلام للليبيين بإعتبارها ورقة سياسية كان يلعب بها نجل معمر القذافي لإبراز السيطرة على المؤسسة العسكرية في ليبيا أو على الأقل على العناصر، التي تتبع معمر القذافي، ولكنه مجرد تهديد وسيف الإسلام القذافي لا يملك السيطرة الكاملة على كل أبعاده. وأضاف: بحكم حجم التضامن بين مختلف العشائر، فإن تهديدات سيف الاسلام أنه في حال استمرار المظاهرات الشعبية الواسعة داخل ليبيا فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى انقسام البلاد، “سيناريو مشكوك فيه” .. أعتقد أنه تهديد أكثر مما يكون رؤية سياسية حقيقية للوضع، مؤكداً أن”قبيلتي القذافي والمقرحي هما القبيلتان اللتان لا تزالان مؤيدتان للقذافي وقبائل أخرى صغيرة ليس لها أي تأثير في المشهد السياسي الليبي. وتوقع د.عقل أن أيام نظام القذافي أصبحت معدودة، وأن التغيير سوف يحدث في ليبيا وقد تشهد ليبيا مرحلة فوضوية ولكنها ليست حرباً أهلية بأي مقياس من المقاييس. وكل العالم قد شاهد وحشية نظام القذافي وأدرك ضرورة إنهاء هذا الاستبداد”. **