آثرنا أن نحتفى بنساء آل البيت فى مصر خاصة، لاسيما أن الاحتفال صادف ذكرى مولد السيدة نفيسة والفضليات السيدات زينب ونفيسة وفاطمة النبوية كغيرها من آل البيت لهم مكانة فى قلوب المصريين.. نماذج للعطاء والتضحية وتحمل المشاق.. تشعر من تعاليمهم كيف نأخذ المعين من تعاليمهم كى نتخطى الصعاب.. وهم يبعثون برسائل الطمأنينة لكل من يقصدهم ويكفيك أن تذهب محملًا بالهموم لتعود إلى بيتك وأنت فى أتم درجات السعادة والراحة.. فآل البيت نهلوا من تعاليم مدرسة النبوة ومع مكانتهم تحملوا الصعاب والتحديات.. السيدة زينب التى أجلها الملوك وقصدها جموع الناس حياتها نماذج للعطاء وكلامها مصباح نهتدى به إذا ضل بنا الطريق، وتعد السيدة زينب من أول نساء أهل البيت اللاتى شرفن أرض مصر بالمجىء إليها فوصلت بعد ستة أشهر على استشهاد أخيها الحسين.. استقبلها أهل مصر بكل حفاوة.. واختارت البقاء فى دار الحمراء القصوى عند بساتين الزهرى (حى السيدة الآن(.. فالسيدة زينب نموذج لكل نساء العالم حوت من صفات جدها نهل من علمها المصريون وتعلموا منها كيف يتخلقون بالتقوى والشجاعة وأعمالها خير دليل على الإقدام والبلاغة وقوة البرهان ومواجهتها لكافة التحديات.. أطلق عليها أم هاشم لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين.. وصاحبة الشورى لأنها كثيرًا ما كان يرجع إليها أبوها وإخوتها فى الرأى.. وعقيلة بنى هاشم والطاهرة وأم العزائم وأم العواجز ورئيسة الديوان.. فكان والى مصر ومجلسه ينعقد بحضورها وتقدم المشورة لما فيه الخير لمصر.. كذلك كان بيتها مقصدًا للمساكين.. النموذج الثانى السيدة نفسية التى احتفل المصريون بمولدها بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للمرأة بحضور آلاف المصريين، حيث يستمد كل من يقصدها الطمأنينة والتفقه فى تعليم القيم التى نحن فى حاجة للحفاظ على ما تبقى منها فى المجتمع.. حياتها مليئة بالمواقف التى أثبتت مدى حبها لمصر والمصريين.. فتعاليمها مصابيح نهتدى بها.. والسيدة نفيسة هذه الشخصية المضيئة التى يقصدها الجميع يرتون من علمها معينًا لهم على الصبر والجلد لمواجهة الأزمات له مذاق خاص، فنفيسة العلوم نبراس يهتدى به وقت الأزمات يكفى أنك تقصد زيارتها وأنت مكبل بالهموم لتعود مرة أخرى وقد أزال الله عنك الصعاب.. فحب المصريين لها فاق كل الحدود قبلة يستقبلها الجميع منذ وطئت أقدامها أرض مصر فأصبحت رمزًا للطهارة والنقاء.. النقية العابدة أحتلت بعلمها ورفعة منزلتها مكانة كبيرة فى قلوب المصريين.. وأقامت السيدة نفيسة فى مصر حتى توفيت ودفنت بها. وعلى الرغم أن السيدة نفيسة نشأت فى بيت أبيها يحيط بها مظاهر الترف إلا أنها آثرت الزهد والتقشف فكانت قليلة الأكل ويروى أنها كات تأكل كل ثلاثة أيام مرة وختمت القراءن فى قبرها عشرات المرات. ومازالت تنثر على مصر الخير بوجودها بيننا. أما السيدة فاطمة النبوية رضى الله عنها بنت الإمام الحسين التى جاءت إلى مصر بصحبة عمتها السيدة زينب. ولقبت بأم اليتامى لأنها كانت صاحبة أول مؤسسة خيرية اجتماعية فى تاريخ الإسلام لرعاية أبناء ضحايا وشهداء الحرب. وذلك لما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد كربلاء فأخذتهن معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها. لم تكن السيدة فاطمة مشغولة فى حياتها فقط برعاية اليتامى والمساكين والسيدة فاطمة النبوية نموذج للتضحية والإيثار فى رعايتها للأيتام.. سيدات آل البيت كنّ نماذج سجلت أعمالهن صفحة مضيئة فى التاريخ لما قمن به. ....................................... نقلا عن "الأسبوع " الورقى