قال الإعلامي مصطفى بكري، إن هناك من يرى أن ما حدث في 25 يناير هو مؤامرة، وهناك من يراها ثورة، وهناك أيضا من يراها كانت بالفعل تعبيرا عن حالة احتقان مجتمعي تجاه العديد من السياسات، لكن جماعة الإخوان الإرهابية، ومعها من يسمون أنفسهم ب"النشطاء"، وخاصة الذين تدربوا في الخارج، سعوا إلى القفز على الخروج الجماهيري والتظاهرات الجماهيرية ليدفعوا بها إلى إسقاط الدولة وليس إلى تغيير النظام. وأضاف بكري خلال برنامجه "حقائق وأسرار" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن بالتأكيد خلال هذه الفترة ربما كانت الأصوات التي تنتقد الأحداث داخل الثورة وطيلة ال18 عاما، كانت أصواتا خافتة، وكان كل من يحذر من خطورة ما هو قادم يُتهم من قبل هؤلاء، بأنه يخون الثورة ويفرط في دماء الشهداء ويقدم ما يوحي بأنه جزء من النظام السابق، حيث واجهوا كل من أراد أن يقول كلمة الحقيقة بكل عنف وبكل قوة، حيث وصل الأمر إلى التشويه ونشر صورهم باعتبارهم أعداء الثورة وتعليق صورهم في ميدان التحرير، مشيرا إلى أن هذا الأمر انعكس بالسلب على الحركة الصاعدة التي كانت تطالب بضرورة حماية لمصر وأمنها. وأوضح بكري، أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان قد أكد في خطابه في أول فبراير عام 2011، أنه قرر ألا يرشح نفسه مرة أخرى للحكم، وأنه سيمضي نحو تغيير العديد من الأوضاع المجتمعية، وكان الاتجاه في هذا الوقت، أن يُسند الامر إلى السيد عمر سليمان بحيث يبقى هو من يدير الأمور في البلاد على أن يمضي الرئيس الأسبق مبارك إلى شرم الشيخ ليقضي بقية الأشهر في ولايته بعيدا عن شئون الحكم، ولكن بالتأكيد لم يستطع مبارك أن ينفذ وعد نقل السلطة إلى عمر سليمان، لافتا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية افتعلت حادث موقعة الجمل، وقامت بتصعيد التيار الشعبي الرافض لنظام الحكم، كان له أبلغ الأثر في تصعيد الأجواء وارتفع شعار "ارحل" في كل مكان، وبدا واضحا للجميع أنهم أرادوها مؤامرة لإسقاط الدولة المصرية وليس إصلاحا أو تغييرا حتى للنظام. وتابع بكري، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كان له موقفه منذ اليوم الأول "لا استخدام للعنف، والإعلان عن تفهم المطالب المشروعة للشعب المصري"، وعندما جاء يوم الخميس العاشر من فبراير، عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، حيث كان هذا الاجتماع بمثابة إشارة أن الأمر لابد أن يُحسم، وأن الأوضاع لابد أن تستقر، حيث كان خطاب مبارك في مساء ذات اليوم بنقل الاختصاصات إلى السيد عمر سليمان، قد لقي في بداية الامر ترحيبا، ولكن الإخوان سعوا بكل ما يملكون وصعدوا بكل ما يملكون ودعو الجماهير إلى أن تزحف إلى القصر الجمهوري، وساعتها التقى عمر سليمان بالمشير طنطاوي والفريق أحمد شفيق في مبنى وزارة الدفاع يوم 11 فبراير، وكان الاقتراح المقدم من بأن الرئيس الأسبق مبارك يجب أن يتنحى عن الحكم، وفي هذا الوقت كانت الجماهير قد زحفت نحو القصر الجمهوري، وبدا التخوف واضحا من محاولة اقتحام القصر، حيث كان مبارك قد غادر إلى شرم الشيخ ليعطي مؤشرا ايجابيا بأن عمر سليمان سيتولى إدارة الأمور، ولكن أمام تصاعد الأوضاع لم يكن هناك من خيار، حيث أوكل إلى عمر سليمان أن يفاتح مبارك، وعندما فاتحه لم يتردد مبارك؛ لأنه كان يعرف تماما أن هناك مؤامرة تريد إدخال البلاد إلى فوضى عارمة، فاتخذ قراره على الفور، وقال "أريد استبدال كلمة "تنحي" ب"تخلي"، ولا يذاع البيان إلا بعد أن تغادر زوجته سوزان مبارك ونجله جمال مبارك القاهرة إلى شرم الشيخ، وبالفعل استجاب الحاضرون لهذا الأمر وانتهت القصة وطويت الصفحة وبدأت مصر تدخل في مرحلة جديدة واجهنا فيها عقبات متعددة ومشاكل عديدة، ولكن الكثيرين اكتشوا أن المؤامرة كان يُراد من ورائها إسقاط الدولة، وأنه لولا موقف الشرفاء من أبناء الشعب المصري والقوات المسلحة، لكان مصير مصر هو مصير "سوريا، وليبيا"، ولكن الرئيس الأسبق مبارك أطفأ النيران ومضينا نحو الأمن والاستقرار.