قال الإعلامي مصطفى بكري، إن الذكرى السادسة لتخلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن الحكم تمر غدا، مضيفا "نتذكر هذا اليوم، وكيف كانت مصر تموج بمظاهرات عدة، وكيف كانت المباحثات تجري من خلف الستار، كذلك اللقاء التاريخي الذي جمع بين المشير محمد حسين طنطاوي والسيد عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، والفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، مشيرا إلى أن هذا اللقاء تم في مقر وزارة الدفاع . وأضاف بكري خلال برنامجه "حقائق وأسرار" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن في هذا اللقاء تم استعراض الأمر خاصة بعد صدور بيانات متعددة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأيضا بعد صدور البيان الهام الذي ألقاه الرئيس الأسبق مبارك مساء يوم الخميس العاشر من فبراير، حيث كان الرئيس في ذلك الوقت قد نقل اختصاصته إلى إلى السيد عمر سليمان، ولكن كان الوقت قد تأخر كثيرا . وتابع بكري، أن الساعات قد مضت بعد هذا الخطاب ثقيلة على الجميع، كالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي اعتبر نفسه في حالة انعقاد مستمر، كذلك السيد عمر سليمان الذي طلب من الرئيس الأسبق مبارك، أن يغادر إلى شرم الشيخ حتى لا يُتهم أنه يدير البلاد من خلف ستار، وكانت الساعات ثقيلة أيضا على الشعب المصري الذي يتخوف على بلاده من أن تسودها الفوضى، لكن جماعة الإخوان الإرهابية، وبعض حلفائها كانوا يمضون نحو دفع البلاد إلى الهاوية. وأوضح بكري، أن الفريق أحمد شفيق تحدث مع النائب عمر سليمان، وطلب منه أن يتحدث مع الرئيس الأسبق مبارك، والذي كان قد وصل إلى شرم الشيخ، وأن يطلب منه التنحي عن الحكم، وبالفعل تحدث السيد عمر سليمان مع الرئيس الأسبق مبارك، هاتفيا بشكل مطول في هذا الأمر، وقال مبارك: "ولماذا ألم أنقل كافة اختصاصات رئيس الجمهورية إليك .. إنها شهور قليلة وسأمضي ولن أرشح نفسي مرة أخرى"، فقال له عمر سليمان: "إن الجماهير قد زحفت إلى القصر الجمهوري وأتخوف من تداعيات الأحداث"، فبادره مبارك بالقول: "خلاص ابعتولي التليفزيون وأنا ألقي من هنا البيان"، ولكن عمر سليمان قال له: "لم يعد لدينا وقت" . وأشار إلى أن اعتراض الرئيس الأسبق مبارك كان على أمرين، الأول أنه بعد أن قُرأت له صيغة التنحي، طلب أن ترفع كلمة "التنحي" وتُستبدل بكلمة "تخلي عن الحكم"، والأمر الثاني أنه طلب عدم إذاعة بيان التخلي عن الحكم إلا بعد رحيل سوزان مبارك ونجله جمال مبارك، وبالفعل استجاب عمر سليمان، أبلغ المطلبين إلى المشير طنطاوي والفريق أحمد شفيق، وعلى هذا الأساس تم تسجيل البيان الشهير الذي ألقاه السيد عمر سليمان، واستطاع اللواء اسماعيل عتمان، مدير الشئون المعنوية في هذا الوقت، أن يصل بشريط الفيديو إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون وسط أمواج من البشر، وسلمه للزميل عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار في هذا الوقت، وفي السادسة مساء كان عمر سليمان يطل من شاشة التليفزيون المصري معلنا البيان التاريخي بتخلي الرئيس الأسبق مبارك عن الحكم في البلاد.