في تسجيل صوتي هو الثاني له "الخميس" والخامس له منذ ما تردد عن فراره من العاصمة الليبية طرابلس، أكد العقيد معمر القذافي أن مسقط رأسه مدينة سرت هي العاصمة الحالية لليبيا. وشدد القذافي مجددا - في التسجيل الذي أذاعته قناة "الرأي" التليفزيونية الفضائية التي تتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرا لها - علي أن ليبيا لن تخضع للاحتلال ولن تسقط أمام الحرب التي شنها من وصفهم بالإمبرياليين عليها. ووجه معمر القذافي حديثه إلي مؤيديه, حاثا إياهم علي مواصلة الهجوم ضد من وصفهم ب"المستعمرين", وأن يكونوا كالنحلة التي تلدغ وتطير، وملاحقتهم في كل جزء من أرض ليبيا وتضييق الخناق عليهم, مشيرا إلي أن المعارضين لنظامه ماهم إلا قلة في العدد والعدة, وأن الغالبية العظمي تؤيده. وحذر القذافي معارضيه من أن شباب ليبيا سيتكاتف من جديد ويستعيد توزانه لقتالهم, ومعهم جميع طوائف الشعب بما فيهم النساء والشيوخ وأن لديهم ما يكفيهم من الأسلحة لمواصلة القتال والمقاومة ليل نهار, واصفا الهجمات التي يتعرض لها الشعب الليبي في المنازل والمدارس والمستشفيات -علي حد قوله- بالشيطانية. وزعم العقيد أن هذه الأفعال لن تنجح وتصل إلي مبتغاها, وأن الله معه, مشيرا إلي أنه لن يترك البلاد بأي حال من الأحوال. ونوه علي أنه يجب العمل علي تحرير ليبيا واستعادة ثرواتها وإنقاذ الشعب الليبي من الجوع, وإمداده بالمساعدات الطبية وغيرها من الأساسيات مثل الاتصالات والكهرباء, مشددا علي أنه لابد من وقف العمليات الجوية التي يمثل استمرارها نجاحا للاستعمار. وأكد العقيد الليبي في التسجيل الصوتي أن السيطرة علي المياه باتت هي المحور الرئيسي للصراع, ومن يتمكن من السيطرة علي موارد المياه في ليبيا فهو من سيسيطر علي الحكم في البلاد. وأضاف القذافي أن هذا سيؤدي إلي حرب داخلية لم يكن يتمناها ولا ينتوي خوضها، إلا أن الإمبرياليين -علي حد وصفه- هم من فرضوا هذا الموقف, مما جعل الليبيين مشرذمين ويحاربون بعضهم البعض, مشيرا إلي أن الشعب الليبي يفضل الموت علي الخضوع للقوي "الإمبريالية". ونوه إلي أن المقاومة ستشتعل في طرابلس وعلي الحدود مع كل من الجزائر وتشاد وساحل ليبيا علي المتوسط, ولن يتم السماح بنهب نفط ليبيا, وأن الشعب الليبي برجاله ونسائه مستعد لمقاومة الإمبريالية كما سبق وحاربهم الأجداد, وأنه متأهب للحرب التي فرضت من قبل هؤلاء الإمبرياليون الذين لن يستطيعوا الصمود طويلا وسيتراجعون أمام المقاومة يوما بعد يوم, مؤكدا أن الليبيين لن يتعرضوا للقمع بعد اليوم ولن تحتل ليبيا, وسيتواصل القتال وستتحول حجارة ليبيا نارا في وجه المستعمرين, ولن يستطيعوا النوم علي أرض ليبيا.