شهدت قضية العرب الأولى «فلسطين» تراجعًا حادًا من حيث الاهتمام والتركيز منذ ما سُمى ب«الربيع العربى» فى عام 2011م، وساعد على ذلك انشغال الدول العربية بأوضاعها الداخلية المتأزمة وتفاقم التهديدات الإرهابية بدعم من قوى دولية لا تريد خيرًا لهذه الأمة، فضلًا عن «لغوصة» البعض بوهم القدرة على التأثير فى الملف الفلسطينى، ولا سيما «الشقيقة الصغرى قطر» المتوافقة مع الأهداف التركية ومع الرؤية الأمريكية حيال ملف فلسطين!!. وبتركيب الصور مع ترتيب الأحداث، يمكننا أن نخرج ب«رؤية» ما تساعدنا على الفهم.. )1( فى 19 سبتمبر الماضى، نشر شيخ الفتنة وداعم الإرهاب الإخوانى يوسف القرضاوى صورة من منزله بالدوحة تجمعه بكل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، واسماعيل هنية زعيم حماس بغزة. والأخير.. كان قادمًا من أداء فريضة الحج وتوجه لقطر تمهيدًا لخلافة مشعل فى قيادة حماس، ومن المستبعد عودته إلى غزة ثانيةً لأن شاغل المنصب لابد أن يعيش خارج الأراضى المحتلة بدعوى «حرية الحركة». )2( قبيل مغادرته منصبه، أفاض خالد مشعل فى تصريحات أخيرة - بالدوحة أيضًا- فى البوح بأخطاء الحركة بعد نحو عشر سنوات من الصراع مع «السلطة» إذ قال إن حماس استسهلت الاستفراد بحكم غزة وتبين أن الأمر صعب، وأضاف أن نتائج الانتخابات التشريعية وفوز حماس بها قد قُرئت من جانب حركته على أنها نهاية لعهد فتح، وهذا ما تبين خطأه أيضًا!! )3( بعيدأ عن مشهد البكاء العبثى فى جنازة السفاح «شيمون بيريز»، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبو مازن» أطلق وبعض رجاله المقربين مؤخرًا عدة تصريحات عن دول «مجاورة لفلسطين» تحاول فرض رأيها على الفلسطينيين. بالطبع لم يحدد أبو مازن تلك الدول، علمًا بأن «الرباعية العربية» )مصر- السعودية- الأردن- الإمارات( تحاول جاهدةً إبقاء القضية الفلسطينية فى دائرة الضوء، فى الوقت الذى يرتبط فيه رئيس السلطة ب«علاقة وثيقة وغريبة» مع حكام الدوحة!! )4( الأخبار تتناثر عن وجود «ترتيبات جديدة» بين أبومازن وقطر، بحيث تؤمن الدوحة مستقبل أبناء رئيس السلطة المقيمين بقطر واستثماراتهم الكبيرة بها، مقابل أن يقبل بوجود خالد مشعل - المغادر لحماس ومنتقد بعض ممارساتها كما سبق القول!!- فى منظمة التحرير الفلسطينية تمهيدًا لخلافته فى رأس السلطة، مع تأكيدات قطرية برضا الأمريكان والغرب عن هذا التوجه؟!!. الخلاصة: كلهم يتلاعبون ب«القضية» لمصالحهم الخاصة، والصهاينة سعداء وآمنون، ولك الله يا شعب فلسطين.