وكأنه كان يمسك بمفاتيح محافظة قنا من كافة وجوهها، القبلية، والعشائرية، والاجتماعية، والسياسية.. بدأ عادل لبيب عهده محافظًا لقنا في العام 1999، باحثًا عن إعادة ثقة المواطن القنائي في المسئولين، عاقدًا العزم علي تجاوز كل المشكلات التي تعرقل مسيرة أهل قنا، وتشعرهم بالحنق والكره للنظام السياسي السائد في البلاد. كان هدف عادل لبيب هو كسب ثقة المواطن القنائي الذي مل من تكرار الوعود الحكومية بلا جدوي، والذي اصابه الضجر جراء أكاذيب الحكومة وإهمالها المتعمد لأبناء المحافظة.. فالشوارع غير ممهدة، وغير نظيفة، وأوضاع المحافظة برمتها تبعث علي الأسي.. الخدمات مهملة، والواسطة والمحسوبية أصبحت هي المعيار الذي يتحكم في أبناء قنا.. بل أصبحت القبلية والعشائرية هي أساس الترقي والحصول علي الوظيفة والخدمة.. مما خلق حالة من الجدل الشديد بين أبناء المحافظة الذين أصابتهم تلك الممارسات باليأس والقنوط. أمسك عادل لبيب بميزان العدل في يديه منذ اليوم الأول، وراح يدفع نحو ارساء قيم ومبادئ جديدة في سجل قنا.. راح يمهد الشوارع، ويزيل أكوام القمامة، ويزين الارصفة، وينشر الزهور في كل مكان، وسرعان ما راحت قنا تتحول من عجوز شمطاء إلي عروس وكأنها في ليلة زفافها. استقبل أهالي قنا ما فعله اللواء عادل لبيب بالحب والتقدير، وراحوا يعاونونه علي أداء رسالته، ويدفعون بخطواته إلي الامام، خاصة بعد أن نجح في القضاء علي القبلية، والتعامل مع الجميع وفق معايير العدل والمساواة.. وازال من النفوس حالة الاحتقان التي كانت متفشية بسبب سياسات الواسطة والمحسوبية، حيث أصبح الجميع أمام القانون سواء.. وبات منطق العدل يسود كل الأجواء. راح عادل لبيب يحصد الجائزة تلوي الأخري، وارتفع اسم قنا بين محافظات مصر والشرق الأوسط، واشتهرت عالمية بأنها واحدة من أكثر المحافظات من الناحية البيئة بعد أن طغت عوامل النظافة علي ما عداها. وتحول عادل لبيب إلي معزوفة للحب بين أبناء قنا.. ولذا عم الحزن جنبات المحافظة يوم ان جري نقله محافظًا للبحيرة ومن ثم للإسكندرية قبل أن تطيح ثورة الخامس والعشرين من يناير بكافة الأوضاع السياسية والإدارية، وتتهية الأجواء مرة أخري ليلعب القدر لعبته في أول تطور من نوعه.. أن يعود محافظًا إلي محافظته مرة أخري.. وكان عادل لبيب الذي تفرد بنجاحاته وانجازاته في قنا هو صاحب هذا القرار الفريد من نوعه في التاريخ المصري. وإلي الغد.