قد يتساءل البعض عن سر هذه الحفاوة، والاحتفال الكبير الذي استقبل به اللواء عادل لبيب المحافظ العائد إلي قنا بعد '6' سنوات غادر فيها منصبه بالمحافظة إلي محافظتي 'البحيرة' و'الإسكندرية'.بداية.. أصبح عادل لبيب ظاهرة حقيقية.. تستحق التأمل.. والبحث والتحليل.. والتوقف عند الشخص.. والإرادة.. والعطاء.. والمنصب.. والوظيفة. حين جاء عادل لبيب إلي منصبه محافظًا لقنا في المرة الأولي في العام 1999، لم يكن اسمًا معروفًا، أو متداولاً في أروقة الساسة والسياسيين.. بل كان مجرد ضابط أمن تم اختياره في عهد النظام السابق ليكون محافظًا لقنا، وهي محافظة معروفة بتجاهل المسئولين لها، ولشعبها، حيث درجت الحكومات المتعاقبة علي التعامل معها وكأنها غير موجودة علي الساحة. كانت قنا فقيرة إلي حد بعيد، بل ولم تشهد حتي الخدمات المحدودة التي قدمت لبعض قراها ونجوعها إلا عندما خرج مجموعة من الشباب من قريتي 'الحجيرات' و'الحميدات' ليتصدوا برصاصاتهم لأحد الاتوبيسات السياحية قرب سيدي عبدالرحيم القنائي في العام 1992، حيث امطروه بوابل من الرصاص مما أحدث وفيات واصابات، دفعت بالحكومة للبحث في هذا الصعود الكبير للعنف في تلك المحافظة الرابضة في أقصي جنوب الصعيد. يومها عرفت الخدمات بعض القري، ومنها قرية الحجيرات التي كان الشاب 'بسطاوي' أحد أبنائها ممن خروجوا يشهرون السلاح في وجه السياح الأجانب.. يومها أدرك الجميع أن حالة الحرمان التي يعانيها أبناء الصعيد علي وجه العموم، وقنا علي وجه الخصوص تقف وراء هذا العنف.. ولم تكن خدمات الحكومة للمحافظة أكثر من بناء وحدة صحية وإحدي المدارس وغير ذلك من الاساسيات التي كانت قري قنا محرومة من معظمها. كانت تلك هي الاجواء السائدة في معظم قري وأرياف ومراكز محافظة قنا يوم أن تقلد عادل لبيب منصبه وشرع في نقلها من آتون اللامبالاة والاهمال الجسيم إلي واحدة من أكثر محافظات مصر تحضرًا. وإلي الغد