قصيدة مهداة الى الشهيد معمر القذافي في قبره المجهول في قبرك المجهول حيث يحط الطائر على حبال صمتك الطويل وتورق شجيرة الأسى وجذرها يمتد في ثراك هناك ، أو هناك ، أو هناك في قبرك المجهول يندمج في ما تبقى من عظام جسمك النحيل يلملم البقايا من بقايا العشق والصهيل ويخرج للحجر، وللتراب البارد من حولك ، يقول بلغة المنبثق من هودج البداوة من سِفر الساجدين في حمى افريقيا حيث المدى المفتوح للذهول وحيث الشمس تطلع من كفّ المستحيل يقول : مثلما أردتها ، وجدتها ، ومثلما أعتقدتكم وجدتكم لكنما لي دمعة علقها الحمام في جناحه كي تسقط من صوته في لحظة الهديل ثم تعود حبّة يزرعها في تربة «بوهادي » وفي خرير الوادي وحيثما الجبال والسهول وحيثما الزيتون والنخيل لتنبت وتورق اخضرارا وتطرح السنابل انتصارا لوجع يكابر يعلو على المنابر وحوله شموخ المعتصم وكبرياء جابر وحوله توّهج الرجال بالفداء يغلْ جيد القاتل بلعنة القتيل \\\\\ من قبرك المجهول يا صاحب النبوءة الموشومة على مدار الأرض والفصول تزدهر قُزّاحة الربيع كي تقول لدمعة صامتة في مقلة أسير لمن يلوك موته البطيء في السجون لبؤس من تشرد في دربه العسير ولدم مقاتل أنار ليل سرت من بعد أن تلحّف بجرحه النبيل ولانبعاث طفلة من حزن تاورغاء تخبيء الدموع في ظفيرة المساء : المجدُ ، كل المجد للعواصف تزلزل الجبال من تحت كل خائن عميل وتنثر الرمال في أعين المحتل والدخيل المجد كل المجد للجموع لا تميل عن عهدها الأثيل المجد للتراب ليس ينسى وللمدى المضمّخ بالحزن ليس ينسى ولبقايا العنفوان في الشعوب عندما تنتفض لقهر المستحيل الحبيب الاسود