التقرير الذى أعده السير جون تشيلكوت لتقصى الحقائق حول قرار تونى بلير بغزو العراق عام 2003 ها هو يصدر بعد أن استغرق 7 سنوات يوم الأربعاء الماضى ليكشف أمام مرأى العالم أكذوبة تونى بلير ومن ثم الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن عندما دفعا معا بلادهما لغزو العراق وخدعا العالم عندما روجا من أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد العالم واستغلال سلطاتهما لإشعال فتيل الحرب والتسبب فى تدمير العراق وقتل وتهجير أبنائه وتخريب كيانه الاقتصادى والأمنى والسياسى والاجتماعى لأجل غير مسمى، ناهيك عن تبعية تلك الحرب مما لحق بها من خراب ودمار وانتشار الصراع الطائفى والعرقى وانتشار التنظيمات الإرهابية وانعدام الأمن لتنتشر عدوى ما حدث فى العراق إلى دول المنطقة التى آلت إلى الخراب والفوضى والتقسيم. ويبدو أن هذا التقرير الذى لا ندرى لماذا يخرج الآن علينا بهذا التضخيم السياسى والإعلامى على مرمى العالم ولكن يبدو أنه رغم تحفظاته فإنه قد أكد للعالم المؤكد سلفا وربط قضايا وخراب البلدان العربية وأرجع أسبابها إلى بلدين هما بريطانياوأمريكا المسئولين عما يحدث فى بلادنا، لما لا وبريطانيا ومن ورائها أمريكا تتحملان النكبة الفلسطينية منذ عام 1948 وما قبله بالاتفاق على إنشاء كيان قومى لليهود فى فلسطين وصولا إلى تبعات ما يحدث لفلسطين وشعبها الآن، كما يتحملان أيضا ما حدث للعراق من غزو وخراب وما يحدث لها الآن بل وما يحدث بالمنطقة العربية من إحداث الفوضى التى روجوا لها من أجل تقسيم المنطقة ونهب ثرواتها وتدمير جيوشها من أجل تأمين وجود إسرائيل. إن هذا التقرير الذى جاء على هذا النحو يمكن أن يكون دافعا لبلداننا على العودة إلى التلاحم والتماسك والتوحد من جديد تجاه أعداء الدين والأمة ويدفعنا إلى أن نستثمره إلى أبعد حد عندما نعتبره أساسا ومرجعا قانونيا لمقاضاة ومحاسبة كل من بوش وبلير أمام الهيئات الدولية ومنها الأممالمتحدة والمحكمة الجنائية الدولية مع المطالبة بتعويضات لكل ما نجم من خراب وقتل وتهجير وصراعات بالمنطقة وعلى رأسها مأساة العراق وشعبها ورئيسها وألا نتوقف عن فضح هؤلاء ونبش تاريخ أجدادهما الدموى حتى يستيقظ الوعى والضمير الإنسانى لتتعرف الأجيال الحالية والقادمة على هؤلاء الذين عملوا عبر التاريخ لتحقيق مصالحهم الشيطانية على إبادة وخراب شعوب العالم دون وازع من ضمير.