سيد عويس تنبأ بعنف الجماعات المتطرفة منذ 30 عام

فى مئوية ميلاده بالاعلي للثقافة

أقام المجلس الأعلى للثقافة، احتفالية "مئوية الدكتور سيد عويس"، بحضور الأمين العام للمجلس الدكتورة أمل صبان وكوكبة من علماء الاجتماع والمفكرين والادباء منهم نجله الدكتور مسعد سيد عويس ،الدكتور أسامة برهان نقيب المهن الاجتماعية، ، والسفير اللبناني خالد زيادة، وسعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، ورفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، والكاتب سيد ياسين، والدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع، والدكتور أحمد دراج، والشاعر شعبان يوسف، وقد تضمنت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي مدته عشر دقائق عن الدكتور سيد عويس.
بدأت الاحتفالية بكلمة للدكتورة أمل الصبان، حيث ذكرت أن استعرضت خلالها مسيرة رائد وعالم الاجتماع الراحل الدكتور سيد عويس والمحطات الهامة فى مشوارة ووصفته بأنه أحد علماء الاجتماع، وقد اهتم بخصوصية الثقافة القومية، وركز مؤلفاته على التواصل الحضاري لشعبنا العريق .. وأضافت أنه يعتبر الضمير الحيّ للمجتمع المصري في همومه الذاتية وتطلعاته المستقبلية، حيث حمل بأمانة تاريخه الذي أحبه إلى حدّ العشق ، وعايشه بشفافية، وحلّل ظواهره وسماته العامة وأبدع في نظرياته، تاركًا عطاءً خصبًا من الكتب والدراسات والمحاضرات، التي لمست جذور المجتمع بالنقد والتحليل والإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، واوضحت الصبان ان الراحل كان يؤمن بالتجربة الذاتية، ويعتقد أنها مهمة ومثلها مثل أهمية المدرسة والجامعة. ".. وأشارت إلى كتابه "لا للعنف" الصادر منذ أكثر من 30 عامًا، والذي تنبأ بما يحدث الآن، إذ استطاع أن يضع يديه مبكرًا على بذور واحدة من الظواهر التي اجتاحت المجتمع، وهي العنف الموجه وربما الممنهج على شتى الأصعدة ومختلف الوجوه. ويرى د. سيد عويس فى كتابه أنّ العنف الذي مارسته الجماعات المتطرفه دخيل على الشخصية المصرية، وذلك في ضوء تراثنا الثقافي المصري؛ إذ نجد أنّ المصريين القدماء عرفوا أنّ الرجل الفاضل يُسمى محبًا وحامل السلام، وكتب "إنني أدعو للسلام القائم على العدل. مع ملاحظة أنّ مفهوم العدالة نبت في تربة مصر منذ آلاف السنين في شكل إلهة العدالة (ماعت)، وكان شجاعًا وهو يُقر بالحقيقة التي يتغافل عنها المتطرفون وأرجع السبب إلى الخصوصية الثقافية لكل شعب، فكتب أنّ المسيحية والإسلام عندما دخلا مصر "لم تكن مصر أرضًا بكرًا أو صحراء جرداء"، بل إنّ مصر أعطت العالم القديم كله التحضر بعد أنْ نقلته اليونان عن مصر ..كما كان لكتابه "هتاف الصامتين: ظاهرة الكتابة على هياكل المركبات في المجتمع المصري المعاصر" تأثير كبير على عدة مستويات من القراء بدءًا بالمفكرين والمثقفين وانتهاءً بطلاب المعرفة والثقافة.
وقرر الحاضرون تدشين كتاب تذكاري للحضور بمناسبة مئوية ميلاده، وأعلن الكاتب والمفكر سيد ياسين، وهو أحد تلامذة العالم الراحل بأنه سيقوم بكتابة مقدمة الكتاب.