أفاد مشاركون في معرض ومؤتمر الصحة العربي، المنعقد في دبي، أن دول الخليج تتوسع في تشييد المشروعات الصحية الضخمة وغير التقليدية خصوصا "المنتجعات الطبية"، لجذب السياحة العلاجية. وأكدوا في المعرض، الذي يعد الاضخم بالشرق الأوسط وثاني أكبر معرض من نوعه بالعالم، أن الدول الخليجية تعمل على جذب الاستثمارات الصحية وجذب المراكز الطبية العالمية لإفتتاح أفرع على أراضيها، لتقليل معدلات سفر مواطنيها للعلاج في الخارج. وأعلنت "مدينة دبي الطبية" ارتفاع عدد المنشات الصحية العاملة على أرضها بنسبة 28% العام الماضي، مشيرة الى أنها شرعت في تشييد "أكبر قرية للرفاهية الصحية بالعالم، على مساحة تعادل 16 ملعبا لكرة القدم". وقالت الدكتورة رجاء القرق المدير التنفيذي لسلطة مدينة دبي الطبية إن "القرية تمزج بين الخدمات الصحية وعناصر الرفاهية، إذ توفر مقار سكنية فاخرة للمرضى، وخدمات طبية غير تقليدية منها العلاج في حمامات السباحة منعدمة الجاذبية، ومنتجعات صحية شخصية، إضافة إلى مرافق التأهيل الطبي وأنظمة التنحيف الغذائية الحديثة". وقال بدر حارب الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار في المدينة "تعمل (مدينة دبي الطبية) على أن تكون وجهة مثلى في المنطقة لجذب السياحة العلاجية، من خلال زيادة المنشات الصحية التي تقدم خدمات طبية تخصصية متميزة". من جانبه، قال الخبير الاقتصادي محمد معتز الخياط إن الاستثمار في القطاع الصحي يساهم بشكل مهم في دعم الاقتصاد الخليجي، داعيا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات وتشييد وبناء المستشفيات والمجمعات الطبية الجديدة. وأشار الخياط إلى أن دراسة حديثة أظهرت أن قطر أنفقت العام الماضي أكثر من 19 مليار ريال على الرعاية الصحية، مؤكدا أهمية القطاع الصحي في دعم اقتصاد أي بلد نظرا لأن إنتاجية الطاقة البشرية هي ركيزة أساسية لنجاح أي اقتصاد لذلك توفير الصحة والرعاية لهذه الطاقة البشرية أمر حيوي. ودعا الخياط إلى دعم القطاع الخاص لتشييد المزيد من المرافق الصحية في دول الخليج، مشيرا إلى أن الطلب على تنفيذ المشروعات الصحية خلال السنوات القادمة سيشهد تزايدا كبيرا نتيجة ارتفاع عدد السكان أيضا وتأمين قطاع صحي قوي كضرورة أساسية من أجل اقتصاد قوي. وأفادت دراسة صدرت في مؤتمر الصحة العربي، أن تشييد المراكز الصحية المتخصصة يشهد نمواً سريعاً في دول الخليج مع تحوّل أعباء الأمراض من القطاع العام إلى القطاع الخاص. وقالت الدراسة التي أعدتها شركة إرنست المتخصصة في الدراسات الصحية "تعمل معظم المستشفيات الحكومية في دول الخليج بأكثر من 80٪ من سعتها السريرية، ما يفرض ضغوطاً على القطاع الخاص والعيادات المتخصصة لخدمة عدد أكبر من المرضى". وأضافت "يسعى عدد كبير من المرضى الخليجيين إلى الحصول على علاجات متخصصة في الخارج، ما يحفز على انشاء مراكز طبية متخصصة في دول الخليج لتقليل عدد طالبي العلاج بالخارج، ويجذب السياحة العلاجية". وقال أحمد فياز استشاري خدمات الرعاية الصحية لمنطقة الشرق الأوسط "بحلول عام 2020، من المتوقع إنفاق ما بين 3.5 الى 4.8 مليار دولار على خدمات الرعاية الصحية في دول الخليج، مع توقعات بنمو كبير على صعيد خدمات الصحة المتنقلة وخدمات التشخيص والعلاج الطبيعي المنزلية". يشار الى أن هذه الدورة من معرض الصحة العربي هي ال (41)، وتشارك فيها كبريات الدول في مجال الرعاية الصحية ومنها ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وتركيا والهند وفرنسا والصين.