«سيدي الرئيس .. أنت فاشل».. هكذا علّق أحد النواب الجمهوريين بالكونجرس على «خطاب الاتحاد» الذي ألقاه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» مساء 12 يناير الجاري وهو الخطاب الأخير له كرئيس. ويبدو أن تلك العبارة كاشفة لمسيرة رئيس يمكن وصفه ب «الفاشل»، لا سيما ما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية التي زادت من أوجاع العالم ومنطقتنا العربية خير دليل؟!! )1( كان التناقض واضحاً في كلمة «أوباما» إذ دعا الكونجرس إلى المصادقة على إمكانية استخدام القوات المسلحة في محاربة تنظيم «داعش»، علماً بأنه يقود تحالفاً دولياً من 60 دولة لمحاربة «داعش» في سوريا والعراق منذ نحو عام ونصف كان فيها التنظيم يتمدد ولم يتم تحجيمه إلا مع بدء الضربات الروسية له في سوريا؟!!. «أوباما» قال أيضاً إن القاعدة وداعش يمثلان خطراً على بلاده، ولكن الأخير )داعش( لا يشكل تهديداً وجودياً لأمريكا، متهماً منتقديه بالمبالغة في تضخيم حجم هذا التنظيم من خلال وصف قتاله بالحرب العالمية الثالثة، معتبراً أنه ضرب من الخيال أن تشهد الولاياتالمتحدة تراجعاَ اقتصادياَ أو على الساحة الدولية فهي الدولة «الأقوى في العالم»، مبشراً العالم رغم ذلك بأن الإرهاب سيستمر عقوداً أخرى حتى في حالة القضاء على «داعش»؟!! )2( «للأسف.. قلما تتفق إنجازات أوباما مع خطاباته الطنانة».. هكذا عبرت «نيكي هيلي» حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية على خطاب «أوباما»، وأضافت - ضمن الرد الرسمي للحزب الجمهوري على الخطاب-: «نشعر بثقل الدين الداخلي وإصلاح منظومة الصحة...وبسيطرة الفوضى والاضطرابات في مدن كثيرة... الأسوأ أننا نواجه أكثر التهديدات الإرهابية جدية منذ 11 سبتمبر، ومن الواضح أن هذا الرئيس لا يريد، أو لا يستطيع مكافحتها»؟!!. )3( أثارت محاولة «أوباما» الارتجال أثناء الخطاب فضيحةَ مزدوجة: الأولى.. وصفه لأوكرانياوسوريا ب «الزبونتين» اللتين تدعمهما موسكو منعاً لخروجهما من دائرة نفوذها، والنص الرسمى الموجود بالخطاب هو «التابعتين»؟!.. أما الفضيحة الثانية والأخطر، فهي اعتباره أن أوكرانيا تتبع النفوذ الروسي، وهنا ينتقد عضو الكونجرس «بيتر روسكيم» الرئيس «أوباما» لعدم فهمه السياسة الدولية قائلاً: «حين توصف أوكرانيا، التي هي صديقتنا وحليفتنا، بالدولة التابعة لروسيا، فهذا مقلق لعدم فهم الواقع الجيو سياسي»؟!! خلاصة القول إن «أوباما».. الرئيس ال 44 لأمريكا.. سيذهب «غير مأسوف عليه»، فإذا كان رؤساء أمريكا السابقين مارسوا سياسات «سوداء» بوجوه «بيضاء»، فإن اختلاف «أوباما» الوحيد عنهم هو اختلاف «لون البشرة» ؟!!.