في الوقت الذي يشكو فيه أردوغان للمجتمع الدولي مدعيا دخول الطائرات الروسية مجال بلاده ليسقط بعدها ومتعمدا المقاتلة الروسية ويتسبب في نشوب أزمة سياسية وسط صمت المؤسسات الدولية ودولها العظمى نراه الآن يتبجح ويصول ويجول أمام أنظار العالم منتهكا وعن عمد الأراضي السورية وفق مخططات توسعية ومصالح متبادلة مع التنظيمات الإرهابية إضافة لما نشهده الآن من توغل قواته الخاصة بمدرعاتها شمال الموصل وبدون إذن من الحكومة العراقية لنصبح بذلك أمام دولة مارقة تنتهج معيارين مخالفين في نظرتها وتعاملها في حق سيادة الدول على أراضيها، والأخطر من ذلك رفض تركيا الخروج من الأراضي العراقية برغم التحذيرات المتتابعة غير عابئ بالقوانين الدولية المتعلقة بسيادة الدول على أراضيها، فرغم أن التحذيرات العراقيةلتركيا جاءت متحلية بالدبلوماسية إلا أن تركيا مازالت تصر على وجود قواتها بالموصل متحلية بحجج وأباطيل واهية لم تقنع بها أحدًا وفسرت على أنها تعد ومؤامرة على أراضى العراق وثرواته مما أدى بالعراقيين لتصعيد شكواهم إلى جامعة الدول العربية ومجلس الأمن وبنفس الإصرار على طرد داعش من محافظات الشمال واستعادة الأراضي العراقية كاملة بسواعد أبنائها. وبتلك الممارسات التركية وافتعالها للأزمات, وأطماعها وعدوانها وتآمرها على جيرانها, وسعيها بجنون وهوس رئيسها لإحداث حرب عالمية اتضح الآن للعالم أجمع اشتراك تركيا في مخطط الفوضى والدمار في المنطقة، كما اتضح للعالم أيضا مسئوليتها مع قوى أخرى عن وجود التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش والنصرة في كل من سورياوالعراق مقابل حصولها على مصالح توسعية وأطماع اقتصادية بالبلدين والمنطقة وحلم رئيسها المريض بعودة الخلافة, ودليل ذلك انه بالرجوع للوراء نجد أن تركيا الضعيفة أواخر أزمنة الخلافة العثمانية كانت مسئولة عن خراب الدول العربية وتسليمها «إلى الاستعمار الذي تكالب عليها، ومنه انه عندما دخلت العراق تحت الانتداب البريطاني واعتبرت أن الموصل جزء أصيل من أرض العراق كانت تركيا في هذا الوقت تنظر للإقليم باعتباره تابعا لسيادتها ,وفي عام 1934 وعند قيام المملكة العراقية آل مصير الموصل رسميا بعد إجراء استفتاء عام جاء كاسحا لصالح تبعيتها للعراق وهو استفتاء أشرفت عليه وأقرته عصبة الأمم وبمباركة دولية بعد أن اعتبرته انجلترا جزءا عراقيا وأنه ثالث الثالوث الحضاري للعراق القديم ومهدا للحضارة الآشورية ولدور إقليم الموصل الحضاري الإسلامي في العهد الأموي والعباسي اللذين جعلا منها منطقة عربية بامتياز مع وجود الأقليات العرقية بها والتي تعتبر جزءا أصيلا من نسيج المنطقة التي تشكلت بعد قيام المملكة العراقية من أربع محافظات هي الموصل، والسلمانية، وكركوك، وأربيل ثم دهوك لاحقا، وبرغم مرور تلك السنوات ظلت تركيا تنظر للإقليم باعتباره تركة ولم تستطع كل تلك السنوات علي استعادته وهو ما أقره المجتمع الدولي عن تلك الأطماع التي نراها وقد عادت منذ أن أصبح أردوغان رئيسا للوزراء ثم رئيسا لتركيا الآن أدرك العالم من خلال سياسته بأنه رئيس مريض تراوده شجون وأطماع تاريخية توسعية بالمنطقة ويستخدم لتحقيقها كل الحيل الشيطانية بما فيها زيف التاريخ التركي ودمويته ,وتجنيد التنظيمات الإرهابية التكفيرية واستخدام الأقليات العرقية كالأكراد والبشمركة والتركمان وغيرها لتحقيق أحلامه ومخططه وعلى رأسهم التحالف الأمريكي الطامع في المنطقة، ولكنه وبعد أن نجحت مصر في إسقاط المخطط مازال يحلم بإحيائه في العراقوسوريا في الوقت الذي لم يكن يتوقع دخول روسيا لتفسد مخططه وتغير الموازين في المنطقة, فمع دخول روسي هذا الصراع أعادت من جديد القوة والسيطرة لسوريا وجيشها مرة أخرى فأحيت بذلك الأمل لاستعادة الأراضي السورية وتغيير ما كان مخططًا له لتقسيم سوريا، كما أنه فوجئ الآن بعودة الروح العراقية وعودة مصطلح السيادة لديها وعودة العراق بقوة من جديد واعتماد أبنائه على أنفسهم لاستعادة أراضيهم من قبضة التنظيمات الإرهابية واقترابهم من استعادة محافظات الشمال وصولا إلى المناطق الحدودية التي تطمع فيها تركيا وتطمع فيها الأقليات الكردية والتركمانية ووقف مشاريع التقسيم والفيدراليات, ولهذا فإن العراقيين يقفون الآن وبقوة الآن لفضح المخططات التركية وأفعالها بالمنطقة ولا يجب علينا جميعا أن نسكت على هذا العدوان الذي يعتبر عدوانًا علينا جميعا داعين جامعة الدول الغربية أن تقوم بتحمل مسئولياتها لإفشال وفضح المخطط التركي تجاه بلداننا واتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة والتقدم بشكوى عاجلة لمجلس الأمن لوضع تركيا واردوغان وحكومته أمام أنظار العالم ليدرك الجميع خطورة ذلك واتخاذ ما يلزم لوقف تلك الممارسات والانتهاكات التركية التي أدت إلى القتل والتهجير والخراب والدمار والإرهاب وإفشال الحلول السياسية بمنطقتنا, والمسئولة عن وقوع الأحداث الإرهابية والفوضى الأمنية في الكثير من بلاد العالم وعندها يمكن أن يعود السلام للمنطقة والعالم.