إن الشخصيات غير المتحملة للمسئولية، قضية صارت تؤرق العالم العربى بأسره، لأن تحمل المسئولية، من أهم المهام، والسهام، والركائز، والدعائم، المهمة فى نهضة الأمم، وتقدمها، وتحضرها، لأنه ما من أمة من الأمم، إلا ولها مقومات، وأسس، لنهضتها، وسيرتها، بعيدًا عن الفوضوية، واللامسئولية، واللامبالاة، وبالطبع لا يمكن لأمة من الأمم، أن تتقدم، أو أن تظهر حضارتها، ونهضتها، ويكون لها دور كبير فى هذه الحياة، ما لم يكن كل واحد منهم، متحملا للمسئولية، التى أوكلت إليه. وهم أصناف، وأنواع، وأشكال، فمنهم الفوضوى، الذى لايملك جزءًا من المبالاة، بل يملك كثيرًا من اللامبالاة، وفى بعض الأحيان تجده مذبذبًا، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، تارة يتحمل المسئولية، وتارة يهملها، وتارة يعجز عن تحملها، فى الوقت الذى يتحمل الكثيرون المسئولية، بجدارة، بسرعة جبارة، فأصبحوا يمارسون أدوارهم فى الحياة العامة، والعلمية، والعملية، والإعلامية، ولهم بصماتهم، التى يتركونها فى هذه الحياة الدنيا، وبعد مماتهم. مسئولية العمل الإدارى، والمؤسسى، مختصرة فى عدم تولية أى منصب إلا الأكفاء الذين يتحملون المسئولية بجدارة، ولا يعفيه من المسئولية اعتذارات، أو مبررات، فإذا كان متحملا للمسئولية فلا بد من إعطائه مكانته التى تليق به، وإلا ماذا تصنع بمسئول لا يتحمل المسئولية؟ ماذا تفعل بإدارى أو مدير، أو مسئول، لا يتحمل المسئولية؟ فيجب على الرؤساء أن يعلموا المرؤوسين على تحمل مسئوليتهم باقتدار، من تحصيل علمى، وأداء وظيفى، ليعيدوا لهذه الأمة كرامتها، وشيًئا من دورها، بعد أن توالت عليها الأزمات، وتكالبت عليها الثغرات، وتأثرت بالجراحات، فنزفت دمًا فى جميع الفترات، لذلك وجب على كل شخص أن يتحمل مسئوليته، ليعيدوا لهذه الأمة كيانها، ومكانتها، وسيادتها، وسمعتها وعراقتها، وقيادتها، حتى ينهضوا بأمتهم، ويرتقوا بذمتهم، فلا يقتلوا خبراتهم، ولا يدفنوا قدراتهم. وتجد أن تحمل المسئولية الاجتماعية، من الصفات الشخصية، التى يجب أن يتحلى بها المسئول، فالنهوض بالمجتمع، يتوقف على نهوض أفراده، ومدرائه، ورؤسائه، ومرؤوسيه، فإذا استطاع كل مسئول، أن يتحمل المسئولية الملقاة على عاتقه، يجب أن يرتقى المجتمع، ويتشابك أفراده، ومؤسساته، وهذه المرحلة تمثل مرحلة التخطيط، والإعداد للمستقبل المهنى، والكفاءة الحرفية، وتحقيق الكفاءة العلمية، والإحساس بالمسئولية، الذى بدوره يعد مطلبًا من متطلبات النمو، الذى يهدف الى المساهمة فى التنمية المتكاملة للمسئول، من النواحى البدنية والسلوكية. المتحدث الرسمى باسم النادى الدبلوماسى الدولى Diplomatic Counselor Sameh Almashad