لعبت قطر وتركيا وإسرائيل دورا مهمًا في تأسيس داعش، وتمويلها، وتسليحها، وتدريبها، وشحنها بالعقيدة الوهابية التكفيرية. وهذه الدول تابعة لأمريكا، ولا يمكن لها أن تتصرف دون موافقة ومباركة أمريكية، وكشفت المخابرات المصرية جميع اللقاءات، والاجتماعات، الداعمة لداعش في إسطنبول. وهنا سؤال يفرض، ويطرح نفسه بجدارة: لماذا الآن تحديدا، ولماذا صنعت أمريكا وإسرائيل وقطر وتركيا داعش؟ داعش صناعة صهيوقطرية، وتركي أمريكية. فكما ذكرت آنفا، أن هذه الأعمال الإرهابية، دائما ما تحتاج إلي مظلة شرعية لهذه التصرفات الإجرامية، التي صنعتها الدول سالفة الذكر، من أجل إثارة الفوضي العارمة، لمن يفكر بالخروج من تحت ذراع المؤسس الأكبر لهذا التنظيم، الذي يريد أن يكفل إسرائيل الأمن والأمان والاستقرار، بدليل أن إسرائيل، وقطر، وتركيا، لم يصبهم أي أذي من جراء هذه التنظيمات المأجورة، وحتما وقريبا جدا ستنال هذه التنظيمات الداعشية من هذه الدول المنظمة، والراعية والممولة لهذه الفوضي الإجرامية والكارثية، التي تريد تحويل باقي الدول العربية إلي دول غير قابلة للحكم 'Ungovernable'. وهنا يتضح لنا وضوحا جليا، الأسرار الجهنمية، من وراء الصعود الصاروخي، المفاجئ لداعش وقدرتها الفائقة، تسليحيًا وعسكريًا، وتكنولوجيا علي اجتياح المحافظات في العراق، وسوريا. داعش هي صناعة صهيوقطرية، تركي أمريكية، بامتياز، وذلك ليس إيمانًا ب'نظرية المؤامرة'، كما يردد الإخوان، وحماس، وقطر، والجزيرة، لأننا نشاهد دلالاتها علي أرض الواقع. وكذلك تصريحات إدوارد سنودون، التي تؤكد هذه الحقيقة. وكذلك إصرار أمريكا علي عدم دعم العراق في حربه علي داعش بحجج واهية، وهي نفس الحجج التي يرددها خصوم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عن التهميش والإقصاء والديكتاتورية. وكان المالكي قد طلب مساعدة أمريكية وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي لمواجهة تقدم داعش، ولكن واشنطن تجاهلت الطلب. إضافة إلي معارضة أمريكا لفتوي الإمام السيستاني ضد داعش، وانزعجت أمريكا لاستجابة الجماهير لهذه الفتوي، علمًا بأن هذه الفتوي لم تكن موجهة لطائفة ضد طائفة أخري، بل فيها دعوة للوحدة الوطنية وحمل السلاح ضد هؤلاء التكفيريين من داعش الإرهابية. وفي نفس الوقت لم تستنكر أمريكا عشرات الفتاوي التي أصدرتها شيوخ الوهابية في قطر، لإبادة الشيعة 'الروافض' حسب وصفهم، منذ قتل صدام حتي الآن. أرجو متابعة الحلقة الثامنة في العدد القادم إن شاء الله، لأن صورة السلسلة سوف لا تكتمل إلا بقراءة السلسلة كاملة. المتحدث الرسمي باسم النادي الدبلوماسي الدولي Diplomatic Counselor Sameh Almashad