كشفت جماعة الإخوان المسلمين علي لسان عدد من قياداتها عن سعيها لإقامة الحكم الإسلامي وتطبيق حدود الشريعة الإسلامية في مصر، ما أثار ردود فعل غاضبة بين قيادات الأحزاب السياسية الذين أكدوا أن هذه تصريحات ضد الدولة المدنية، وتثير قلق الليبراليين. وقال المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، إن أمام الجماعة 3 قضايا في الوقت الراهن، هي حماية الثورة، وتطوير التنظيم ومؤسساته وهياكله، وأخيراً تحقيق مشروع نهضة الأمة وصبغة الشعب بصبغة الإسلام، معتبراً أن هذا هو مجد الإخوان، بحسب صحيفة المصري اليوم السبت. وأضاف، خلال المؤتمر الجماهيري الذي نظمته الجماعة في الجيزة مساء الخميس "نحن نريد في هذه الفترة ريادة المجتمع لتحقيق هويته الإسلامية تمهيداً للحكم الإسلامي، الذي تترسخ فيه قيم الحرية والعدالة والشوري والتعاون، لأن حريتنا هي أن نمكن الدين الإسلامي ونرفع رايته وندعو له". ووجه الحسيني كلامه إلي التيارات الإسلامية الأخري قائلاً: "يا سلفيين.. يا صوفية.. يا أنصار السنة، لا نوم بعد اليوم، حتي نمكن لهذا الدين في مصر، فلا تضيعوا علينا هذه الفرصة العظيمة في الانتشار السياسي بالمساجد والمصانع والجامعات". وحول موقف الجماعة من تطبيق الحدود في الشريعة الإسلامية قال الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام، إن هذا الأمر يأتي بعد "امتلاك الأرض"، فلابد أن تقام الحدود بعد أن يكون الإسلام في حياة الناس وأخلاقهم وتعاملاتهم. وأشار عزت إلي أن الجماعة لن تدير حزب الحرية والعدالة، لكنه سيشترك معها في تحقيق نفس الأهداف والسياسة والاستراتيجية، موضحاً أن الحزب وسيلة للحكم. في المقابل، قال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، إن هذه التصريحات تضع الجماعة في وضع مربك، وأقول لها "كفي لعباً بالنار" لأنها ذات طبيعة دعوية وتلتزم في الكثير من أفكارها بالمنهج السلفي، وتأسيسها لحزب إقحام للدين في السياسة. وقال ياسين تاج الدين نائب رئيس حزب الوفد: "هذه التصريحات تزيل القناع الذي وضعته الجماعة، حين ادعت التزامها بالدولة المدنية، مشيراً إلي أن الإخوان استخدموا في السابق منهج التهدئة وطمأنة المجتمع، وإطلاق مثل هذه التصريحات الآن يدل علي نوع من النفاق". وقال الدكتور نبيل لوقا بباوي المتحدث الرسمي باسم الحزب الوطني، إن هذه التصريحات من شأنها أن تثير قلق الأقباط والقوي الليبرالية. ووصف عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، بعض التعبيرات التي وردت في التصريحات مثل "امتلاك الأرض" بأنها تتنافي مع مقاصد الشريعة الإسلامية.