شهدت باريس وضواحيها بالأمس ليلة دامية عندما تعرضت بداية من الساعة العاشرة مساء لستة عمليات إرهابية متنوعة ومتزامنة في مناطق هامة وحيوية تكتظ بالمواطنين، وذلك عندما قامت مجموعة مسلحة مكونة من خمسة أفراد ترتدي البدل السوداء بمهاجمة أحد المطاعم المكتظة في الدائرة العاشرة بباريس فأوقعت عدد من القتلي والجرحي وعلي إثره تم تصفية أحد المهاجمين وهروب الباقين. وبالتزامن مع الواقعة كانت هناك عملية انتحارية لشخص بجوار البوابات الجنوبية لإستاد سان دوني الكبير الذي كان يشهد مباراة ودية بين منتخب ألمانياوفرنسا في حضور 80 ألف منفرج وبحضور الرئيس الفرنسي هولاند الذي اضطر للخروج من الاستناد الذي تعرض لدوي انفجارات وبعد سماعه أحداث التفجيرات في باريس تلك التفجيرات التي أوقعت عدد كبير من القتلي والجرحي وبالتزامن مع قيام ثلاثة من العناصر الإرهابية باقتحام أحد المسارح الشهيرة بالدائرة الحادية عشرة ودخول صالة العرض واحتجاز عدد كبير من الرهائن. ثم قيام القوات الفرنسية الخاصة باقتحام مسرح باتاكلان الذي شهد عمليات انتحارية أدت إلي وقوع ما يقارب المائة قتيل وعدد كبير من الجرحي ليصل إجمالي العمليات الستة إلي أكثر من 120 قتيل وعدد كبير من الجرحي ومقتل 8 من الإرهابيين المرجح انتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي وهروب الباقين الأمر الذي أدي بالرئيس هولاند إلي بث أكثر من كلمة للأمة من أجل إعلانه الحرب علي الإرهاب وطمأنة الفرنسيين واتخاذ إجراءات هامة منها غلق الحدود وتفعيل دور الجيش لتأمين باريس بمساندة الشرطة وإعلان حالة الطوارئ القصوي في البلاد لمواصلة تتبع العناصر الإرهابية ووقف عملياتها الإرهابية التي أدت لأن تعيش باريس حالة غير مسبوقة من الخوف والذعر ألزمت الفرنسيين البقاء في منازلهم، وكذلك بقاء الجماهير في الإستاد الرياضي مع اللاعبين الدوليين لساعات متأخرة من الليل لتأمين المنطقة وإخراج الجميع. لقد ضرب الإرهاب فرنسا في أول العام بداية بأحداث شارل إيبدو لينهي العام بتلك الأحداث الإرهابية المأساوية التي لم تشهدها باريس من قبل، يحدث ذلك في الوقت الذي كانت تستعد فيه باريس لاستضافة مؤتمر المناخ الدولي، وزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي لتركيا لحضور مؤتمر دول العشرين، وزيارة الرئيس الإيراني روحاني لباريس اليوم الأمر الذي أوقف تلك الزيارات أمام إعلان باريس حالة الطوارئ وزيارة الرئيس الفرنسي مع وزرائه إلي مواقع الأحداث وإصداره تعليمات هامة وتشكيله بغرفة عمليات ثم قيامه الآن بالاجتماع بقصر الإليزيه مع الوزراء لمواصلة الاستعدادات الهامة لمواجهة التحديات الإرهابية التي يرتقب حدوث توابع لها في مناطق أخري وملاحقة الخلايا النائمة ومواجهة تلك الأزمة المنسقة بدقة من جانب الإرهابيين ووضع النقط علي الحروف لتحدد فرنسا موقفها صراحة تجاه الإرهاب الذي يضرب العالم ومنها ضربه في منابعه.