61 عاما علي توقيع إتفاقية الجلاء عام 1954

بعد إستعمار دام 73 عاما عادت إلي الذاكرة صورا من النضال الشعبي وتضحياته التي تعيش في اذهان المصريين إثر خروج آخر جندي إنجليزي من مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في أكتوبر سنة 1954، لقد سجل خروج قوات الاحتلال البريطاني تلك الصور التي أعادت ثورة أحمد عرابي ضد غزو الاساطيل والجيوش البريطانية، وثورة 1919 الوطنية التي قادها سعد زغلول، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة الذين اعتصموا بنواديهم في أكتوبر 1947 وأبريل 1948، والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية في قناة السويس فور رفع الاحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين، واستمرار هذا الكفاح بعد قيام ثورة يوليو، 1952، إلي ان تحقق الجلاء يوم 18 يونيو 1956، بعد ألوف من الشهداء في طريق طويل من النضال والتضحيات.
اقترن الجلاء بال يوبيل ذهبي لإعلان جمهورية مصر العربية بعد إلغاء النظام الملكي الذي أسسه محمد علي، منشئ مصر الحديثة، والذي انطلق بها إلي عالم العصر بعد أن اختاره شعبها بإرادته الحرة والياً عام 1805، فنهض بها في مجالات الزراعة والصناعة والثقافة وبناء الجيش المصري. لأول مرة منذ زمن طويل خضعت فيه مصر مئات السنين لحكم الأجانب، ان يحكم المصريين أننفسهم بأنفسهم، وأن يتولي أمره ابن من أبناء مصر، كما كان الحال في مصر القديمة، وهو الرئيس محمد نجيب.