حاكمة إنجلترا 'إليزابيث العصر الذهبي'

ولدت الملكه إليزابيث الأولي في سبتمبر1533، وهي ابنة الملك هنري الثامن، وآن بولين, نشأت في ظل الخلافة الملكية، ولكن سرعان ما أبطل الملك هنري الثامن زواجه من والدتها، وأمر بقطع رأسها عندما كانت إليزابيث في الثانية والنصف من عمرها, ومن هنا تم إعلان إليزابيث ابنة غير شرعية.
أورث إدوارد الثالث, أخيها غير الشقيق، العرش إلي ليدي جين غراي، وهو علي فراش موته 1553م، مُقصياً بذلك إخوته، إليزابيث، وماري، الكاثوليكية الرومانية, عن الحكم, وخارقا للقوانين آنذاك، وعلي غير إرادته تُوجت ماري علي العرش وتم إعدام ليدي جين غراي، وخلفت إليزابيث أختها غير الشقيقة ماري التي قد سُجنت في عهدها لمدة تقرُب من عام وذلك للاشتباه في تورطها في دعم البروستانتيين المتمردين.
تولت إليزابيث بعد ذلك الحكم وأدارت البلاد بالشوري، واعتمدت في كثير من الأمور علي فريق من المستشارين الموثوقين برئاسة سير وليام سيسيل، وكان من أول ما قامت به الملكة إليزابيث بعد اعتلائها العرش، إقامة الكنيسة البروستانتينية الإنجليزية وأصبحت الحاكم الأعلي لها.
هذا وقد أسهمت تسوية إليزابيث الدينية في تطوير الشكل الذي عليه الكنيسة الإنجليزية حاليا، وكان من المتوقع أن تتزوج إليزابيث وتنجب وريثا لمواصلة حكم سلالة تيودور إلا أنها لم تفعل, وذلك رغم كثرة من طلبوها للزواج، وبتقدم السن اشتهرت إليزابيث بكونها مازالت عذراء الأمر الذي أنشأ هالة من حولها, نُقلت من خلال الصور, والمواكب وأدب ذلك العصر.
كانت إليزابيث في حكمها أكثر اعتدال من والدها وإخواتها غير الأشقاء، ولم يكن لدي الملكة ثمة تعصب ديني بل علي العكس تجنبت الاضطهاد المنهجي، وفي عام1570م أعلن البابا إليزابيث حاكمة غير شرعية, كما أحل رعاياها من الولاء لها, وبعدها جرت مؤامرات عديدة تهدد حياتها، ولكن بفضل جهاز الخدمة السرية الذي يديره وزرائها, تم إحباط جميع هذه المؤامرات.
عُرفت فترة حكم الملكة إليزابيث بالعصر الإليزابيثي, ذلك العصر الذي يشتهر في المقام الأول بازدهار الدراما الإنجليزية بريادة عدد من الكُتاب المسرحيين مثل شيكسبير وكريستوفر مارلو، كما يشتهر بالبراعة البحرية للمغامرين الإنجليز مثل فرنسيس دريك.
بعد سلسلة متوالية من الوفيات بين صديقاتها دخلت إليزابيث في حالة من الاكتئاب الشديد، وفي فبراير 1603، كانت وفاة ابنة ابن عمها وصديقتها المقربة 'كاثرين' صدمة استثنائية، وفي مارس مرضت إليزابيث ودخلت في حالة مستمرة من الحزن الشديد، وتوفيت في 24 مارس 1603 في قصر 'ريتشموند'.