ولد محمد كريم بحي الأنفوشي بالإسكندرية، وبدأ في أول حياته بمنصب صغير في الحكومة ولكن ما لبث أن لوحظ نشاطه، فرقي إلي رئاسة الديوان والجمرك بمنطقة الثغر بالإسكندرية، ثم أصبح حاكماً للمدينة. عمل في أول أمره قبانياً، ثم تمت ترقيته إلي أن تقلد أمر الديوان والجمارك بثغر الإسكندرية، وقام بقيادة المقاومة الشعبية المصرية ضد الفرنسيين عندما وصلوا إلي الإسكندرية تحت قيادة نابليون. يعتبر المصري الأول الذي واجه الأسطول الفرنسي عند وصوله الإسكندرية، فقد بدأ علي الفور في العمل مع الصيادين والعمال فوق حصون الإسكندرية ليصد الفرنسيين عن مصر وصمد مع رجاله رغم نيران مدافع الفرنسيين. بدأ معركة أخري في شوارع الإسكندرية ومداخلها لمقاومة زحف الفرنسيين إلي الداخل، لكنه ولسبب ما أعتقل، وحمل إلي نابليون الذي حاول إغراءه وكسبه إلي جانبه، وذلك بأن أطلق سراحه ورد إليه سيفه، لكنه ورغم ذلك عاد إلي تغذية حركات المقاومة. قاد حركة واسعة في سبيل المقاومة السلمية حين حاول نائب نابليون الجنرال كليبر احتلال دمنهور، ثم اعتقله هذه المرة كليبر، وحبسه في أبوقير ثم أرسله إلي نابليون بالقاهرة. وفي سبتمبر 1798م أصدر نابليون بونابرت أمراً باعدام محمد كريم ظهراً في ميدان القلعة رمياً بالرصاص، ونفذ في القائد محمد كريم حكم الإعدام بميدان الرميلة بالقلعة. تم تكريم محمد كريم عام 1953 ووضعت صورته لأول مرة مع صور محافظي الإسكندرية في مبني المحافظة تخليداً لذكراه، كما أطلق اسمه علي شارع التتويج وأصبح اسمه شارع محمد كريم، وفي 27 نوفمبر 1953 افتتح المسجد المجاور لقصر رأس التين وأطلق عليه 'مسجد محمد كريم'. وقد صنع تمثال للقائد محمد كريم تم وضعه في حديقة الخالدين بالإسكندرية.