قال الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر، إن من يفتي الناس بغير علم خائنٌ لدينه ودنياه، مستحق للعقاب في الدنيا والآخرة، وأوضح أن المفتي هو العالِم بأدوات الاجتهاد وكيفية الفتوي وفنونها، لذا ينبغي أن لا يتعرض لهذا الأمر إلا من كان عالمًا بتلك الأدوات. وحذر عزب من الفرق الضالة التي اتخذت من الدين ستارًا، بغية الوصول إلي مقاصد سياسية رخيصة يحركها أعداء الوطن، والنيل من الشعوب باسم الإسلام، وتابع 'الإسلام بريء من العنف والتطرف، بعيد عن كل تعنصر أو تشدد، فالوسطية صفة عظيمة اتصفت بها الشريعة فامتازت بالسماحة والسهولة واليسر'. وأشار إلي أن من أهم مهام من يفتي الناس أن يحصن فكرهم من الانزلاق وراء أصحاب الفكر التشددي، والسير خلف أرباب التطرف والغلو، مضيفا أن المفتي يحمل مسؤولية كبيرة أمام الله وأمام الضمير الإنساني وأمام المجتمع بأسره. وأضاف عزب - في الكلمة التي ألقاها اليوم الثلاثاء في المؤتمر العالمي للإفتاء بالقاهرة - أن التدريب علي الفتوي يعد من قبيل حماية الوسطية، حتي لا يقع من يتصدي للفتوي في خطأ أو جهل دون قصد فيتأتي التشدد والغلو. ويهدف المؤتمر، الذي انطلق أمس تحت عنوان 'الفتوي.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل'، إلي التعرف علي المشكلات في عالم الإفتاء المعاصر، ومحاولة وضع الحلول الناجعة لها، خاصة ما يتعلق بمعرفة المخرج الشرعي الصحيح من الاضطراب الواقع في عالم الإفتاء.