يعتبر من أعلام الاقتصاد في العصر الحديث في مصر، حيث عمل علي تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية، وساهم في تأسيس بنك مصر والعديد من الشركات العملاقة التي تحمل اسم مصر مثل شركة مصر للغزل والنسيج ومصر للطيران ومصر للتأمين ومصر للمناجم والمحاجر ومصر لصناعة وتكرير البترول ومصر للسياحة وستديو مصر وغيرها. ولد طلعت حرب بالقاهرة، وتخرج من مدرسة الحقوق عام 1889، والتحق للعمل كمترجم بالقسم القضائي 'بالدائرة السنية' ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديراً لمكتب المنازعات حتي أصبح مديراً لقلم القضايا. وفي عام 1905 انتقل ليعمل مديراً لشركة 'كوم إمبو' بمركزها الرئيسي بالقاهرة، ثم مديراً للشركة العقارية المصرية والتي عمل علي تمصيرها حتي أصبحت غالبية أسهمها للمصريين، حاولت الشركة المالكة لقناة السويس تقديم مقترح لمد امتياز الشركة 50 عام أخري، إلا أن طلعت حرب ساهم في حشد الرأي العام لرفض ومعارضة هذا المقترح، والتي نجحت لاحقاً بعد قيام مجلس النواب برفض هذا المقترح. شارك في ثورة 1919 وبعدها بدأت تتبلور فكرة البنك حيث ساهم في إنشاء 'شركة التعاون المالي' بهدف الإقراض المالي للمصريين، ومع انتشار دعوته ألتف حوله الكثيرون ونجحوا في تأسيس 'بنك مصر' عام 1920، وتوالت العديد من المشروعات الاقتصادية الكبري داخل وخارج مصر، إلا أنه في عام 1940 تعرض البنك إلي أزمة مالية كبيرة تحت ضغط كلا من الحكومة المصرية وسلطات الاحتلال الإنجليزي، ورفض البنك الأهلي منحه قروض بضمان محفظة الأوراق المالية، وعندما لجأ طلعت حرب لوزير المالية أشترط وقتها أن يترك منصبه لعلاج الأزمة، مما أضطره علي الاستقالة من البنك عام 1939. توفي في الثالث عشر من أغسطس عام 1941 عن عمر يناهز 74 عاما بالقاهرة، وأُقيمت جنازته بمنزله الموجود في شارع رمسيس وحضر الجنازة كلا من : مندوب الملك ومصطفي النحاس باشا رئيس الوزراء والعديد من الشخصيات السياسية مثل: أحمد ماهر باشا وأحمد حسنين باشا وشيخ الأزهر مصطفي المراغي ووكيل بطركية الأقباط ومفتي الديار المصرية وشيخ المشايخ الصوفية. كما نعاه العديد من الشعراء بقصائد رثاء مثل عباس العقاد واحسان عبد القدوس وصالح جودت وأمير الشعراء أحمد شوقي.