ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء 28 يوليو الساعة السابعة مساء ندوة لمناقشة رواية 'أعالي الخوف' للروائي الأردني هزاع البراري. يناقش الرواية الناقد العراقي عذاب الركابي والناقد المصري محمد عطية محمود.ويدير الندوة الأديب منير عتيبة المشرف علي مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية. يذكر أن هزاع البراري روائي وقاص وكاتب مسرحي وكاتب دراما إذاعية وتليفزيونية ومقال صحفي، صدر له: الجبل الخالد 'رواية' 1993، حواء مرة أخري 'رواية' 1995، الغربان 'رواية' 2000، الممسوس 'مجموعة قصصية'2001، العُصاة 'نصوص مسرحية' 2002، قلادة الدم 'مسرحية'2007، تراب الغريب 'رواية' 2007، أعالي الخوف 'رواية' 2014. من الجوائز التي حصل عليها الكاتب الأردني هزاع البراري: جائزة عويدات اللبنانية لأفضل رواية في الوطن العربي لعام 2001، جائزة محمد تيمور المصرية لأفضل نص مسرحي عربي 2004، جائزة أفضل تأليف مسرحي في الأردن لعام 2001 عن مسرحية ميشع يبقي حياً، جائزة الدولة التشجيعية الأردنية في الآداب للعام 2008م، جائزة أبو القاسم الشابي التونسية لأفضل نص مسرحي عن نص قلادة الدم 2009، جائزة مهرجان المسرح الأردني 2009 لأفضل نص مسرحي عن مسرحية ميشع يبقي حياً 'فوز للمرة الثانية'، جائزة رابطة الكتاب للرواية عام 1995. من أجواء الرواية: السحرة يفرون إلي الكهوف المعلقة في صدور الجبال العارية، والرعاة يواقعون الحمي تغافلاً، فتستعر الشجارات مع الفلاحين المثكولين بموت المحاصيل، المواسم شحيحة كحذاء ضيق، والربيع صار ذكري بعيدة، منذ زمن لم تمر أسراب الفراش، ولم تحبل الأرض بالفطر الذي يغني عن شح اللحم، عند أهالي القري المثقلة بالفقر والعب، الأطفال العراة إلا من العورة عن لدغة الأبصار، يتسلون بعد أضلاعهم الناتئة، وينتظرون طعاماً غير كسرة الخبز أو ' جريش ' الذرة، لكن المواسم انكمشت، والبيادر تحولت إلي أكوم صغيرة تنهبها الريح، وتنهشها دفاتر أصحاب الديون المؤجلة: - إنها سنين عجاف، الله يسترنا. هكذا قالت أمي وهي تدثر أبي المحموم، كانت أسنانه تصطك، ولحيته البيضاء كالثلج ترتعد، وجهه غائر أسفل اللحية كصخرة تختبئ بين الأشواك، أثقلت أمي عليه الغطاء، وبقيت قرب رأسه تتمتم تعاويذ غير واضحة، كنت ممسكاً بثوبها الأسود الكالح، المسكون بأشكال صغيرة وملونة، مطرزة من زمن غابر مرتعباً، وعصبة رأس مزركشة بورود صغيرة، رفعت رأسها نحوي، فبانت بوضوح ثلاث نجمات صغيرة خضراء دقت أسفل شفتها السفلي، شعرت بتجاعيد جبينها الكبيرة، كأخاديد غامضة ومهمومة. قالتْ تطرد الخوف الذي تلبسني وأنا أناهز العاشرة: