أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس'، الدكتور محمود الزهار، أن زيارة رئيس المكتب خالد مشعل الأخيرة إلي السعودية، كسرت جمود العلاقات بين السعودية و'حماس'. وقال الزهار في تصريحات لصحيفة 'الوطن' المصرية، نشرتها الاثنين، إن الزيارة كانت مثمرة، وكان من نتائجها الإفراج عن ثمانية معتقلين في السعودية، كانوا يجمعون التبرعات لدعم العمل الجماهيري والدعوي للحركة.وأشار إلي أن الحركة ستجري زيارات أخري في الفترة المقبلة، في إطار سياستها لاستعادة العلاقات الطيبة مع جميع الدول العربية والإسلامية. وأوضح الزهار أن 'موقف حركة حماس هو السعي لاستئناف واستعادة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية والإسلامية الفاعلة. وفي هذا الإطار طلبنا دعوة من السعودية بهذه الزيارة، لكن السعودية كانت مشغولة، وحين تهيأت الظروف الملائمة تمت الزيارة. والتقي وفد الحركة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد في المملكة وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلي لقاءات أخري مع عدد من المسؤولين والأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية'. وتابع الزهار بأن 'العلاقات الآن نراها أفضل مع السعودية، ونريد استثمار هذه الجهود والزيارات في استعادة العلاقات الطيبة بين حماس وباقي الدول العربية'، وفق قوله. وحول تأخر الزيارة، واعتبارها محاولة لتصحيح مسار الحركة، وعلاقتها بالدول العربية، قال: 'نحن طلبنا عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز في كانون الثاني/ يناير الماضي استئناف العلاقات بين حماس والسعودية'، موضحا أن سبب تأخر الزيارة 'أمور بروتوكولية'، خاصة أن المملكة 'معروفة بأنها دولة بروتوكولات'. وقال إن 'الزيارة ليست جهودا أو زيارة تصحيح، لأن القول بذلك يعني أن حماس أخطأت، والحركة لم تخطئ، وإنما تدفع ثمن سير الأحداث الداخلية في الدول العربية في الفترة الأخيرة، وإقحامها في الشؤون الداخلية للدول العربية'. وشدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، علي أن الحركة لا تتدخل في شؤون الدول العربية. وقال: 'لا شأن لنا بأي شيء داخل السعودية أو سوريا أو مصر، وهو ما ليس له أساس من الصحة، ونحن هنا علي سبيل المثال لا يهمنا إلا الموقف المصري الرسمي الذي يعلم جيدا، وفق ما أبلغنا به، أن حماس ليس لها يد بأي مما يحدث داخل مصر'. وأضاف: 'نحن نريد من هذه الجهود والزيارات للدول العربية توضيح الصورة حول الاتهامات التي توجه للحركة من قبل بعض وسائل الإعلام'. وعن وصف 'حماس' لزيارة مشعل إلي السعودية ب'المثمرة'، قال الزهار: 'هي زيارة مثمرة من ناحيتين، الأولي، أن الزيارة تعني استئناف العلاقات بين السعودية والحركة، والثانية، أنه تم الإفراج عن ثمانية معتقلين فلسطينيين في السعودية، كانوا يجمعون التبرعات في المملكة لدعم الأعمال الجماهيرية التي تقوم بها حماس، وكذلك لدعم العمل الدعوي'. وتم الإفراج عنهم في ثاني يوم من زيارة مشعل، و'لهذا فإن الزيارة كسرت جمود العلاقات بين السعودية وحماس'، علي حد تعبيره. وحول مزاعم بعض وسائل الإعلام بأن مشعل طلب وساطة سعودية لوقف حكم الإعدام بحق الرئيس محمد مرسي، قال الزهار: 'ليست لدي معلومات، لكن أقول إن موقف الحركة واضح بأنها لا تتدخل في شؤون الدول الأخري، ولن تطلب ذلك'. وتابع بأن 'السعودية لديها المعلومات الكافية والحقائق، وإذا كانت تريد أن تتخذ تحركا ما في سياساتها، فإنها لن تنتظر ما تطلبه حماس، أو تأخذ سياساتها منها'. وعن تطرق مشعل في زيارته لملف المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، قال الزهار: 'السعودية قادت جهودا كبيرة للمصالحة بين حماس وفتح منذ عام 2007، حين تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي انقلبت عليها فتح، وروجت معلومات كاذبة حولنا إلي السعودية بأن حماس هي سبب إفشال تلك الحكومة، ما أدي إلي جمود في العلاقات مع الرياض. وأردنا من خلال جهود عدة أن نوضح صورة وموقف حماس من المصالحة أمام أي طرف عربي بما في ذلك السعودية'. ومجيبا عن سؤال الصحيفة 'هل ينعكس التقارب السعودي مع حماس علي علاقة الحركة بمصر؟'، أجاب الزهار: 'نحن لا نريد أن تكون علاقة حماس مع مصر مرتبطة بعلاقة الحركة بأي دولة أخري'. وشدد علي أن مصر لا بد أن تكون دولة راعية للقضية الفلسطينية، وأن تؤدي دورا محوريا، لأن هذا هو دورها أرادت أم لم ترد.وبالتالي فإن علاقة مصر بكل المكونات الفلسطينية لا يجب أن تتوقف علي مواقف الدول الأخري، وفق قوله. وأعرب عن تمنياته بأن تكون هناك زيارات ولقاءات أخري في الفترة المقبلة مع الدول العربية والإسلامية. واختتم الزهار حواره بالقول: 'نحن لنا موقف واضح بأننا حركة إسلامية وسطية، ولا نتدخل في شؤون الدول العربية، وسنبقي في تركيز في هذه الفترة علي مواجهة الاحتلال الصهيوني، وكسر الحصار المفروض علينا، وأن تركز الحركة علي سياساتها الثابتة الرئيسة المتمثلة في مواجهة الاحتلال'.