يحدثنا التاريخ أن موقف الإخوان من ' مصر/ الوطن' يتراوح ما بين: من قال إن 'الوطن حفنة من تراب عفن'، وآخر قال: 'طظ في مصر'.. وهذا ما يتسق تماماً مع نشأة الجماعة كمشروع غربي- إنجليزي في جوهره - ارتدي عباءة الدين لمحاربة 'الوطنية المصرية' ابتداء، ثم الفكرة 'القومية الناصرية' في مرحلة لاحقة. وحين أطلق كاهن الإخوان الأكبر حسن البنا قولته الشهيرة 'ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين' علي الإرهابيين من تنظيمه الخاص الذين أرادوا حرق أوراق قضية 'السيارة الجيب' عام 1948م، لم يكن إلا مراوغاً حتي يفلت هو- وجماعته - بأفعالهم الشنعاء كاغتيال النقراشي وأحمد ماهر والخازندار. غير أن مقولة البنا تؤكد - يقيناً- أن هؤلاء الإخوان 'ليسوا منا'؟!!. '1' اثنان لا يكره الإخوان مثلهما في المطلق:عبد الناصر، والسيسي.. الأول، حاولوا قتله في حادث المنشية 1954م بعد أن أحسن إليهم، وتآمروا مع الإنجليز والأمريكان للتخلص منه 'تنظيم سيد قطب عام 1965م'، وظلوا طوال أكثر من 4 عقود ونصف العقد يحاولون تشويهه بشتي الطرق من اتهامات أقلها 'الشيوعية ومحاربة الإسلام'؟!!. وكانت النتيجة:ازدياد تعلق المصريين بالزعيم الذي رفعوا صوره في ثورتي 25 يناير، و30 يونيو. والثاني، حاولوا السيطرة عليه لاختراق جيشنا العظيم، فكانت وقفته التاريخية بالاستجابة للقرار الشعبي الكاسح بعزل مرسي وإخوانه من الحكم. ثم حاولوا تشويهه أيضاً بشتي الطرق من:عمليات إرهابية مستمرة حتي اللحظة، وإشاعات دائمة ما أنزل الله بها من سلطان؟!!. والنتيجة: استمرار تعلق الشعب به بعد أن شعروا بإخلاصه وعمله الدءوب لصالحهم رغم كل المعوقات. '2' هل كان غريباً علي 'إخوان الشر' أن يشمتوا في جيشنا الوطني في ذكري نكسة يونيو 1967؟.. بالطبع لا، فهم من:استدعوا الأمريكان لاحتلال مصر لإعادة مرسي للحكم من تجمع 'رابعة الإرهابي'، وهم من خرج منهم يقّبل أرض أمريكا، وكذلك من يدعو صراحةً لتحويل مصر إلي 'عراق أخري'، وكذلك من أخرجوا ما سُمّي ب 'نداء الكنانة' الداعي لقتل المصريين جميعاً: شعباً وجيشاً وشرطة وإعلاميين؟!!. '3' كان الحكم الأخير بإعدام وسجن مرسي وقيادات الإخوان- في قضيتي التخابر، والهروب من سجن وادي النطرون- كاشفاً وقاطعاً علي أنها 'جماعة خائنة للوطن'، ومن ثم فإن أي حديث لأي متنطع أو عميل أو مدلس عن أن الإخوان 'فصيل سياسي وطني' داعياً إلي 'المصالحة' معهم، فهو يرتكب فعلاً من أفعال 'الخيانة العظمي'!!.