دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي جموع المصريين الي التكاتف والتوحد ونبذ خلافاتهم والاحتشاد صفا واحدا لتحقيق أهداف مصر الكبري، التي تتمثل في التنمية الشاملة وتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار، وتحديث المجتمع وتنشيط الاقتصاد وحل مشكلة البطالة وبناء مجتمع ديموقراطي، مؤكدا حرص الدولة علي تنفيذ المرحلة الأخيرة من خريطة الطريق بانتخاب مجلس النواب قبيل انتهاء العام الحالي ليتولي مهامه في اصدار تشريعات جديدة ومهمة، بالإضافة الي مراقبة أعمال الحكومة وبرامجها. جاء ذلك خلال اللقاء للذي عقده الرئيس السيسي مساء اليوم في مقر إقامته ببرلين، في ختام زيارته لألمانيا مع ممثلين عن الجالية المصرية في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، وكذلك مع مجموعة من الإعلاميين، حيث ردد الحضور في بداية اللقاء نشيد 'بلادي بلادي'، وتعالت هتافاتهم بعبارات التأييد والمساندة والحب مثل 'سيسي سيسي انت رئيسي' و 'تحيا مصر'. وناشد الرئيس السيسي المصريون أن يكونوا علي قلب رجل واحد حتي يمكن بناء المستقبل، وأن نبني علي النجاح الذي تحقق حتي الآن، مؤكدا أن العام أو العامين المقبلين سيشهدان تطورات كبيرة ومشروعات جديدة تقفز بمصر خطوات الي الأمام، مشيرا إلي أن تم تحقيق مشروعات كثيرة حتي الآن ليس قناة السويس الجديدة فقط، ولكن بناء مدارس ومستشفيات وطرق، وكل هذه المشروعات بسواعد المصريين وطاقاتهم، مشيرا ألي أن مشروع قناة السويس الجديدة يتم بقدرات وطاقات وأموال المصريين. وأشار الرئيس الي مشروعات إقامة الطرق التي تمت خلال الفترة الماضية كإنجازات واضحة تبين كيف يمكن اختصار الزمن والسير بسرعة لتحقيق الأهداف المرجوة، وقال إنه تم شق 3200 كيلومتر من الطرق هذا العام وتم زيادتها الي 3800 كيلومتر، ويتصل العام المقبل إلي خمسة آلاف كيلومتر، وهي مشروعات ستحدث سيولة كبيرة في حركة المرور، خاصة في القاهرة والمحافظات المجاورة. وتطرق الرئيس السيسي الي المشروعات التي طرحها مع المستثمرين الألمان، فأوضح أن ألمانيا دولة صناعية واقتصادية كبري تمثل قلب وعقل أوروبا، كما تمتلك فائضا هائلا في رؤوس الأموال تبحث عن استثمارات جديدة في كل مكان، كما تبلغ قيمة الاحتياطي النقدي لديها ثلاثة تريليونات يورو، وبالتالي فان جذب الاستثمارات الألمانية هي مسألة مهمة، موضحا أن عقد اجتماعا اليوم مع قيادات شركة سيمنز استغرق ثلاث ساعات لمتابعة سبل تنفيذ العقود التي تم توقيعها لبناء ثلاث محطات كبري لتوليد الكهرباء، وأكد أن الحكومة ماضية في تحسين قدرات الشبكة الكهربائية، حتي لا يعاني المواطنون، حيث سيتم توليد كميات من الكهرباء تماثل إجمالي ما تم توليده من قبل. وأضاف الرئيس أنه تحدث مع المستثمرين الألمان عن مشروعات في مجال البنية التحتية، مثل تطوير الموانيء التي تحتاج الي تطوير كبير خاصة مع الطموحات لجذب التجارة الأوروبية والعالمية، وإقامة مراكز لوجستية كبري، مشيرا علي سبيل المثال الي ميناء شرق التفريعة علي المتوسط وبامتداد قناة السويس، وقال أن الفريق مميش قدر تكلفة التطوير بنحو 30 مليار جنيه، ولكن الرئيس طلب خفض المبلغ ليصبح 20 مليارا. وقال انه تحدث أيضا حول مشروعات للأسمنت والكيماويات والبتروكيماويات، مشيرا ألي أهمية إقامة صناعات للبتروكيماويات في مصر لتوفير النقد الأجنبي اللازم لاستيراد الوقود، موضحا أن استيراد لتر السولار يتكلف ستة جنيهات ويباع للمستهلك بحنيهين، أي أن قيمة الدعم تبلغ الثلثين، ولكن لتصنيعه في مصر تبلغ تكلفة للتر خمسة جنيهات وبالتالي نكون قد تم توفير جنيه واحد، ومع بيع آلاف الأطنان سيتم توفير الملايين، ومن هنا نحل مشكلة الدعم بشكل مباشر، كما أوضح أن مشكلة الغاز الطبيعي كانت تؤثر علي صناعة الأسمنت والمصانع الأخري التي تعتمد علي الغاز، وتم حل 60 في المائة من المشكلة، وفي اغسطس المقبل ستفتتح محطة أخري متنقلة لتحويل الغاز المسال الي غاز طبيعي. ووجه الرئيس كلامه إلي المصريين في الخارج قائلا : أنتم تعطون المصريين الأمل، وهذا الحضور الكبير يعطي رسالة للتضامن، تقول للعالم الخارجي أن التغيير الذي حدث في مصر كان للأفضل، كما وجه الشكر للقادمين من أماكن بعيدة، وكذلك للقاطنين في الشارع المقابل لمقر إقامته، مشيرا الي أن هذا الحشد لم يكن لشخصه ولكن جاء حبا في مصر، موضحا أنه ليس قائدا أو زعيما بل مواطنا وواحدا من الشعب، وأضاف ' وهذا كلام أقوله ليس لدغدغة مشاعر الناس، وإنما لإثبات أن العمل كله يجب أن يكون لمصلحة مصر'. ودعا المصريين في الخارج الي شرح التطورات الجارية في مصر، وقال إنه عندما وصل الي ألمانيا وجد أن الصورة الصحيحة لم تكن مكتملة، وأقول لهم إن ما حدث في مصر كان محصلة إرادة شعبية ومعها إرادة إلهية، وهذا أنقذ مصر من السقوط، فالله هو الذي حماها من الانهيار كما حدث في دول أخري، صحيح أن مصر تراجعت بعد 25 يناير ولكنها لم تسقط، وأطلب من المصريين تقديم كل العون حتي نصل بمصر الي بر الأمان، ونحن سنصبر علي العالم الخارجي حتي يفهم حقيقة ما حدث، وأن أحدا لم يقفز علي السلطة، بل في الواقع أن الأحداث التي وقعت كانت ستقود مصر الي الخراب، وهذا كان سيقود المنطقة برمتها إلي الخراب لأن مصر هي عامود الاستقرار في المنطقة. وأكد الرئيس أن مصر بأمان رغم الأحداث القليلة التي تقع مثل تفجير أبراج الكهرباء أو تفجيرات محدودة هنا أو هناك أو زرع متفجرا في السكك الحديدية، غير أن هذا كله لا يقارن بما يحدث في دول أخري، موضحا أن هناك جهات طرحت فكرتين لتحطيم مصر : الأولي تقوم علي فكرة مفادها أنه يجب تدمير مؤسسات مصر ومن بينها الجيش والشرطة، والأخري تقول إنه يجب إقامة الدولة الاسلامية، والحقيقة اننا نحتاج الي البناء والعمل الجاد لتحسين حياة المصريين، كما يجب كفالة الحرية الدينية وليس الغضب من أن جارا لنا يتوجه الي الكنيسة، وتساءل الرئيس ' هل سيرضي الله أن يأتي العبد إليه مجبرا؟'. وقال الرئيس السيسي إنه كان يتمني لقاء الفتاة المصرية التي هتفت في المؤتمر الصحفي المشترك مع ميركل أمس، لينقل إليها رسالة مفادها أن هناك من يسعي الي هدم الدولة المصرية، ولتوضيح أن ما حدث في مصر هو نتاج لإرادة شعبية، وأنه مهما كان الاختلاف في وجهات النظر فهي فتاة مصرية بنت هذا الوطن. وأكد أن جيش مصر قوي وقادر وله مكانة في قلوب المصريين، كما أنه ضامن للاستقرار الذي ستأتي معه الاستثمارات. ودعا الجاليات المصرية في الخارج إلي قضاء أجازاتهم في مصر دعما للاقتصاد بدلا من قضائها في دول أوروبية أخري، وقال ' لو أن ما نسبته 20 أو 30 في المائة من المصريين في الخارج قضوا إجازاتهم في مصر لأسهم ذلك في دعم الاقتصاد'. وطلب أحد الشباب من الجالية المصرية بالنمسا من الحاضرين الوقوف حدادا علي وفاة ثلاثة من الشباب المصريين الذين وافتهم المنية في حادث طريق أثناء قدومهم من النمسا الي برلين لحضور فعاليات زيارة الرئيس السيسي للنمسا، وأوضح الشاب أن زميلين آخرين أصيبا في الحادث ونقلا الي غرفة العناية المركزة، وقد نعي الرئيس هؤلاء الشباب وتمني الشفاء للشابين المصابين.