شدد برلمانيون روسيون في زيارة ميدانية يقومون بها إلي الأراضي السورية علي أن روسيا تولي اهتماما خاصا بدعم الحكومة والشعب السوريين في حربهما ضد الإرهاب، لافتين إلي أن السنوات الأربع الماضية برهنت علي مدي صلابة الموقف الروسي حيال القضية السورية وأن موسكو ستواصل تقديم دعمها اللامحدود لدمشق مهما بلغت قوة الغرب وعناده وغطرسته في التعاطي مع الملف السوري. وكشف البرلمانيون الروس في زيارتهم الحالية إلي سوريا أن ما يحملونه في جعبتهم خلال تلك الزيارة من تأكيدات سياسية ومساعدات تعطي دلالات قاطعة علي الرؤية الروسية تجاه الروابط الاستراتيجية التي تجمع البلدين في علاقات غير قابلة للانفصام، وتشدد علي أن الحفاظ علي الأمن القومي الروسي يبدأ من 'بوابة دمشق'. وأكد ألكسندر يوشنكا، عضو مجلس الشعب الروسي 'الدوما'، وعضو لجنة الإعلام في الحزب الشيوعي الروسي، الذي حمل إلي دمشق المساعدات الإنسانية، في لقاء خاص مع وكالة أنباء 'سبوتنيك' الروسية أن المرحلة القادمة تقتضي تقديم المزيد من الدعم وعدم التخلي عن سوريا، لافتا إلي أن روسيا ستعطي أولوية قصوي تتمثل في تأمين القمح والمواد الغذائية التي تحتاجها سوريا وإيصالها في أسرع وقت ممكن، نظراً لأن أغلب المناطق التي يخرج منها القمح تقع تحت سيطرة المسلحين. وشدد علي أن روسيا ستقوم كذلك من جانبها بتأمين المحروقات بأنواعها المختلفة، مع السعي إلي الإسراع في تطوير العلاقة السورية الروسية علي الصعيد الاقتصادي لتقديم الدعم حتي أن الوضع الاقتصادي الداخلي في روسيا مرتبط بما يحدث في سوريا. وقال يوشنكا 'ليس لدي روسيا خيار إلا دعم الحكومة السورية، ومهما أظهر الغرب قوته وعناده، فإن روسيا ستواصل عن طريق هيئة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، في حرصها وحفاظها علي موقفها تجاه دمشق. ولفت البرلماني الروسي في حديثه إلي أن الزيارة الحالية تستهدف تقديم المساعدات الإنسانية التي بلغت نحو 3 أطنان من المواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال وكراسي للمعوقين، وللتضامن السياسي، ولنثبت للعالم أن روسيا مازالت إلي جانب سوريا شعباً وقيادةً، علماً أن الحكومة الروسية أرسلت أول دفعة من المساعدات للشعب السوري التي بلغت 26 ألف طن من القمح. ويضيف يوشنكا أن أعضاء البرلمان الروسي والحزب الشيوعي يجددون تأكيدهم الدائم علي تقديم الدعم إلي دمشق في مواجهتها للإرهاب العالمي، وكذلك التواصل مع الدول التي يمكن اللجوء إليها لنقل حقيقة ما يحصل في سوريا وكيف بدأت العدوي في الانتقال إلي دول أخري. كما يتولي أعضاء البرلمان الروسي التحذير من الاستماع إلي الإعلام الغربي الذي يزيد من تفاقم الأحداث، وعرض الاستهداف الممنهج للدول المستقلة ليس عسكرياً فحسب، بل واقتصادياً وإعلامياً أيضاً، كما يتم التوجه إلي البرلمانات الأوروبية والصديقة لتوعيتها وإظهار الحقائق التي حصلوا عليها عن الأحداث في سوريا بالتوازي مع العمل أمام الشعب الروسي لزيادة الدعم. واعتبر أن ما يحصل في تدمر 'أعمال إرهابية'، ترتكب بحق الحضارة والإنسان والمعالم التاريخية التي ليس لها مثيل في العالم كما يقوموا بتدمير الديانة. ولفت إلي أن صحفيين من القناة الروسية توجهوا إلي حمص لإعداد تقرير عن الأحداث في تدمر، في حين يعقد البرلمانيون الروس اجتماعات مع أغلب القيادات السورية ومجلس الشعب ورئاسة مجلس الوزراء للتعرف علي احتياجات سوريا، والعمل علي إيصالها وتلبيتها في أسرع وقت ممكن، معرباً عن شكره لجميع الجهات التي شاركت في تسهيل الزيارة إلي سوريا. ويؤكد يوشنكا أن روسيا تثق في معنويات الجيش السوري، وهذا أمر لا يمنع من دعمه، في الوقت الذي يقوم الإعلام بحرب إعلامية شرسة علي دمشقوموسكو، مبينا أن مواجهة هذه الحرب الإعلامية وإيقافها يتطلب بذل جهود كبيرة، واستخدام أنواع الإعلام المتاحة كافة. وقال البرلماني الروسي، إنهم يتواصلون من داخل الأراضي السورية مع الإعلام الروسي والأجنبي لنقل الحقائق من أرض الواقع، مشيرا إلي أن هناك تقريرا ميدانيا شاملاً يعد عن سوريا سيتم عرضه في مؤتمر صحفي لدي وصول الوفد البرلماني الروسي إلي موسكو، كما سيتم تخصيص 10 دقائق في اجتماعات البرلمان لعرض تقرير عن الزيارة لسوريا. وأضاف يوشنكا 'لا شك أنه في حال خسرت سوريا الحرب يعني ذلك خسارة روسيا في الشرق الأوسط، وامتداد الإرهاب إليها.. مشيرا إلي أن فرض وتنفيذ العقوبات علي روسيا، يبرهن علي أن الحملة الشرسة تستهدف روسيا أيضاً. ودعا البرلماني الروسي إلي تطوير العلاقة المميزة التي تجمع البلدين علي صعيد التقنيات العسكرية، وأن تسعي روسيا علي المستوي العالمي إلي تطبيق القوانين الدولية، خاصة التي صدرت بحق الدول الداعمة للإرهاب، إضافة إلي تفعيل التعاون الدولي لوقف نشاط تنظيم 'داعش'، الذي يشكل خطراً كبيراً علي جميع الدول، في الوقت الذي تنبني فيه سياسة الولاياتالمتحدة علي استهداف الدول التي تحافظ علي استقلاليتها مثل سوريا، والأحداث في سوريا تنتقل وتتكرر علي حدود الاتحاد الروسي، وجميع التوقعات التي ذكرتها القيادة السورية صحيحة. وأكد يوشنكا في تصريحاته أن النصر علي الإرهاب لا يعني نهاية المطاف، لأن المرحلة الثانية، التي تتمثل في إعادة الإعمار، مرحلة صعبة لاسيما في ظل ضرورة العمل سريعا لتأهيل جميع القطاعات 'النفط، والخدمات، والبني التحتية والكهرباء، وهذا ما لمسناه في لقائنا مع رئيس الحكومة الذي أكد رغبة حكومته في إعادة البني التحتية لجميع الأماكن المحررة سعيا لإعادة الحياة الطبيعية إليها. يشار إلي أن الوفد الروسي يضم 10 من البرلمانيين والشخصيات الحكومية والشعبية، وهي الزيارة الثانية، التي تجري للأراضي السورية بالتعاون مع السفارة السورية في موسكو، حيث زار وفد رسمي برلماني وحكومي روسي دمشق في فبراير2014، والتقي القيادات السورية وعلي رأسهم الرئيس بشار الأسد.