يبدو أننا أمامنا الكثير حتي نتخلص من رأس الأفعي 'الفساد' في مصر.. وهنا لا أتحدث عن الفساد الأكبر في بعض المصالح الحكومية، لكنني أقصد الفساد الأصغر الذي يرتبط بتخليص المصالح اليومية للمواطنين.. في كافة المصالح الحكومية بدءًا من وحدات المرور والشهر العقاري والوحدات المحلية وغيرها من المصالح الخدمية.. فالشعار المرفوع في هذه المصالح من بعض الموظفين ضعاف النفوس 'ابجني تجدني'.. و'إذا أردت أن تنجز فعليك بالونجز'.. وإلا عليك الانتظار بالساعات أمام الموظف حتي تحصل علي الخدمة أو الحق.. ويا ويلك لو عليت صوتك أو همهمت بالاعتراض علي طول انتظارك فسوف تسمع ما لا يرضيك، أما إذا عملت أهبل ولم تبرز له 'الأوبيج' فعليك أن تتوقع أن يلففك كعب داير لجهات حكومية أخري، لأن الختم غير واضح، أو عدم وضوح تأشيرة موظف ما، أو اختراع صياغة أخري مطلوبة من هذه الجهة حتي يتمم مصلحتك.. أو يتعمد ارتكاب خطأ في المستند الذي تحصل عليه فيضمن عودتك إليه مرة أخري كي تؤبجه في المرة الثانية. الغريب انك تشعر أن هؤلاء الفاسدين الصغار قد ازدادوا شراسة بعد الثورتين وكأنهم كما يقول المثل 'بياكلوا في آخر قوتهم'.. عندما تنظر إليهم وهم يتفننون في جمع الأموال الحرام يذكرونك بوظيفة بالوالي والديوان - في عهد محمد علي -والذي كان يقضي الثلاث سنوات المحددة له في المنصب في جمع الأموال الحرام قبل ان يترك موقعه، نفس الأمر مع هؤلاء يتسابقون في جمع الأموال الحرام قبل أن تبدأ الدولة في تفعيل استراتيجية مكافحة الفساد التي أعلن عنها الرئيس السيسي والتي تستمر علي مدي أربع سنوات. الرئيس السيسي في تصريحات له قال: إن المصريين بيدهم القضاء علي الفساد من خلال منع ورفض الرشوة، فلا يجوز مثلا عند قضاء مصلحة ما التورط في دفع رشوة.. وأقول للرئيس: المواطن للأسف مضطر لذلك للحصول علي حقه.. لذلك أتمني عليكم إرسال مندوب من طرفكم أو التنبيه علي الأجهزة الرقابية أن تنزل من مكاتبها لرصد المعاناة التي يعانيها المواطن في قضاء مصالحه التي للأسف لايستطيع الحصول عليها إلا بالرشوة.. والتي تجعله في النهاية يكفر بكل شيء حوله.. وتجعله يردد مقولة: مفيش فايدة.. البلد دي لن ينصلح حاله.. فالأوضاع كما هي.. لم ولن تتغير إلي أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.