من الأعماق

الشعب يريد القضاء علي الفساد

عقلي لا يستطيع استيعاب كل هذه الموجان المتلاحقة من قضايا الفساد التي يتم الكشف عنها يوما بعد يوم.. ورغم انني بحكم عملي الصحفي كنت أعلم الكثير من قضايا الفساد لكني اعترف أنني لم أكن أتخيل ان تكون مصر تسبح في بحر الفساد الذي يحسب للثورة الفضل الأول والأخير في الكشف عنه.
الفساد كان ينخر في كل أنحاء المعمورة بداية من مؤسسة الرئاسة مرورا بالوزارات والهيئات والشركات والمحافظات والادارات وانتهاء بأبسط عامل في أي جهة.. نما الفساد وترعرع في أحضان الحكومة برعاية كبار الفاسدين الذين مصوا دماء الشعب المغلوب علي أمره.. انتشر الفساد في خلايا سرطانية بسرعة البرق فكانت الرشوة والمحسوبية لقضاء المصالح علي طريقة »فتح مخك«.. اذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز.. الجنيه غلب الكارنيه... غابت القيم والمبادئ والدين والاخلاق وانطفأت معها شمس الحقيقة وتلاشي النبلاء والمحترمون وتمت قوقعة الشرفاء والمتفوقين وضاعت الحقوق وظهر الفساد في البر والبحر.. أصبح لكل شئ تسعيرة.. وأصبح لكل وظيفة تأشيرة وكان للغلبان المسكين رب كريم.
أوهمونا أن بلدنا فقيرة وأننا يجب ان نشد الحزام علي البنطون وندفع الضرائب ونعيش سنوات عجافا حتي يأتي الفرج وهم ينهبون خيرات البلد ويسلبونها من أعز ما تملك وحلبوها وسرقوا كل أموالها وخيراتها وهم يتغنون لها »مصر هي أمي« وكلنا فداك يامصر يا أحلي أسم في الوجود.
سنوات طويلة ومصر تسرق وتنهب وهي صامدة وتقف شامخة دو انهيار.. الكل يقطع فيها ويمزق من جسدها إربا إربا ولم تنهر، يذبحون فيها ليل نهار ولم تمت.. بالفعل لو حدث هذا السلب والنهب لأي دولة في العالم لانهارت وسقطت وتلاشت من الوجود.. وصدق رئيس وزراء بريطانيا الاسبق عندما سألوه ما البلد الذي تتمني أن تحكمه، أجاب مصر.. قالوا لماذا؟ أجاب لانها البلد الوحيد الذي ينهب منذ 7 آلاف سنة ولازال صامدا!! أجاب قائلا: مصر أغني دول العالم لأنها تنهب منذ 7 آلاف سنة ومازال شعبها أحياء حتي الآن!!
فعلا لازال أبناء الشعب المصري أحياء وفجرت الثورة وفجرت انتفاضة الشباب الثورة الكامنة علي الظلم والظالمين والفاسدين لتبدأ مصر بإذن الله عهدا جديدا سيعود بالخير الوفير علي الجميع وستصبح مصر بإذن الله من أغني البلاد لأن المبالغ المنهوبة والتي تقدر بحوالي 052 مليار دولار و051 مليار جنيه لو عادت ستجعلنا نعيش في رغد من العيش.