الحملات الإعلامية الممنهجة ضد 'السيسي وضد الدولة' هدفها الابتزاز والتشكيك في كل شيء!! نصابون قبضوا الملايين وشركاء لإسرائيل ومرضي نفسيون يشعلون الحرب علي 'السيسي'.. لماذا؟! لماذا تزيدت حدة الهجمة في ذكري العام الأول لانتخاب مرسي، وكيف استفاد 'الإخوان' منها؟ الجماهير وعت الدرس وأفشلت الحملة وبدأت الحرب المضادة ومقاطعة الكذابين!! لم يكن أمرًا عاديًا.. إنها حملات ممنهجة، تديرها قوي شيطانية، تقدم لك السم في العسل، تتجاهل الحقائق، تغض بصرها عن الانجازات، تنسي أن هناك وطنًا مستهدفًا، وأن المخطط ليس وهمًا أو خيالاً، وأن البلاد تخوض حربًا عاتية تأتيها من الداخل ومن الخارج!! لقد خرج البعض ليزف إلي الجميع عودة مظفرة، تشهر فيها الرماح، والحروب 'الدونكيشوتية'، يتقمص فيها البعض أدوار البطولة الوهمية، كل يريد أن يغسل سمعته علي حساب الآخرين، حتي ولو كان الثمن، هو رأس 'الوطن'!! هؤلاء يتجاهلون أن 'الوطن' لايزال مثخنًا بالجراح، وأن ما يجري حولنا يهدد بغرق الجميع، وأن البلاد تواجه أعتي التحديات وأن الكلمات التي يطلقونها تتحول إلي دانات من التشكيك في كل شيء، بهدف إثارة الإحباط في نفوس رجال تصدوا للمسئولية وحملوا أرواحهم علي أكفهم، وواجهوا كل من يسعي للنيل من ترابها. لم يكن الأمر جديدًا، لكن الجديد هذه المرة هو أن هؤلاء أرادوا تكرار نفس السيناريوهات، وذات الكلمات والمفردات التي استخدموها ضد أنظمة سابقة، فنالت رضا جماهيريا عارمًا، كونها عبرت عن الحقيقة، واستهدفت توعية الجماهير وحشدها في مواجهة الفساد والاستبداد أو استرجاع هوية الدولة المصرية من مغتصبيها. إن أحدًا لا يستطيع أن يشكك في وطنية أيٍّ من الإعلاميين أو الكتاب أصحاب المواقف، الذين يشهد لهم تاريخهم ويدون لهم صفحات ناصعة في الدفاع عن الدولة ومؤسساتها والتصدي للفوضي والمؤامرات ورموزها، لكن ربما غابت 'البوصلة' الصحيحة عن البعض منهم، فانساقوا وراء حرب الإثارة، ظنًا منهم أن ذلك كفيل بتجميع الناس حولهم، لكن الصواب جانبهم، لأن مصر في زمن 'السيسي' حتمًا مختلفة عن فترات سابقة. لقد شملت هذه الحملة أحزابًا وشخصيات يعرف القاصي والداني أنها تمول من الاتحاد الأوربي 'علانية' وإعلاميين وكتابًا يدركون حقيقة الدور الذي يقومون به، لكنها، اصطدمت مع الضمير الجمعي للمصريين، الذين تحركوا علي الفور واعدوا أكثر من 'هاشتاج' علي مواقع التواصل الاجتماعي تدعم السيسي وتفند الأكاذيب وتتصدي للدفاع عن الدولة، وتُقسم أنها قد تعلمت الدرس في السنوات التي تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأن أحدًا لن يضحك عليها مرة أخري بشعارات كاذبة هدفها فوضي عارمة وتدمير مؤسسات الدولة 'الشرطة والجيش والقضاء'. إنني لن أتعرض لمضمون هذه الادعاءات الكاذبة التي بدأت تطل علينا من جديد، فالأولي بأصحابها أن ينظروا لأنفسهم في المرآة جيدًا، وأن يعيدوا قراءة أو سماع ما رددوه بألسنتهم، ولو كان لديهم ضمير حيّ لخجلوا من أنفسهم واعتذروا لجمهورهم الذي انفض من حولهم ولم يبق لهم سوي بعض الأصوات 'النشاز' التي تغرد خارج السرب. وبعيدًا عن هؤلاء الذين يصرون علي أن يبقوا دومًا حالة مثيرة للجدل، أو يبحثوا، عن بطولة زائفة، أو مزيد من الإعلانات لتتكدس الملايين في جيوبهم، فهناك طرف آخر يعرفه الجميع، إنه المستفيد الأول من حملات التشكيك ظنًا منه أنها ستعيد إليه الحياة من جديد بعد أن أفلس خطابه وفقد مصداقيته وانفض الناس من حوله، فلجأ للاحتكام إلي السلاح وسيلة للإرهاب وتنفيسًا عن حقد مسموم تجاه الشعب والدولة والرئيس. يدرك هؤلاء جميعًا أن كلامهم وادعاءاتهم لا تمت للمنطقية بشيء، إنها أقرب إلي سموم جماعة 'الإخوان' وأكاذيبهم، يكررونها بنفس اللغة والمفردات، متجاهلين ما جري علي الأرض والتغييرات الجذرية المستهدفة وأولها حماية الدولة من السقوط. وعندما تتجاهل الواقع وتقفز علي الحقائق وتكذب حتي تصدق نفسك فأنت في حاجة إلي 'طبيب نفسي' يعالجك من حالة الانفصام التي تعيشها ويقلل من نسبة 'السواد' التي تكسو قلبك، ويعظم فيك العودة إلي 'روح' الإنسان السوي، الذي لا يري الأبيض أسودًا والعكس صحيح. لقد ابتلينا في أوقات سابقة بنخبة فاسدة ومفسدة، استخدمت كل وسائل الإعلام والصحافة ومواقع التواصل في شن أكبر حملة كراهية في الوطن بعد ثورة 25 يناير ضد أي شيء، وكل شيء، ثم عاد بعضهم يعتذر عن أخطاء ارتكبت، لكنهم سرعان ما عادوا، لقد أعلنوا التوبة ظنًا منهم أنهم سيحصلون علي مكاسب لم يحصلوا عليها في الفترة الانتقالية، فراحوا يبتزون الدولة مجددًا ويعودون إلي ذات المستنقع من جديد. وزراء فشلوا في الحكم بعد أن تم إسناد المواقع إليهم لحسابات سياسية عادوا الآن يطلون بوجوههم من جديد ويقولون: 'إن الدولة مازالت تعيش زمن حسني مبارك'، يكذبون ليعودوا إلي الساحة من جديد، وينسي هؤلاء ويتجاهلون أن السيسي يرفض الابتزاز، ولا يجامل علي حساب الوطن. لقد شن أحد 'المتنطعين' وهو شريك 'لشركة إسرائيلية' حملة ض من أسماهم ب'الدولجية' أي الذين يدافعون عن الدولة وعجبًا لهذا المتناقض الذي احتفل بعيد ميلاد نجله بتورتة تحمل شعار 'يسقط حكم العسكر' بعد أن تم رفض تعيينه في منصب وزاري أيام حكم المجلس العسكري بسبب شراكته مع الشركة الإسرائيلية، فعاد ليكون واحدًا من فريق حملة الرئيس السيسي ظنًا منه أنه سيقبض الثمن، وعندما خرج خالي الوفاض راح يشن حملة مسمومة عن حكم 'العسكريين' الذي مازال سائدًا. ماذا تفعل عزيزي المواطن المصري أمام هذه الحالة وغيرها، وهل هذه هي النخبة المحترمة التي صدعت رؤوسنا بالحديث عن الحرية والديمقراطية، فإذا بها 'سلطة ومهلبية' وادعاءات كاذبة تعبر عن نفوس مريضة مهترئة، لا ضمير لها ولا انتماء يحدها!! هؤلاء وأمثالهم هم الذين بدأوا الحرب الممنهجة، تنطعوا علي المقاهي والفضائيات ومواقع التواصل وأمسك بعضهم بالأقلام المسمومة ولو راجعت كلا منهم لأدركت أن الملف متخم ب'العقد والتشوهات والأمراضي النفسية والأغراض الشخصية، بل والتآمر ضد الدولة الوطنية'، راجع الملفات ياعزيزي القارئ، عمليات نصب واسعة بالملايين لبعض المشككين، تعاملات غير سوية مع الآخر، لسان في العلن ولسان في السر، حقد علي الآخرين، انتماء مفتقد للقرية وللوطن، حتي لغة الحياء والأدب مفتقدة لدي بعض المارقين منهم، أراهنك لو استطعت الاستمرار في علاقة إنسانية معهم بعيدًا عن المصالح، هم 'نبت' شيطاني، لا يضرب بجذوره في أرض الواقع، هو بالضبط 'كنبات' متسلق، يترعرع في بيئة غير طبيعية. قد يستطيع أن يضحك علي الناس لبعض الوقت ولكن حتمًا لن يستطيع خداعهم كل الوقت، انظر إلي السياق التاريخي للإنسان ومواقفه عبر أزمنة متعددة، راجع مواقفه الإنسانية قبل الإعلامية أو السياسية، وساعتها ستكتشف الإنسان علي حقيقته، بغض النظر عن ادعاءاته وأكاذيبه. بالأمس كان لأصحاب الصوت العالي 'سطوة'، كانوا يظهرون في صورة الملائكة، ولكي تكون ملاكا في نظر البعض يجب أن 'تشيطن' الآخرين، وهذا هو ما حدث علي مدي السنوات الماضية. من حقك أن تختلف مع النظام وأن تواجه الفساد والاستبداد بكل جسارة وفروسية، وأن تدفع الثمن عن طيب خاطر، ولكن عندما تتجني علي الحقيقة وتمسك بسيف 'دونكيشوت' لتحارب طواحين الهواء وتشكك في الدولة ومؤسساتها لحسابات بعيدة عن حسابات الوطن، ساعتها من حق الآخرين أن يعلنوا الحرب عليك. هذا الوطن ملك لشعبه، وليس لفئة نصبت نفسها 'الراعي الرسمي' تمنح صكوك الثورية والوطنية لمن تريد، وتهيل الثري علي الآخرين، لأنهم يفرقون بين المصداقية والإثارة وبين الوطن والخلاف مع النظام وبين الحاكم الوطني المخلص وبين من يسعي إلي طمس هوية الدولة. ومن عجب أن بعضا من هؤلاء وقفوا في خندق 'الإخوان بل وبعض من يشككون الآن في مصداقية الدولة لإجراء الانتخابات البرلمانية هم من وقفوا جنبا إلي جنب مع 'محمد مرسي' في الفيرمونت وشككوا في كل شيء إلا الإخوان، ثم عادوا ليقنعونا بنظرية 'عاصري الليمون'. هناك من كان مجرد أداة في يد الإخوان، يروج لهم، ويحدثنا عن حق مرسي إكمال فترته، وعن الشرعية والانقلاب، من عجب أيضا أن هؤلاء يتصدرون مشهد 'الكلمنجية' المشككين في كل شيء في الوقت الراهن. إن الأمثلة السابقة، ما هي إلا نماذج 'لولبية'، تتحرك في مساحة محددة، وتنطلق من قنوات وصحف بعينها، متجاهلة عن عمد الواقع الذي عاشته مصر ولا تزال بعد ثورة الثلاثين من يونيو، وتحديدا منذ الاستدعاء الشعبي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وانتخابه رئيسا للدولة بنسبة تزيد علي ال97 % في انتخابات حرة ونزيهة أشاد بها القاصي والداني، وأكدت أننا أمام 'رئيس استثنائي' أوكلت إليه مهام إعادة تحقيق الأمن والاستقرار وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة. لم يكن ذلك هو التفويض الوحيد، فالشعب المصري يمنح الرئيس مع كل أزمة أو إنجاز تفويضًا جديدًا، وثقة بلا حدود، منطلقًا من وعي وإدراك بمخاطر المرحلة الراهنة، والتحديات التي تواجه البلاد، وهي جد خطيرة، لا يستطيع مواجهتها إلا الرجال. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يدرك منذ البداية 'أن هناك من لا يعجبهم العجب'، وهو يعرف تماما أن 'الطابور الخامس' ليسوا فقط هم 'الإخوان'، بل هناك قوي وأشخاص هم بمثابة 'خلايا نائمة' تتلون كما تتلون 'الحرباء'، تبث سمومها وتشكك في كل شيء، ليس بهدف التقويم إن كان ما يرددونه صحيحا وإنما بهدف 'الإثارة'، التي تخدم هدف 'إسقاط الدولة وإشاعة الفوضي'. قلت إنه من العبث القول إن الجميع متهمون، فهناك عناصر تتحدث عن تجاوزات الأفراد وتعممها علي الدولة والمؤسسات، وهؤلاء لا يمكن التشكيك في وطنيتهم، ربما أساءوا التقدير، وخلطوا الأوراق، لكن يجب التفريق بينهم وبين أصحاب الحرب 'الإعلامية' الممنهجة الذين يعرفون ماذا يستهدفون!! غير أنه يغيب عن هؤلاء أن الواقع مختلف، وأن الجماهير وعت وأدركت بفعل التجربة السابقة، أن كثيرا من الذين عادوا يطلون بوجوههم من جديد كانوا سببا في الفوضي التي تعرضت لها البلاد في الفترة التي أعقبت ثورة 'يناير' وحتي ثورة الثلاثين من يونيو. إن أحدا لا يستطيع تجاهل أزمات الواقع ومشاكل الجماهير، كما أن أيا من الكتاب أو الإعلاميين لا يستطيع أن يقدم صورة وردية لكل شيء، فهذا يصطدم حتي مع ما يردده رئيس الجمهورية، الذي يؤكد أن الفساد والمشكلات لا تزال موجودة، لكن هناك فرقًا بين أن تكرس الأزمات وبين أن تسعي إلي حلها، بين أن تتجاهل الفساد وبين أن تقاومه، بين أن تتعامل بالمسكنات، وبين أن تواجه الأزمة مواجهة جذرية. إن ما يفعله الرئيس السيسي ليس هدفه حل المشاكل 'الآنية' فحسب، بل أنه يتعامل بمنطق النظرة الاستراتيجية، يتمثل ذلك في المشروعات الاقتصادية الكبري رغم تكلفتها 'حفر قناة السويس رصف 3200 كيلو متر وإصلاح مليون فدان خلال عام'، ناهيك عن آلية تعامله مع هذه الأزمات والمدة الزمنية التي يحددها للإنجاز السريع. إن الرئيس السيسي ليس في حاجة للدفاع من أحدا وهو بطبعه يبعد المنافقين عنه، ويحذر في التعامل معهم، ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين الدفاع عن الحقيقة والتجني عليها، فتلك مسئولية كل أصحاب الضمير المهني بغض النظر عن موقفهم السياسي أو الخندق الذي ينطلقون منه في التصدي لهذه الحملات المسعورة التي أطلت علينا من جديد. صحيح أن الرئيس لا يكن في قلبه 'حقدًا' لأحد، وهو متابع جيد للخطاب الصحفي والإعلامي، ولكن هناك فرقًا بين أن تنتقد بمسئولية وموضوعية وبين أن تتجني علي الحقائق وتتبني الأكاذيب، وترددها، وأنت تعلم عدم مصداقيتها. والغريب أن هذه الحملة تشتد مع اقتراب نهاية العام الأول لتولي الرئيس السيسي حكم مصر، وهو عام كان زاخرا بالتحديات والانجازات، غير أن الرئيس تعامل مع كل ذلك بمنطق 'يد تبني ويد تحمل السلاح' واستطاع خلال العام الذي مضي منذ توليه المسئولية أن يعيد للدولة توازنها، وهيبتها، وبناء مؤسساتها، وأن يواجه بكل حسم المتآمرين عليها، وأن يحل العديد من المشكلات والاحتقانات الداخلية والخارجية، وأن يواجه الإرهاب بكل حسم، وأن يبني وطنًا تعرض لأخطر الأزمات ولا يزال. ولأن الناس يدركون الحقيقة، ويعرفون أن من يتصدي للمسئولية في هذا الزمان يتحمل ما تنوء عن حمله الجبال، لذلك تجدهم يقفون مع الرئيس ويدعمونه، وانتفضوا علي الفور وتصدوا للمشككين وفندوا إداعاءاتهم، وهو أمر لم يحدث في كثير من الأزمنة السابقة. في هذه المرة، الوضع يبدو مختلفا، ولذلك فإن هذه الحملات تبدو كفقاعات، سرعان ما تنفجر في وجوه أصحابها، وتدفع الجماهير إلي القيام بحملة 'تجريس' لهم، كما حدث علي مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.. وإذا كان المصريون يرددون المثل القائل 'يا سيسي، يا جبل ما يهزك ريح' فإن ذلك تعبير حقيقي عن أن هذا الرجل بات 'المنقذ الحقيقي' لمصر في هذه الفترة التاريخية الخطيرة.. إنه الرجل الذي استرد الدولة من براثن الإخوان والآن يعيد بناءها لا يريد منا جزاءًا ولا شكورًا.