لأن الشمس تشرق في الشرق وتغرب في الغرب، فعلي مايبدو سيبقي الشرق شرقاً بإرثه الحضاري، وسيبقي الغرب غربا بإرثه الاستعماري ! وسيبقي وضوح الرؤية حيث تشرق الشمس، في تعريف الظاهرة الإرهابية المتسترة تارة بالدين أو المذهب، وأخري بدعاوي حرية التعبير والليبرالية ودعوات الفوضي الثوروية أو الأناركية بدعم الغرب ! وستظل ضبابية الرؤية حيث تغرب الشمس، بدليل ' قانون جيسو 'الذي يجرم الإساءة لليهود باسم عدم معاداة السامية، بينما قوانين فرنسا تشجع إهانة الإسلام والمسلمين إعلاميا ببذاءة وبحرية التطاول باسم حرية التعبير.! وبدليل قرار البرلمان الأوروبي مؤخراُ بدعم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر في ازدواج متناقض للمعايير وفي انقلاب واضح علي الديمقراطية وعدوان أوضح علي سيادة القانون واستقلال القضاء، و علي جهود مناهضة الإرهاب الذي يعاني منه الشرق والغرب ! فبينما، يري العرب والمسلمون في الشرق أن العدوان العسكري والسياسي الأجنبي والصهيوني المباشر سواء من قوي دولية أو إقليمية علي سيادة أية دولة عربية أو إسلامية لمحاولة فرض إرادته السياسية علي شعوبها فيما يعرف ب' إرهاب الدولة 'هو أبشع أشكال الإرهاب ينبغي علينا مواجهته. وأن التدخل العسكري والسياسي الغربي، بدعم وتسليح وتمويل جماعات إرهابية تسعي لإسقاط أنظمة حاكمة لدول عربية مناهضة للمشاريع الصهيونية، بالمخالفة للمواثيق الأممية والقوانين الدولية، هو من أشكال الإرهاب المدمر للأوطان ينبغي التصدي له.. وأن المحتلين الصهاينة في فلسطين والأميركان ودول إقليمية تابعة يتخملون مسئولية نشأة الإرهاب في العراق وليبيا وسوريا وانتشاره في الشرق وانتقاله إلي الغرب لتحترق أصابعة بالنار التي أشعلها، مثلما رأينا في باريس وبروكسل وبرلين وبقية العواصم الأوروبية الخائفة الآن من عودة الإرهابيين العائدين من سورياوالعراق ! وأن الاحتلال الصهيوني لفلسطين وطرد شعبها بدعاوي تاريخية زائفة و بممارسات عنصرية مرفوضة و عدوانية مدانة في الشرائع الدينية والإنسانية والقانونية، والاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق والعدوان الفرانكو أمريكي علي ليبيا العربية بدعاوي كاذبة وذرائع لايقرها القانون الدولي ولا الشرعية الأممية ولا أقرها مجلس الأمن الدولي، هو أعلي درجات الإرهاب. .. تري واشنطن ودول الناتوالغربية علي العكس من ذلك، أن حق مقاومة الشعوب للإحتلال الأجنبي خاصة الصهيوني والأميركي والغربي الذي كفلته المواثيق الأممية وأقرته الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية بحق الدفاع عن النفس والأرض والعرض، هو الإرهاب الذي ينبغي حشد العالم لمحاربته،. بمنطق مقلوب في المعايير الأطلسية ! كما يري الغرب إشاعة للفوضي أن التآمر الخارجي لاسقاط الأنظمة الوطنية بالقوة بدعاوي ديمقراطية زائفة بالمخالفة للقانون الدولي الذي يعتبر ذلك من أشكال الإرهاب ' قتالا مشروعا ضد الديكتاتورية !!، ' وفقا للقرار الفج للبرلمان الأوروبي مؤخرا بمناصرة الإرهابيين والشواذ في مصر باسم الحريات ' .. كما يعتبر الغرب أيضا أن جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من حلف الناتو وبقوات أمريكية خاصة انتهاكا لسيادة الدول المستقلة لإشعال حروب أهلية في الدول العربية أو الإسلامية الرافضة لمؤامرات الغرب ضد الشرق معارضة سياسية ' معتدلة ' و ' ثوارا من أجل الحرية ' !! ولأن المؤمن لايلدغ من جحر صهيو أمريكي واحد مرتين، فمن حق العرب أن يتساءلوا هل يمكن أن نستعين علي الإرهاب بمن صنع الإرهاب ضد العرب لتهديد العرب ، وباسم الإسلام لتقديم صورة وحشية دموية عن دين السلام، ولضرب الإسلام بأيدي شهود الزورعلي الإسلام؟!.