أكد السفير محمد شاكر, رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية في حواره ل الأهرام المسائي أن الارهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بدولة بعينها, وأن الغرب شهد العديد من العمليات الإرهابية التي تتعلق بجماعات يمينية محلية متطرفة, ومشددا علي أن اتفاقيات حقوق الانسان من السهل استخدامها لتوجيه اتهامات لبعض الدول بشكل كيدي, مشيرا الي أن عدم احترام قرارات الشرعية الدولية وسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب خاصة بالنسبة للنموذج الإسرائيلي إنما تشعل العنف في المنطقة, وفي بعض الاحيان تكون الثورة علي تلك الممارسات الاسرائيلية أمرا مشروعا أمام احتلال الارض وسياسات الاستيطان. فإلي نص الحوار. هل نجح الغرب في التخلص من الارهاب والتطرف؟ ** الارهاب مازال موجودا في الغرب, ففي أمريكا علي سبيل المثال تم تفجير مبان كاملة مثلما حدث في أوكلاهوما كما قامت الجماعات الإرهابية في إيطاليا بقتل رئيس وزرائها الأسبق ووضعته في شنطة سيارة كما, أن هناك جماعات إرهابية في ألمانيا يطلق عليها اسم النازيون الجدد وفي يوجوسلافيا السابقة قبل تفكيكها كانت تحدث إبادة كاملة للمسلمين. * هل تعتقد أن اتفاقيات حقوق الانسان يتم استخدامها من قبل الغرب للضغط السياسي علي دول بعينها؟ ** هناك شكاوي كيدية تحدث أحيانا من قبل الغرب إزاء بعض الدول بدعوي أنها ليس بها حقوق انسان, أو أنها تعامل الاقليات بشكل سييء, وعلينا أن نستيقظ لمثل هذه الاتهامات ونعرف النوايا الحقيقية ومن وراءها فهناك عرف سائد بعدم التدخل في شئون الدول الاخري إلا إذا كان الامر يتعلق بحماية أمن دولة ما أو شعب ما. * ما رأي سيادتكم في موقف الغرب المناصر للعدوان الاسرائيلي علي الحقوق العربية, وما مدي تأثير ذلك علي تنامي ظاهرة الارهاب الدولي؟ ** هناك خرق اسرائيلي مستمر لقرارات الشرعية الدولية فهي تستولي علي أراضي الفلسطينيين وتبني عليها مستوطنات, رغم أن فلسطين بلد محتل وفقا للقوانين الدولية, كما أن اسرائيل تمتلك أسلحة وقنابل نووية ولا تقبل التفتيش الدولي, هذا السلوك الاسرائيلي يجعل الناس تثور علي هذه الاوضاع غير العادلة, خاصة أن إسرائيل تعيد توطين يهود أوروبا واليهود من جميع أنحاء العالم في هذه الأراضي, وهناك خلط ينبغي أن نشير اليه وهو أن الثورة علي هذه الاوضاع أمر مشروع وليس ارهابا. * د. بطرس غالي أمين عام الأممالمتحدة الاسبق صرح أخيرا بان الاممالمتحدة تستغل مباديء حقوق الانسان للتدخل في الشئون الداخلية للدول, ما رأيكم في ذلك؟ ** من السهل جدا استخدام اتفاقيات حقوق الانسان لتوجيه اتهامات لبعض الدول بأنها لا تحترم تلك الحقوق ومن السهل أيضا آصدار قرارات بذلك وبالأغلبية, ولذا ينبغي أن نرد علي أي اتهامات توجه إلينا ونتابع ذلك في جنيفوالاممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وجميع الاجتماعات الخاصة بحقوق الانسان. * ما رأي سيادتكم فيما يثار أخيرا عن ضرورة حماية مسيحيي الشرق؟ ** في رأي ان المسيحيين في جميع الدول العربية يعيشون حياة عادية مثل المسلمين ويصلون إلي مناصب مرموقة, وربما الاستثناء الوحيد نجده في العراق وهو ناجم عن الغزو الامريكي وما أسفر عنه من أعمال عنف وارهاب منذ الاحتلال عام2003, أما باقي العالم العربي فأوضاع المسيحيين به جيدة. * لماذا لم تنجح الديمقراطية في حماية المجتمعات الغربية من التطرف والارهاب؟ هناك جماعات يمينية متطرفة في الغرب تقترف جرائم الارهاب باسم عقائدهم ويلجأون للعنف ضد الاخر الذي لاينتهي لهذه العقائد, وهناك دول كثيرة لديها ديمقراطيات وتدعي أن اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة فكيف تكون دولة محتلة ومغتصبة أراض ومرتكبة لكل صنوف الاعتداءات ضد الفلسطينيين ديمقراطية, اسرائيل ايضا تعاني التطرف والذي قتل رابين هو متطرف والذي قتل كنيدي في الولاياتالمتحدة ارهابي أيضا. * كيف نواجه ادعاءات الغرب الخاصة بحقوق الانسان؟ ** ينبغي أن نواجه هذه الادعاءات بشكل مستمر ونرد عليها وإذا كان الغرب يقيم حقوق الانسان لدينا ينبغي ان نصدر نحن أيضا تقارير ترصد حقوق الانسان في العالم فلدينا هيئات حقوق انسان في مصر وخبراء ودبلوماسيون يحتكون بالعالم الخارجي لذا أقترح أن نصدر تقريرا سنويا يرصد أوضاع حقوق الانسان في العالم ونرصد ما يفعله الغرب ازاء تلك الحقوق. * ما هي أهم الانتهاكات التي ارتكبها الغرب أخيرا والتي تريد سيادتكم لفت نظرهم إليه؟ ** أكبر انتهاك ارتكبته امريكا علي سبيل المثال معتقل جوانتانامو فليس من الانسانية ان يتم عزل متهمين في جزيرة للحصول علي اعترافات منهم بالتعذيب دون توجيه اتهامات محددة لهم أو محاكمتهم بشكل علني.