قال رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي المملكة العربية السعودية، جاءت في إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين علي ضوء علاقات الأخوة الوطيدة، وحماية الأمن القومي العربي. وأشار 'محلب' إلي أن العلاقات المصرية - السعودية تشهدا تطورا كبيرا، وأن مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الداعمة لمصر ليست مجالا للمزايدة، كما أنها ليست وليدة اللحظة. وأشاد محلب، في حديث أجراه مع الكاتب الصحفي مصطفي بكري بجريدة الأسبوع، بدور دول الخليج العربي في دعم مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي المزمع انعقاده خلال هذا الشهر، لافتا إلي أن المؤتمر سيشهد مشاركة 60 دولة بحضور ألفي ضيف ومستثمر من البدان العربية. وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة ستتقدم ب22 مشروعا استثماريا كبيرا إلي المؤتمر و7 مشروعات مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، بالإضافة إلي 7 مشروعات أخري للقطاع الخاص، مشيرا إلي أن هناك 70 فرصة استثمارية أخري سوف تجري دراستها بعد المؤتمر الاقتصادي. وأكد أن حجم المشروعات الاقتصادية والاستثمارية في مشروع محور قناة السويس، الذي يبلغ 142 كلم، سيكون مهولا ومذهلا، معتبرا أن مصر مقبلة علي مرحلة مهمة في تاريخها، وأن استقرار الأوضاع في البلاد واصطفاف الجماهير سوف يجعل من مصر دولة عملاقة خلال ثلاث سنوات فقط. وقال رئيس الحكومة: 'إن المصريين يعيشون لحظة تاريخية فارقة، والشعب المصري يواجه تحديات عديدة، إلا أن من يعرف هذا الشعب يدرك مدي قدرته علي التحدي والتصدي، وهو الشعب الذي استطاع أن يستعيد دولته رغم الإرهاب، وأن يُفشل المؤامرة رغم خطورتها، وأن يلتف حول قائده، ويحدث حالة من الاصطفاف الوطني أبهرت الجميع'. ولفت إلي أن تاريخ الشعوب الأخري مثل ألمانيا واليابان، اللتين تعرضتا تحديدا لظروف أمنية واقتصادية صعبة أدت إلي انهيار الدولة بهما، يدرك أن إرادة الشعوب قادرة علي فعل المستحيل، مؤكدا أن الشعب المصري هو شعب منتمٍ إلي أرضه وبلاده، وينسي مشاكله ويلتف حول قيادته في الأزمات، علي نحو ما جار فيما بعد الثالث من يوليو 2013'. وأكد رئيس الوزراء أن الدور الذي قام به الجيش المصري والشرطة في مواجهة الإرهاب كان دورا فاعلا ومتميزا وقويا، حيث قدموا أغلي التضحيات في مواجهة الإرهاب في سيناء وفي كل مصر، مشددا علي أن مؤامرة كانت تستهدف إسقاط الدولة ونشر الفوضي، إلا أن إرادة الشعب ومؤسسات الدولة المختلفة والتفاف الجميع حول الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن يجهض المؤامرة، خاصة بعد أن ثبت أن المخطط لا يستهدف مصر فقط، بل يستهدف المنطقة بأسرها. وأشاد محلب بالدور الذي قامت به طلائع من الجيش المصري ضد عناصر الإرهاب في ليبيا ثأرا للذين ذبحوا علي أيديهم، وقال: 'إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة، السريع والمفاجئ أحدث حالة من الارتياح الكبير في الشارع المصري، وأعطي الطمأنينة للمصريين مجددا بأن خلفهم قائدا وجيشا لا يمكن أن يسمحا بالتفريط في كرامة مصر وأمنها واستقرارها'. وأبدي رئيس الوزراء دهشته من انتقاد البعض للرد المصري علي الإرهاب في ليبيا، وقال: 'مصر لم تخالف القانون الدولي في دفاعها عن أمنها وعن أبنائها، خاصة أن ميثاق الأممالمتحدة يعطي للدول الحق في الدفاع الشرعي عن نفسها، كما أن الرد جاء بالتنسيق مع الحكومة الليبية الشرعية'. وطالب محلب بعض أطراف المجتمع الدولي بالتخلي عن الازدواجية في المواقف تجاه ظاهرة الإرهاب، مشددا علي ضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة وتجفيف المنابع التي تدعم الإرهاب في ليبيا أو في مصر أو في أنحاء المنطقة والعالم بأسره. وأضاف قائلا: 'لقد حذر الرئيس السيسي أكثر من مرة من أن الإرهاب لا وطن له، كما حذر الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله عليه من أن العالم قد يكتوي بنار الإرهاب، ولذلك رأينا وشاهدنا ما جري في فرنسا، وهو أمر أدانته مصر بكل شدة، وأبدت استعدادها للتعاون مع الحكومة الفرنسية في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم'. وأكد 'محلب' أن قانون الكيانات الإرهابية الذي صدر مؤخرا سيجري تفعيله علي الفور بهدف تجفيف منابع الإرهاب واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمواجهة هذه الكيانات التي تشارك بشكل مباشر في دعم الإرهاب. وقال: 'إن مصر دولة تحترم الدستور والقانون، وإن القضاء المصري قضاء عادل ونزيه ومستقل، ولذلك يتابع هذا القضاء كل كبيرة وصغيرة علي أرض مصر، والحكومة لا تتستر علي أي تجاوزات أيا كانت، وهو ما أكده الرئيس أكثر من مرة، إلا أن التحقيق في ذلك يرجع إلي القضاء وليس إلي أي أحد آخر'. وأضاف محلب: 'إن مصر مصممة علي إجراء الانتخابات البرلمانية لإنهاء الاستحقاق الثالث من خريطة المستقبل'، مشيرا إلي أن نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تقل أبدا عن نزاهة الانتخابات الرئاسية'.