طلائع الجيش يتعادل سلبيا مع الجونة فى صراع المنطقة الدافئة بالدوري    وزير التعليم يلتقي الرئيس التنفيذي للمجلس الثقافي البريطاني    زراعة الإسماعيلية تنظم ندوة عن دعم المُزارع (صور)    صراع الكبار على المنصب الرفيع، تفاصيل معركة ال 50 يوما فى إيران بعد مصرع الرئيس    30 صورة من العرض التاريخي لملابس البحر ب "أمهات" السعودية    محمد صلاح ضمن المرشحين للتشكيل المثالي في الدوري الإنجليزي    تفاصيل معاينة النيابة لمسرح حادث غرق معدية أبو غالب    الشعلة الأولمبية على سلالم مهرجان كان السينمائي (صور)    عليه ديون فهل تقبل منه الأضحية؟.. أمين الفتوى يجيب    اعرف قبل الحج.. ما حكم نفقة حج الزوجة والحج عن الميت من التركة؟    دراسة علمية حديثة تكشف سبب البلوغ المبكر    الشاي في الرجيم- 4 أعشاب تجعله مشروبًا حارقًا للدهون    رئيس البرلمان العربي يشيد بتجربة الأردن في التعليم    الأمن العام يكشف غموض بيع 23 سيارة و6 مقطورات ب «أوراق مزورة»    البحوث الفلكية: الأحد 16 يونيو أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    قرار جديد ضد سائق لاتهامه بالتحرش بطالب في أكتوبر    حزب الله يشدد على عدم التفاوض إلا بعد وقف العدوان على غزة    «رفعت» و«الحصري».. تعرف على قراء التلاوات المجودة بإذاعة القرآن الكريم غدا    مدير مكتبة الإسكندرية: لقاؤنا مع الرئيس السيسي اهتم بمجريات قضية فلسطين    محمد عبد الحافظ ناصف نائبا للهيئة العامة لقصور الثقافة    كيت بلانشيت ترتدي فستان بألوان علم فلسطين في مهرجان كان.. والجمهور يعلق    مصر تدين محاولة الانقلاب في الكونغو الديمقراطية    تكنولوجيا رجال الأعمال تبحث تنمية الصناعة لتحقيق مستهدف الناتج القومي 2030    أستاذ بالأزهر: الحر الشديد من تنفيس جهنم على الدنيا    خصومات تصل حتى 65% على المكيفات.. عروض خاصة نون السعودية    "هُدد بالإقالة مرتين وقد يصل إلى الحلم".. أرتيتا صانع انتفاضة أرسنال    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد سير العمل والخدمات الطبية بمستشفى الحسينية    «منقذ دونجا».. الزمالك يقترب من التعاقد مع ياسين البحيري    وزيرة الهجرة: نحرص على تعريف الراغبين في السفر بقوانين الدولة المغادر إليها    سامح شكرى لوزيرة خارجية هولندا: نرفض بشكل قاطع سياسات تهجير الفلسطينيين    عبارات تهنئة عيد الأضحى 2024.. خليك مميز    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    جنايات المنصورة تحيل أوراق أب ونجليه للمفتى لقتلهم شخصا بسبب خلافات الجيرة    «نجم البطولة».. إبراهيم سعيد يسخر من عبدالله السعيد بعد فوز الزمالك بالكونفدرالية    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. والاحتلال يعتقل 14 فلسطينيا من الضفة    محافظ أسيوط: مواصلة حملات نظافة وصيانة لكشافات الإنارة بحي شرق    زراعة النواب تقرر استدعاء وزير الأوقاف لحسم إجراءات تقنين أوضاع الأهالي    لمواليد برج الثور.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    وزارة العمل: افتتاح مقر منطقة عمل الساحل بعد تطويرها لتقديم خدماتها للمواطنين    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    جيفرى هينتون: الذكاء الاصطناعى سيزيد ثروة الأغنياء فقط    أمين الفتوى: قائمة المنقولات الزوجية ليست واجبة    العثور على جثة طفل في ترعة بقنا    أبو علي يتسلم تصميم قميص المصري الجديد من بوما    "لم يحققه من قبل".. تريزيجيه يقترب من إنجاز جديد مع طرابزون سبور    أفضل نظام غذائى للأطفال فى موجة الحر.. أطعمة ممنوعة    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    الخميس المقبل.. فصل التيار الكهربائي عن عدة مناطق في الغردقة للصيانة    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    وزير الأوقاف: انضمام 12 قارئا لإذاعة القرآن لدعم الأصوات الشابة    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    عمر العرجون: أحمد حمدي أفضل لاعب في الزمالك.. وأندية مصرية كبرى فاوضتني    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: مصر المكون الرئيسي الذي يحفظ أمن المنطقة العربية    انتظار مليء بالروحانية: قدوم عيد الأضحى 2024 وتساؤلات المواطنين حول الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار تنشر لأول مرة في كتاب الصندوق الأسود' ل مصطفي بكري.. خناقة عمر سليمان وسوزان مبارك بسبب زيارة جمال للمخابرات.. سر التقرير الأمني الذي أوصي بسفر جمال للخارج لأن 'البلد مش مستحملة'

'الصندوق الأسود عمر سليمان'، كتاب جديد، للكاتب الصحفي مصطفي بكري، وهو باكورة مشروع النشر في 'اليوم السابع' الكتاب صدر في الأسواق وتقدم 'اليوم السابع' حلقات مختارة منه، ويحوي مفاجآت ويكشف أسرارا وتفاصيل يخطها مصطفي بكري عن رواية عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، وتكشف ما خفي في مرحلة ما قبل وأثناء وما بعد ثورة 25 يناير.ويجيب الكاتب عن تساؤلات عديدة مثلت علامات استفهام كبيرة للكثيرين: - لماذا اتفق الإخوان والأمريكان علي إسقاط الدولة في مصر؟! - ملف التوريث سر الأزمة بين عمر سليمان وجمال مبارك - برلمان 2010 والخلاف بين عمر سليمان وأحمد عز - تفاصيل ما جري بعد رحيل مبارك وأسرار العلاقة بين المشير طنطاوي وعمر سليمان - أسرار المرض وأين الحقيقة في وفاة عمر سليمان؟ كما يتناول الكتاب بجرأة ويجيب بكل موضوعية علي سؤال الساعة.. هل كانت 25 يناير
ثورة أم مؤامرة؟ تمهيد كان رجل مخابرات من طراز فريد، ضابط من أصول صعيدية، عائلته تضرب بجذورها في مركز 'قفط'، محافظة قنا، كان يحلو له دائمًا عندما يقابلني أن يقول لي: 'أهلاً يا أبو البلديات'. كان عمر سليمان يعتز بصعيد مصر، إلا أنه ومنذ أن غادره صغيرًا انهمك في الحياة وأعبائها، نسي حتي نفسه، لكنه ظل دومًا محتفظًا بقيم الأصالة والوفاء والنقاء. عندما تضيق به الأحوال كان يذهب إلي استراحة وادي النيل التي تطل علي النهر القادم من الجنوب، يجلس هناك وحيدًا، يفكر بعمق، يمضي بخياله إلي ربوع الوطن، يتنفس سحر الحياة التي عشقها علي أرض مصر. كان يمضي إلي 'درب البرابرة'، يغوص في وسط القاهرة، يتجول وحيدًا، بلا حراسة، يتفرس وجوه الناس، كان مغرمًا بالأنتيكات والزخارف القديمة، إنها تذكّره بزمن مضي، لكنه يحنّ إليه دومًا، وعندما يعود إلي المنزل كان يروق له أن يستمع لأغاني محمد فوزي. بين الحين والآخر كان يمضي إلي مدينة 'فايد' بالإسماعيلية، إلي شقته القديمة التي عاش فيها منذ كان ضابطًا بالفرقة 18 بالجيش المصري، مغرم هو بصيد السمك، يمضي إلي البحر، ويلقي بسنارته، يصبر كثيرًا، ويسعد كثيرًا ساعة أن تغمز السنارة، فيسحبها رويدًا رويدًا إلي شاطئ البحر. كان يتردد كل خميس في بدايات عمله بالمخابرات العامة إلي محل 'جاد' للفول والطعمية في شارع رمسيس، يذهب مع سائقه ويتناول معه السندويتشات التي كان يقول عنها دومًا: 'هي دي الكباب الشعبي بجد'! كان مغرمًا بالتفاصيل، وكان عاشقًا للوطن، بعد الثورة كان يبدو حائرًا، قلقًا علي الحاضر والمستقبل، وفي يوم ما، بعد أن ازداد لهيب النار واشتعلت الحروب، وسادت الفوضي، مضي إلي بيته، كان غاضبًا، الدموع كادت تنهمر من عينيه، وقال لأسرته: 'دي موش مصر اللي بعرفها'. في هذه الفترة وتحديدًا بعد تخلي الرئيس حسني مبارك عن الحكم بفعل الضغوط الشعبية، وموقف الجيش المصري، ظل عمر سليمان يتردد علي مكتبه القديم بمبني المخابرات العامة، لقد تعوَّد أن يذهب إليه يوميًا، يمضي فيه أغلب الوقت، ثم يعود في وقت متأخر مساء ليجلس مع أبنائه وأحفاده. كانت ابنته رانيا، وزوجها عبد الحميد، نجل الشهيد أحمد حمدي، يقطنان معه داخل مسكنه في التجمع الخامس، وكان أول شيء يفعله عند دخوله منزله هو الجلوس مع أحفاده الصغار،
لقد تعود عليهم، وتعودوا عليه. وكانت داليا، ابنته الأخري، زوجة المهندس فرج أباظة تسكن في المهندسين، وكان يطمئن عليها يوميًا ويسأل عن الأحفاد، أما عبير، ابنته الثالثة، فقد كانت مع زوجها السفير أيمن القفاص الذي كان يعمل في إحدي المؤسسات المالية الدولية خارج مصر في هذا الوقت. كان مرتبطًا ببناته وأحفاده وزوجته، وكان دائمًا يقول لهم: 'أنا ظالمكم معايا، لكن عذري أن وقتي وجهدي هو لمصر'، كانت أسرته تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تنتهي فيه خدمته بعد أن أعطي كل عمره للوطن، والقوات المسلحة، والمخابرات الحربية والعامة علي السواء. يوم أن استمعت ابنته 'داليا' إلي خبر تعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية في الخامسة من مساء السبت 29 يناير 2011 من راديو السيارة، أجهشت بالبكاء، فقد كانت تدرك خطورة الموقف في هذه اللحظة. كان عمر سليمان كتومًا، وحريصًا، الكثير من الأسرار لم يكن أحد من أسرته يعرف بها، حتي عندما تعرّض لمحاولة اغتيال متعمدة في 30 يناير، في أثناء الثورة، لم يعلم أحد من أفراد أسرته بالحادث- سوي زوجته- إلا بعد أن أذاعته شبكة 'فوكس نيوز' الأمريكية. كنت قد تعرّفتُ علي اللواء عمر سليمان منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، كان يتحدث معي بصراحة ووضوح في كثير من الأزمات التي عاشها الوطن في هذه الفترة، كان دائمًا يقول: 'إن أكثر ما يخيفني علي مصر وعلي الرئيس، هو بعض المحيطين به والذين يتصرفون في البلاد وكأنها عزبة'! وعندما كنت أسأله عن جمال مبارك وعن الآخرين وعن التوريث كان يقول دومًا: 'مصر أكبر من كل هؤلاء، ولن يستطيع أحد أن يجبر المصريين علي شيء لا يقبلون به'. وكان عمر سليمان يعرف أن ملف التوريث فيه مقتل للنظام ونهاية له، كان حريصًا، يقرأ المستقبل بعيون الوطن، كان يحذر، لكنّ أحدًا لم ينصت إليه، كان يقول إن هذا الملف هو الخطيئة المسكوت عنها، وكان علي ثقة بأن الأمر لن يمر بسهولة، في عام 2006 تحدث مع الرئيس مبارك بكل صراحة ووضوح، وقال له: 'ياريت جمال مبارك يسافر بره شوية'، وعندما سأله الرئيس: 'طب ليه؟'، رد عليه عمر سليمان بالقول: 'الناس كلامها كتير، وأنا خايف عليه، والبلد مش مستحملة'! أدرك الرئيس المعني جيدًا، صمت، لم يرد، كانت الضغوط لا تتوقف من قِبل سوزان مبارك علي الرئيس، كانت تريد نجلها وريثًا للحكم في البلاد، لكن مبارك كان يتردد كثيرًا، ويقول للمقربين منه: 'أنا خايف عليه.. ده ميقدرش علي مصر، والبلد أوضاعها صعبة'. ظل بعيدًا عن الأضواء، وعن الصراعات التي تزايدت حدتها داخل مؤسسات الدولة، ومع ذلك كان كثير من المحللين يقولون دومًا: 'إنه الرجل الأقوي في مصر، والمرشح الأكثر حظًا لخلافة مبارك'، كان يمسك بالعديد من الملفات الداخلية والعربية والدولية، وكان يمضي دائمًا جنبًا إلي جنب مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في زياراته الخارجية إلي دول العالم. عندما قالت عنه 'الديلي تليجراف' إنه المرشح لخلافة مبارك، وعندما أكدت علي ذلك 'الفانيانشال تايمز' التي كانت تسميه 'رجل دبلوماسية الغرف المظلمة'، كان جمال مبارك وحاشيته داخل القصر، يعدون المزيد من المؤامرات التي استهدفت إبعاده. عندما اختاره مبارك مديرًا للمخابرات العامة في 4 مارس 1991، جاء محملاً بتاريخ طويل في المؤسسة العسكرية، كان آخر حلقاته رئاسة جهاز المخابرات الحربية، لم يكن أحد يعرف عنه شيئًا، كان يقول دومًا: 'في بلد
كمصر، أنت كالفراشة عندما تقترب من النور والأضواء ستحترق حتمًا وبلا جدال'. وعندما نشرت له صورة في فترة التسعينيات، اتصل بي مسؤول كبير في جهاز المخابرات، وقال لي: 'الوزير عمر يترجاك ألا تنشر له أية صور شخصية'، لم أبد دهشة أو استغرابًا، كنت أعرف أن هناك تعليمات صارمة للصحف بالابتعاد عن هذا الملف. كان صامتًا في أغلب الأحيان، ملامحه الصعيدية الجامدة كانت تمنحه هيبة كبيرة في جميع الأوساط، كان ملمًا بالأوضاع ومحللاً عميقًا للأحداث، إنه الرجل الذي قال عنه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك: 'استوقفني في كل لقاء جمعني بالوزير عمر سليمان، دقة تحليلاته، وبعد نظره، وقوة التزامه الشخصي، والعزم في خدمة مصر'. كان رجل المخابرات الأول الذي وصفته أمريكا بأنه الأكثر دهاء، وكان المصريون يسمونه 'الرجل الغامض' الذي يمتلك وحده مفاتيح الصندوق الأسود.وحديث 'الصندوق الأسود' جاء من خلال لقاء عشاء حضره عدد من أصدقائه المقربين، وكان من بينهم اللواء طوسون دعبس، أحد كبار رجال المخابرات العامة السابقين، الصديق المقرب من عمر سليمان، وأحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، ود.نبيل دعبس، ود.صبري، مدير مستشفي وادي النيل. لقد قال عمر سليمان، وكان ذلك في شهر مارس من عام 2012: 'إذا جماعة الإخوان متعدلوش، أنا الصندوق الأسود وهطلع اللي عندي'. في هذه اللحظة تدخل اللواء طوسون وقال له: 'بلاش يا فندم الجملة دي تتقال مرة ثانية، لأنها خطيرة جدًا، وممكن تودي بحياتك'. قال عمر سليمان: 'أنت تعرف يا سيادة اللواء طوسون أني مبخافش'. قال اللواء طوسون: 'ولكن أنت كانت عندك أسرار الدولة كلها وده هيفتح عليك نار جهنم'. كان عدد الحاضرين في هذا اللقاء نحو ثمانية أشخاص، ثم سرعان ما ترددت هذه العبارة في العديد من وسائل الإعلام، وأثارت ردود أفعال كبيرة، لكن الأخطر هو الذي عكسته ردود أفعال جماعة الإخوان الذين أصابهم الرعب والفزع من 'الصندوق الأسود' الذي يمتلكه عمر سليمان. كان الرجل ملمًا بملفات عديدة، ويذكر أنه بعد انقلاب أمير قطر علي والده في عام 1995 اتصل به أمير قطر الجديد الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، وطلب من الرئيس مبارك التدخل لدي والده لتقديم المبالغ المقيدة باسمه في بنوك سويسرا وتحويلها للحكومة القطرية، خاصة أن البلاد كانت تعاني من أزمة اقتصادية، وتحتاج إلي المال لتسيير الأمور. قال مبارك لأمير قطر: سأرسل لكم اللواء عمر سليمان ليسمع منكم ما هو المطلوب بالضبط. وسافر عمر سليمان إلي الدوحة في هذا الوقت، والتقي الأمير الجديد، وسأله ماذا يريد بالضبط، فقال له الأمير: 'أنت شخصية محترمة والوالد يحبك ويقدرك، أرجو منك أن تتدخل لديه لأن موقفنا المالي سيئ جدًا'! وبالفعل سافر عمر سليمان إلي سويسرا، والتقي أمير قطر السابق الشيخ خليفة آل ثان، وشرح له الموقف، إلا أن الشيخ خليفة قال له إنه غاضب علي نجله وما فعله معه. فقال له عمر سليمان: أرجو أن تمنحهم 3 مليارات دولار علي الأقل، حتي يتمكنوا من سد الاحتياجات الرئيسية لهم. وبعد حوار وجدل طويل، وافق الشيخ خليفة علي تقديم 2 مليار دولار، ويومها قال: 'أنا سأدفع هذا المبلغ تقديرًا لحضورك عندي هنا، وأنا أقدر الرئيس مبارك ولا أستطيع أن أرفض له شيئًا'. وبالفعل تم تحويل المبلغ إلي حكومة قطر، وتوجه أمير قطر الجديد بالشكر إلي الرئيس مبارك، وإلي اللواء عمر سليمان علي هذا الموقف.
كان عمر سليمان يحزن عندما كان يري أن البعض يغالط الكثير من الحقائق، ويردد الكثير من الأكاذيب، وعندما قام وفد شعبي بزيارة إثيوبيا بعد ثورة 25 يناير راح البعض يردد كلام 'زيناوي' الذي اتهم عمر سليمان بالعجرفة، وحمله مسؤولية تردي العلاقات بين مصر وإثيوبيا. يومها سألت عمر سليمان عن ذلك فقال: 'يعني زيناوي يتهمني بالعجرفة وأهلي يصدقون الغريب، للأسف زيناوي كان معاديًا لمصر، ويتحمل وحده مسؤولية ما آلت إليه العلاقات المصرية الإثيوبية بسبب إصراره علي بناء سد الألفية، والانتقاص من حق المصريين في كمية المياه المحددة بمقتضي الاتفاقات الدولية'. وقال عمر سليمان: 'كيف يتصور البعض أنني أعمل ضد مصلحة بلدي، لقد بذلت كل ما في وسعي من أجل هذا الملف علي وجه الخصوص'. وحكي عمر سليمان أصل الحكاية بالقول: رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي كانت لديه قناعة بأن مصر تساند إريتريا ضده بهدف إسقاط نظامه، وأن مصر كانت تهدف إلي السيطرة علي أفريقيا من خلال مساندة طرف ضد طرف آخر. وقال: 'إن مصر كانت ضد فكرة سد الألفية من الأساس، وإن ذلك كان سبب غضب إثيوبيا من مصر'، لأنها رأت أن الحكومة المصرية وعمر سليمان تحديدًا يعرقل خطوات إثيوبيا نحو بناء هذا السد.وقال عمر سليمان إن اجتماعًا عقد بين الرئيس مبارك و'زيناوي' بحضوري، وإن 'مبارك' قال ل'زيناوي': 'إن مصر لن تسمح بالمساس بحصتها في مياه نهر النيل'، وطالبه بضرورة الالتزام بالاتفاقيات الخاصة بذلك. وفي أثناء الحديث قام 'مبارك' بتوجيه سؤال إلي عمر سليمان، وقال له: 'هتعمل إيه يا عمر لو أصرت إثيوبيا علي بناء السد'. رد عمر سليمان بالقول: لن نسمح أبدًا ببناء السد.ثم سأله مرة أخري، وقال: 'يعني هتعملوا إيه؟'. قال عمر سليمان: لو تم بناء السد رغمًا عنا سنضطر إلي تفجيره، و'احنا جاهزين'. لم يعلق 'زيناوي' علي كلام عمر سليمان، لكن ملامح القلق والغضب ظهرت علي وجهه، ومنذ هذا الوقت لم يجرؤ 'زيناوي' علي القيام بخطوة بناء سد الألفية إلا بعد سقوط نظام مبارك. العادلي يراقب سليمان ومع صعود نجم عمر سليمان كان يعرف أن هناك من يسعي إلي الإيقاع به، كان عمر سليمان يعرف أن حبيب العادلي كان يراقبه ويتابع خطواته، وعندما قرر وزير الداخلية إبعاد اللواء صلاح سلامة، رئيس جهاز أمن الدولة، من موقعه، قال ل'مبارك' في هذا الوقت: 'ده صاحب عمر سليمان، ولو أردت مراقبة عمر سليمان لن أستطيع'. ولم يكن حبيب العادلي وحده الذي يتابع عمر سليمان بلا سبب حقيقي، بل إن د.زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، في هذا الوقت سعي لإبعاد د.وليد دعبس من موقعه كأمين لرئاسة الجمهورية، وعندما قيل ما السبب، قال: 'لأنه رجل عمر سليمان في مؤسسة الرئاسة'. وخلال إحدي زيارات الرئيس مبارك إلي الخارج، جاء عمر سليمان بالدكتور زكريا عزمي، والدكتور وليد دعبس وجهًا لوجه في الطائرة الرئاسية، وقال لزكريا عزمي:
'أنا لست في حاجة لتكون لي عيون داخل رئاسة الجمهورية، لأنني أعرف واجباتي جيدًا، وأنا أستطيع أن أقول لك كم عدد خلايا جسمك، عليك أن تعرف أنني علي رأس جهاز المخابرات، وأنا لست في حاجة لأحد للمساعدة'. وقد حذر عمر سليمان يومها زكريا عزمي من مغبة اضطهاد د.وليد دعبس بحجة أنه من رجاله، وقال: 'أتمني ألا نأخذ الناس بالباطل علي العاطل'، وعمر سليمان ليس في حاجة إلي رجال داخل مؤسسة الرئاسة. كان الإخوان قد سبق أن عرضوا علي عمر سليمان في شهري فبراير ويوليو من عام 2011 الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، لكن الرجل رفض ذلك في هذا الوقت، وأبدي دهشته من العرض الإخواني في ضوء ما يعرفه عن طموحات الإخوان، ومطامعهم في الاستيلاء علي السلطة في البلاد، وهو ما حذر منه عمر سليمان علانية في 3 فبراير 2011. كان واضحًا ومحددًا عندما قال في حديث نشرته الأهرام القاهرية في 13 إبريل 2012 إن الإخوان جماعة مسلحة مارست العمل المسلح، حرقوا أقسام الشرطة، ومرافق الدولة الحيوية، وإنهم مربون ومسلحون علي أعلي مستوي، وقال إنهم خطفوا الثورة من الشباب، وكان لديهم غل وحقد شديدان، وأرادوا الانتقام فقط وحرقوا البلد، وقال: 'حين وجد مبارك إن البلد هتولع، نقل السلطة للجيش عامود الخيمة الوحيد المتبقي في البلد بعد سقوط الشرطة والنظام'! تحذيرات سليمان كان عمر سليمان يحذر وينذر منذ عام 2004، عندما قررت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش اعتماد خطة تقوم علي الاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين كركيزة لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط في مصر والمنطقة. كان عمر سليمان يرفع التقارير، ويحذر من خطر المؤامرة، ويطالب بالإصلاح، لكن الرئيس مبارك كان قد فتح الطريق أمام الإخوان والمرتبطين بالمشروع الأمريكي للتحرك بحرية في ربوع الوطن، ظنًا منه أنه بذلك يأمن شرهم، فراحوا يحشدون الجماهير، ويستغلون الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وغياب الأمل، وانتشار الفساد ليدفعوا بهم إلي مواجهة قوية استهدفت إسقاط الدولة، وليس تغيير النظام. في عام 2007 كان هناك لقاء بيني وبين عمر سليمان، كنت في هذا الوقت عضوًا بمجلس الشعب، وكان هناك مشروع مقدم إلي البرلمان لتعديل الدستور، كان هدف المشروع هو فتح الباب أمام 'توريث' الحكم، كان الأمر مدهشًا للغاية، سألت عمر سليمان: 'ألم يقل الرئيس إنه لن يعدل الدستور منذ أيام قليلة، ماذا حدث حتي تنقلب الأوضاع رأسًا علي عقب؟'. يومها قال عمر سليمان: 'أنت تعرف أن هناك من يريد أن ينافق الرئيس، وهؤلاء أخطر علي الدولة من المعارضين، لكن أريد أن أطمئنك أن مصر بخير، ولا تقلق كثيرًا'. كانت كلماته تحمل الكثير من المعاني، لقد كان شاهدًا علي هذه الأحداث، لقد سعت سوزان مبارك وعدد من الرجال الذين حول الرئيس إلي إقناعه
بتعديل الدستور، لضمان تمهيد الأرض حتي يتولي جمال مبارك حكم البلاد من بعده من خلال انتخابات شكلية تغيب عنها المنافسة الجادة، لكن عمر سليمان استطاع إقناعه بصرف النظر عن هذه التعديلات. وبعدها بساعات قليلة سافر 'مبارك' إلي إحدي الدول الأفريقية، وعندما سئل من الصحفيين حول ما يتردد عن وجود نية لتعديل الدستور، قال: 'خلاص مفيش تعديل للدستور'. ساعتها طير محفوظ الأنصاري، رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، هذا الخبر إلي الوكالة، وقامت الدنيا ولم تقعد، ثار جمال ووالدته، وراحت 'الشلة' إياها تعاتب الرئيس بأنه يسد الطريق أمام نجله، وأنه يغلق الأبواب التي كانت قد أوشكت أن تفتح، وأنه يعير بعض المعارضين اهتمامًا، ويستجيب لرغباتهم ويتجاهل رغبة ابنه. وأمام هذه الحملة لم يكن أمام 'مبارك' من خيار سوي أن يستجيب فطلب من صفوت الشريف أن يدلي بتصريح يقول فيه: 'إن الدستور ليس
قرآنًا'، أي أن تغييره وارد في أية لحظة. أدركت 'الشلة' منذ هذا الوقت أن عمر سليمان، والمشير طنطاوي يقفان عقبة أمام طموح نجلها، وأنهما يحاولان سد جميع المنافذ بينها وبين الرئيس، من هنا بدأت الحملة والاستهداف. وعندما قابلت سوزان مبارك اللواء عمر سليمان في إحدي المناسبات المهمة قالت له وبصوت عال: 'إنت ليه دايمًا بتكسر مجاديف ابني، ده حقه وطموحه، هو مش عاجبك في إيه؟'. نظر عمر سليمان إلي 'الهانم' نظرة لا تخلو من معني، ثم تركها ومضي، فراحت تشكو للرئيس من أن عمر سليمان لا يحترمها، ولا يعيرها اهتمامًا. كانت دائمًا تعامله رأسًا برأس، وأحيانًا تبدأ الكيد له بطريقة كانت تهدف من ورائه إلي استفزازه، وخلال إحدي الزيارات الخارجية إلي ألمانيا، راحت سوزان ترد الصاع إليه صاعين، فقد كان لديها حفل عشاء في ألمانيا، طلبت من سكرتاريتها توزيع الدعاوي في الطائرة خلال رحلة السفر علي الجميع عدا عمر سليمان، ابتسم في هدوء ولم يعلق! لقد سمع عمر سليمان في هذا العام من طباخ الرئاسة أن هناك اتجاهًا لتولي أنس الفقي، وزير الإعلام، منصب مدير المخابرات العامة بدلاً منه، وعندما تأكد من جدية الخبر، ذهب إلي 'مبارك' وقال له: 'أنا جندي في الدولة، أعمل في أي مكان، وأرغب في تقديم استقالتي'. أبدي 'مبارك' دهشته واستغرابه، وقال لعمر سليمان: 'أنت تعرف قيمتك عندي، وأنا أعرف أن
البعض لا يريدك في موقعك، أنا لا أستطيع الاستغناء عنك، ولكن حاول أن تهدئ الأجواء مع الآخرين'. كان 'مبارك' يثق كثيرًا في عمر سليمان، ويقدر صراحته ووضوحه، وهو لم ينس له دوره في إنقاذه من محاولة الاغتيال في أديس أبابا، عندما أصر علي إرسال سيارة الرئيس المدرعة إلي أديس أبابا لحضور القمة الأفريقية، وأن يبقي الحرس الرئاسي بسلاحه كاملاً، وأن يظل طاقم الرئاسة داخل الطائرة علي أهبة الاستعداد.مواجهة مع كمال وكانت هذه الجلسة مع 'مبارك' مناسبة لفتح موضوع 'جمال'، اشتكي عمر سليمان من 'الشلة' التي تكونت حول نجله، والدور الخطير الذي تقوم به، والذي كان واحدًا من عوامل السخط علي النظام، فقال له 'مبارك': 'ولماذا لا تقول له هذا الكلام؟.. أنا حبعت أجيبه وخده في الصالون المجاور وانصحه يبعدهم عنه'، وبالفعل بعد دقائق كان جمال جنبًا إلي جنب مع عمر سليمان في الصالون المجاور. قال جمال: تحت أمرك، خير.. قال عمر سليمان: أنت تعرف أن هناك من يحاول التقرب منك لأسباب بعينها، وتعرف أن هؤلاء لهم مصالحهم. قال جمال: وما علاقتي بهذا الكلام؟ قال عمر سليمان: أنا أتمني أن تحرص من هؤلاء، لأنهم خطر عليك وعلي والدك. قال جمال: ومن تقصد؟ قال عمر سليمان: أنت تعرف أن هناك من يستغل اسمك ويسيء إليك، ويقدم نفسه علي أنه من رجالك، فلابد أن تضع حدًا لهؤلاء. قال جمال: أنا أحب أسمع هذه النصائح من والدي. قال عمر سليمان: والدك هو الذي طلب مني أن أقول لك وأفاتحك في الموضوع. قال جمال: 'طيب شكرًا أنا هشوفه وأبقي أسمع منه'! صمت عمر سليمان، هز رأسه، وترك مقعده، ومضي إلي خارج الغرفة، وبدا كأنه شديد الندم. في عام 2009، طلب جمال مبارك من والده أن يتصل باللواء عمر سليمان ويطلب منه أن يطلعه علي عمل جهاز المخابرات العامة، وأقسامه المختلفة، ودوره المعلن، ودوره الخفي.. رحب 'مبارك' بالفكرة، واتصل بعمر سليمان لاستقبال جمال مبارك. عندما وصل جمال مبارك إلي مبني المخابرات العامة بحدائق القبة، استرعي انتباهه أن عمر سليمان لم يهبط من مكتبه ليكون في استقباله، كان هناك ضابط برتبة عميد هو الذي اصطحب جمال إلي مكتب اللواء عمر سليمان في الدور الثاني. جلس عمر سليمان مع جمال مبارك، ثم
استدعي عددًا من ضباط الجهاز، تحدثوا معه حول دور الجهاز، وتاريخ نشأته، ودوره الذي يحدده القانون والدستور، وبعد أن انتهي اللقاء ودعه عمر سليمان عند باب الأسانسير. كتم جمال مبارك غيظه، وعندما وصل إلي القصر الرئاسي، اشتكي لوالده من أنه عومل بطريقة سيئة، وأن المعلومات التي عرفها عن الجهاز كان يمكن أن يحصل عليها من الإنترنت، وأنه نادم علي هذه الزيارة، وأنه يطلب حقه من عمر سليمان. وعلي الفور قام الرئيس مبارك بالاتصال بعمر سليمان في وجود نجله جمال وقال له: 'ليه مزعل جمال يا عمر؟!'. رد عمر سليمان: 'خير يا فندم'. قال مبارك: 'جاي زعلان وبيقول إنه لم يستفد شيئًا، وأن كل المعلومات اللي عرفها موجودة علي الإنترنت'. قال عمر سليمان: سيادة الرئيس، أنت تعرف أن عمل الجهاز يتميز بالسرية الكاملة، وأن هذه أمانة أقسمنا عليها، وجمال ليس من أفراد الجهاز. قال مبارك: 'أيوه بس ده ابني يا عمر'. قال عمر سليمان: يا فندم، أنا تحت أمرك، حضرتك تستطيع أن ترسل إليّ خطابًا من الرئاسة، وأنا أقوم بذلك. قال مبارك: 'لا.. لا.. خطاب إيه، أنا مش ممكن أخرق سرية الجهاز، ده أمن قومي للبلد، شوف أنا حتكلم مع جمال وأفهمه الموضوع'. وجه عمر سليمان شكره إلي الرئيس، إلا أن جمال لم ينس هذا الموقف، وسعي إلي عزل عمر سليمان عن كثير من القرارات، خاصة أن جمال كان في هذا الوقت يتولي عمليًا موقع مدير مكتب الرئيس، بعد أن استطاع تهميش دور اللواء جمال عبد العزيز الذي رافق الرئيس مبارك علي مدي سنوات طوال. وفي سبتمبر 2010 كان عمر سليمان يرافق الرئيس مبارك خلال زيارته إلي الولايات المتحدة، وكان الموقف الأمريكي من نظام الحكم في مصر لا يزال علي حاله، كانت الأزمات متصاعدة، والانتقادات المتبادلة مستمرة في الإعلام والصحافة، وأيضًا داخل الغرف المغلقة. في هذا الوقت استيقظ الناس علي ملصقات تحمل صور اللواء عمر سليمان مكتوب عليها 'البديل الحقيقي.. عمر سليمان رئيسًا للجمهورية'، تم تعليقها علي جدران أحياء القاهرة والجيزة، وتحديدًا في أحياء المعادي ومصر القديمة والمهندسين وإمبابة وبولاق الدكرور وشبرا. ثار جدل كبير في جميع الأوساط وتساءل الناس: مَنْ يقف وراء هذه الملصقات؟ وما الهدف منها؟ لقد تردد في هذا الوقت اسم أحمد عز، رجل الأعمال، أمين تنظيم الحزب الوطني، وقيل إنه فعلها بتعليمات من جمال مبارك، والهدف إحداث وقيعة بين الرئيس مبارك، ومدير المخابرات العامة عمر سليمان. كما تردد أيضًا أن هناك بعض الشباب،
وتحديدًا ممَن تلقوا تدريبات في خارج البلاد علي الثورة ضد النظام، كانوا هم أنفسهم وراء ذلك، بهدف التعجيل بنهاية الرئيس مبارك، وطرح بديل شعبي مقبول لخلافته، خاصة بعد أن تساءلت وسائل الإعلام كثيرًا عن البديل المنتظر! لقد صدر بيان عمَّا يسمي ب'الحملة الشعبية لدعم عمر سليمان رئيسًا لمصر'، طالب فيه أعضاء الحملة بضرورة ترشيح عمر سليمان كبديل للرد علي ما يتردد عن احتمال توريث الحكم لجمال مبارك. وقال البيان: 'إن السيد اللواء عمر سليمان كان بسجله الوطني النظيف، ودوره الكبير الذي لعبه علي مستوي علاقة مصر بقضايا خارجية مهمة وحساسة بمثابة بديل حقيقي مطروح بقوة'، محذرًا من خطوة توريث الحكم في البلاد! تلقي اللواء عمر سليمان تقريرًا عاجلاً عن هذا الحدث متضمنًا معلومات أولية حول مَنْ يقف وراءه، ويومها ذُكر اسم الناشط السياسي شادي الغزالي حرب وآخرين، بينما لم يتم استبعاد أحمد عز من أن يكون له دور آخر في هذا الأمر. طلب عمر سليمان التكتم علي هذا الحدث، وحذّر من خطورة نشر أي معلومات حوله، فقد أدرك أن الهدف هو إثارة الجماهير، والوقيعة بينه وبين الرئيس مبارك. وبالفعل قامت الجهات المعنية في هذا الوقت بمصادرة نحو خمسين ألف نسخة من جريدة 'الدستور'، وأيضًا 'المصري اليوم' في المطبعة، وقبيل نزول النسخ المطبوعة إلي الأسواق، ولم يسمح لها بالنزول إلا بعد إعدام هذه الكميات، وحذف الخبر المنشور في الصفحة الأولي لكلتا الصحيفتين. طلب عمر سليمان موعدًا عاجلاً مع 'مبارك' في أثناء زيارتهما إلي الولايات المتحدة، أبلغه بوقائع ما جري في القاهرة، وقال إنه مندهش من هذه الوقيعة التي أراد البعض من ورائها إفساد علاقته بالرئيس، استمع 'مبارك' إلي حديث عمر سليمان، ثم سرعان ما قال له: 'وهل تظن أنني سأستمع لهؤلاء؟ ثقتي فيك كبيرة يا عمر، وأنت من أوفي وأخلص الرجال، لا تهتم كثيرًا'. انتهت هذه الأزمة عند هذا الحد، لكن ظلت محاولات الوقيعة بين 'مبارك' وعمر سليمان لا تتوقف حتي اليوم الأخير لرحيل مبارك عن السلطة في الحادي عشر من فبراير 2011. وكانت انتخابات مجلس الشعب التي جرت في نهاية عام 2010 هي القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أدرك
السيد عمر سليمان أن النظام ارتكب الخطيئة الكبري بتعمده تزوير الانتخابات، وإسقاط المعارضين في انتخابات مجلس الشعب التي سبقت قيام ثورة 25 يناير بقليل. بعد الانتخابات مباشرة كنت قد التقيت السيد عمر سليمان في لقاء مطول استمر لأكثر من ساعتين في مكتبه بمبني المخابرات العامة، وقد أكد لي أن 'أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني ورجل جمال مبارك القوي، كان قد زاره قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية'! وقال لي: لقد حذرته من تزوير الانتخابات، وطالبته بالسماح بفوز من 120 إلي 150 من المعارضين علي الأقل، إلا أن أحمد عز رفض هذا الاقتراح بشدة، وقال: 'أبدًا لن نسمح لمعارض واحد بالفوز هذه المرة'، وعندما حذرته من خطورة ذلك، وقلت له: 'إن البلد علي فوهة بركان فلا تساعدوه علي الانفجار سريعًا'، رد عليّ وقال: 'إنه لم يعد هناك خيار بديل، فنحن نريد مجلس شعب خالصًا، لأن المرحلة المقبلة هي الأهم في مصر'! كان عمر سليمان يحدثني بألم ومرارة، وقال لي في هذا الوقت: 'أحمد عز هيودي البلد في داهية'! كانت المعلومات في هذا الوقت تتحدث عن فشل صفقة الاتفاق بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان، حيث رفض الإخوان عرض الحزب الوطني بمنحهم ثلاثين مقعدًَا في مجلس الشعب المقبل، إلا أن ممثلي الجماعة طالبوا بزيادة الحصة إلي 45 نائبًا، فرفض الحزب الوطني هذا المطلب ففشلت المفاوضات، وانتهي الأمر عند هذا الحد، وكان ذلك هو ما يتمناه أحمد عز. حدث ما توقعه عمر سليمان، إذ زاد الاحتقان في البلاد بشكل كبير، وتصاعدت موجة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية الرافضة لتزوير الانتخابات في العديد من المحافظات. وفي هذا الوقت بدأنا
فكرة تشكيل 'البرلمان الموازي'، وعقدنا عدة اجتماعات في مكتب النائب علاء عبد المنعم، كنا ثمانية من النواب، تظاهرنا أمام القضاء العالي وسط حشد شعبي كبير، ثم عقدنا مؤتمرًا صحفيا كبيرًا أمام مبني مجلس الدولة بالجيزة، وقد ألقيت في هذا اليوم بيانًا باسم مؤسسي البرلمان الموازي، أكدنا فيه استمرار النضال لحين إسقاط البرلمان، ونظام الحكم الفاسد والمستبد.كان عمر سليمان رافضًا لنتائج الانتخابات البرلمانية، وقد أعلن معارضته، وحذر من خطورة المرحلة المقبلة، وأكد أن النظام إذا لم يجد مخرجًا من هذه الأزمة فإن الدعوات التي تنطلق علي 'الفيس بوك' للتظاهر يوم 25 يناير سوف تجد لها صدًي شعبيًا كبيرًا من شأنه أن يحدث قلاقل كبري في البلاد.مبارك وسليمان في هذا الوقت أجري السيد عمر سليمان اتصالاً هاتفيا بالرئيس مبارك، وطلب منه أن يؤجل خطابه في افتتاح جلسة مجلسي الشعب والشوري مع بدء الدورة البرلمانية الجديدة لمجلس الشعب. وقال عمر سليمان للرئيس الأسبق: 'إن عدم ذهابك وتأجيل خطابك أمام مجلس الشعب الجديد يعني رسالة إلي الشعب بأنك غير راضٍ عن تزوير الانتخابات الذي تسبب في إسقاط المعارضين، لحين حسم محكمة النقض الطعون المقدمة إليها من المرشحين الذين جري إسقاطهم بالتزوير'! هنا تساءل 'مبارك' وقال لعمر سليمان: 'هل هناك تزوير فعلاً قد جري في الانتخابات، أم أنها تجاوزات عادية؟'، قال عمر سليمان: 'إن المعلومات والأدلة التي تمتلكها المخابرات العامة تقول إن الانتخابات الأخيرة شهدت تزويرًا واسعًا، وإن الإبقاء علي مجلس الشعب بصورته الحالية خطر كبير'. قال مبارك: إذن سأدعو غدًا إلي اجتماع في الاتحادية، وحاول أن تقنع الحاضرين بوجهة نظرك. في اليوم التالي
حضر عمر سليمان الاجتماع الذي ترأسه 'مبارك'، كما حضر د.فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف، رئيس مجلس الشوري، أمين عام الحزب الوطني، وأحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، وجمال مبارك، أمين عام لجنة السياسات، وأحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطني، ود.زكريا عزمي، الأمين العام المساعد للحزب الوطني. قال الرئيس في بداية الاجتماع: إن عمر سليمان يطلب مني عدم الذهاب إلي مجلس الشعب في جلسته الافتتاحية، وأن أؤجل خطابي لحين حسم محكمة النقض موقفها من الطعون المقدمة باعتبار أن هذه الانتخابات شهدت تزويرًا كبيرًا. - قال أحمد نظيف: ليس هناك دلائل علي وجود تزوير، نحن في حاجة إلي برلمان قوي في هذه الفترة تحديدًا، وأظن أن البرلمان الحالي يعكس تمثيلاً لجميع التيارات بلا استثناء، حتي لو كان هذا التمثيل رمزيًا لكنه موجود، ولذلك أنا أؤيد إلقاء الرئيس لخطابه مع بدء الدورة البرلمانية، ولا يجب التأجيل. وتحدث أحمد عز وقال: لا يوجد أي تزوير، وهذه النتيجة المبهرة جاءت بمجهود الحزب الوطني وكوادره، وأيضًا عبر التنظيم والخطط التي تم وضعها باستخدام أجهزة الكمبيوتر، ومواقع التواصل الاجتماعي، وقال: 'لقد درسنا تجربة حزب العمال البريطاني، واخترنا مجموعات منتقاة من الكوادر أدارت العملية الانتخابية بدقة بالغة'. وهنا سأل مبارك عمر سليمان وقال له: ما رأيك إذن فيما قيل؟! - رد عمر سليمان وقال: 'أنا من المدرسة القديمة، ولا أفهم لا في برامج الكمبيوتر ولا في حزب العمال البريطاني، أنا أفهم أن مجلس الشعب مثل الغرفة وفيها شباك صغير، المعارضة اللي بنقول عليها 'وحشة' بيقولوا رأيهم وبيتكلموا عن طريق هذا الشباك، والغلابة بيسمعوهم من الشباك،
وهؤلاء الفقراء أصيبوا بحالة هلع شديدة بعد إغلاق هذا الشباك، وسيغلقون هم أيضًا آذانهم، وساعتها أنا أتخوف من الانفجار الكبير، لقد حدث تزوير كبير في الانتخابات، هناك نواب لا يتصور سقوطهم في الانتخابات، ومع ذلك تم إسقاطهم'. قال جمال مبارك: ولكن الانتخابات لم تزوّر، ولا يصح أن نشوّه التجربة الديمقراطية بهذه الطريقة، وأن نعطي خصومنا سلاحًا مجانيًا لا يعبر عن الحقيقة. - قال عمر سليمان: عندما يقول مدير المخابرات العامة إن الانتخابات قد زُوّرت، فهي تكون قد زُوّرت فعلاً، أنا أقول كلامًا أعرف معناه جيدًا! قال مبارك: ماذا تريد بالضبط يا عمر؟! قال عمر سليمان: أطلب منك ألا تذهب إلي مجلس الشعب، وأن تؤجل خطابك أمام البرلمان لحين إصدار محكمة النقض أحكامها في أكثر من 500 طعن مقدم إليها. قال صفوت الشريف: لكن معني ذلك أن المعارضة سوف تحتل 45% من كراسي البرلمان.. أنا معك طبعًا أن هناك تجاوزات قد حدثت، لكن المعارضة قاطعت الجولة الثانية من الانتخابات، وكان يمكن أن ينجح لهم عدد ليس بالقليل لو استمروا في جولة الإعادة إلا أنهم قاطعوها! قال فتحي سرور: 'أنا شخصيًا مش حاسس إني هكون في مجلس شعب، أنا في حزب وطني تحت قبة البرلمان، وعاوز أقول إنه احنا فعلاً لازم نلتزم بتنفيذ
أي أحكام تصدر من محكمة النقض'. أحمد عز: ولكن معني ذلك أن تنفيذ الأحكام المتوقعة سيدفع باحتلال المعارضة نسبة كبيرة من مقاعد البرلمان. فتحي سرور: وأنا مستعد أدير البرلمان حتي لو كانت المعارضة تحتل 48% من مقاعد المجلس. جمال مبارك: كيف ذلك؟ لقد جاء مكسبنا بمجهودنا وليس بالتزوير! هنا تدخل 'مبارك' وحسم الأمر وقال: أنا كنت أتمني تمثيلاً مشرفًا للمعارضة في مجلس الشعب، ولكن لن نعطل حال البلد لحين صدور أحكام محكمة النقض، ولهذا فأنا قررت أن أذهب في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة للمجلس، لأن التأجيل سيحدث بلبلة وتشكيكًا في كل شيء. أدرك عمر سليمان أن الأمر قد حُسم، التزم الصمت وخرج من الاجتماع غاضبًا، بعد أن أدرك أن سطوة جمال مبارك وأحمد عز تعدت كل الحدود.وفي 19 ديسمبر 2010 ألقي الرئيس حسني مبارك خطابه الأخير أمام مجلس الشعب، وقال فيه: 'إن الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب بما كشفت عنه من إيجابيات وسلبيات هي خطوة مهمة علي الطريق، وكل انتخابات نجريها إنما تضيف لتجربتنا الديمقراطية، وتطرح دروسًا للتمعن فيها، والاستفادة منها، دروسًا تؤكد في مجملها أن الشعب هو الفيصل والحكم، وتأييده دروس
تبرهن علي وعي المصريين، وتثبت أن الطريق لأصواتهم هو العمل المخلص والجاد، لكل من يجتهد من أجلهم'. كانت الكلمات صادمة، يبدو أن الرئيس صدّق أن مجلس الشعب قد جاء بانتخابات نزيهة، لم يعترف بالتزوير ولم يعِدْ بمراجعة الأمر، فقط سخر من البرلمان الموازي الذي كنا قد بدأنا العمل فيه وقال: 'خليهم يتسلوا'. في السابع من يناير 2011، كان عمر سليمان قد وصل إلي ألمانيا وبرفقته طبيبه الخاص الآخر د.علاء العزازي، لم تستغرق الزيارة سوي ثلاثة أيام، كان عمر سليمان بكامل صحته، لكنه ذهب لإجراء عملية 'تسليك عصب اليد'، ولذلك كان يداوم علي وضع بلاستر دائم علي يده في هذا الوقت. لقد أجري العملية في أحد مستشفيات مدينة 'ميونخ' الألمانية، كانت الزيارة غير معلنة،
وكان يستقل التاكسي، يتجول به هو ومرافقه، ثم يعود إلي الفندق، ونادرًا ما كان يخرج مرة أخري. كان عمر سليمان يمارس رياضة الأسكواش حتي عام 2010، وكان لاعبًا ماهرًا، يستطيع هزيمة مَنْ هم أقل من سنه بكثير، وكان يحتفظ دومًا في غرفته بمبني الجهاز بجميع أنواع مضارب الأسكواش، تلك اللعبة التي كان مغرمًا بها. لقد رفض الاستماع لنصيحة طبيبه الخاص عندما حذّره في شهر أغسطس 2010 من الاستمرار في ممارسة لعبة الأسكواش، خاصة أن 'عصب' اليد كان يؤلمه كثيرًا، إلا أنه لم يستمع إلي النصيحة، وداوم علي ممارسة لعبته المفضلة حتي قبيل إجراء العملية بقليل. عندما أجري عملية 'تسليك عصب اليد' علي يد د.'بيتل' رفض عمر سليمان أن يتم حقنه بحقنة المخدر، خوفًا من أن يدلي ببعض الأسرار وهو في مرحلة التخدير، فتحمل علي نفسه ألم العملية الجراحية وأجراها دون مخدر. كانت السرية هي عنوان زيارة عمر سليمان إلي ألمانيا في هذا الوقت، وكان حجز الفندق قد تم باسم د.علاء العزازي، دون إخطار للسفارة أو أية جهة مصرية بالخارج. وخلال جلوسه في 'لوبي' الفندق الذي كان يقيم فيه فوجئ عمر سليمان بأن مدير الفندق مصري الجنسية، عرّفه بنفسه، وقال له:
أنا أعرفك جيدًا، وأعرف أنك من الرجال المخلصين لمصر، أرجوك أبلغ الرئيس
مبارك أننا قلقون علي مصير البلاد، وأن الأوضاع في مصر تمضي بنفس السيناريو الذي شهدته تونس، وأنه وغيره يتوقعون انفجارًا شعبيا كبيرًا في 25 يناير المقبل. استمع عمر سليمان إلي المواطن المصري جيدًا، وقال له: 'لا تخف علي مصر، وكلامك سأنقله إلي الرئيس'، وراح يسأله عن أحواله وأحوال المصريين في ألمانيا. في هذا الوقت سأله طبيبه الخاص د.علاء العزازي وقال له: 'البلد حترسي علي إيه'؟! رد عليه عمر سليمان بالقول: 'الشعب ساخط ولكن ماذا سيفعل؟ أحمد عز بيتحرك في البلد وكأنه نصف إله علي كل واحد في البلاد، لأ وعلي أنا كمان'. كان القصر الجمهوري يشهد في هذا الوقت صراعات عديدة،
وكانت قوة سوزان، زوجة الرئيس، ونجلها جمال في تصاعد كبير، أما أحمد عز فقد كانوا يطلقون عليه ا'لحاكم الحقيقي من خلف ستار'. لقد استطاع أن يستغل موقعه التنظيمي كأمين عام للتنظيم بالحزب الوطني أسوأ استغلال، انفرد بالقرار في انتخابات الحزب والبرلمان، وضرب بكل القواعد التنظيمية عرض الحائط، وراح يستبيح كل شيء، وكان يقال في هذا الوقت إن اختياره قد جاء ليفتح الباب واسعًا أمام جمال مبارك لحكم مصر خلفًا للرئيس في انتخابات 2011. في عام 2010 وبعد العملية الجراحية الجديدة ل'مبارك' قال علاء مبارك
لوالده: 'كفاية علينا كده، البلد لن تستحمل، وحضرتك أديت دورك علي أكمل وجه، أرجو أن تحافظ علي تاريخك يا والدي، خلينا نخرج معزّزين مكرّمين'. كان 'مبارك' أميل إلي هذا الحل، وكان قبل ذلك قد تشاور مع كمال الشاذلي في عام 2005، وقبيل انتخابات الرئاسة، في أنه لا يريد أن يكمل في الحكم، وأنه يفكر في ترك السلطة في هذا الوقت، إلا أن كمال الشاذلي وآخرين نصحوه بالانتظار لحين إيجاد البديل. وبعد وفاة محمد، نجل علاء مبارك، في عام 2009 كانت الحالة الصحية للرئيس مبارك تتدهور سريعًا، وكان جادًا هذه المرة في الاعتزال، وترك السلطة في الوقت الراهن. في هذا الوقت استدعي 'مبارك' عمر سليمان في عام 2010، وقال له: 'أنا لا أريد أن أكمل، أرجو أن تضع لي سيناريو
للخروج'. فقال عمر سليمان: الناس لديها اعتقاد خاطئ أنك تريد توريث الحكم لنجلك جمال! - فقال مبارك: أنا شخصيًا لن أقبل بالتوريث، ده كلام فاضي، وليس في نيتي أو في نية جمال هذا الكلام، لكن لو أراد أن يرشح نفسه الشعب هو وحده صاحب القرار. فقال عمر سليمان: 'لو كان جمال يريد أن يرشح نفسه فده لازم يكون بعد فترة انتقالية، يتولي الجيش فيها الحكم في البلاد، وبعدها يمكن لجمال أن يرشح نفسه، والكلمة للشعب'. - فقال مبارك: 'الجيش لو مسكها موش حيسيبها، عمومًا خلينا نشوف الأمور هتروح إلي أين، لكن أنا شخصيا زهقت، وأنا أساسًا ضد إن جمال يدخل المستنقع ده'! بعد عودة عمر سليمان إلي القاهرة في العاشر من يناير 2011 قادمًا من رحلة العلاج في ألمانيا، رفع له اللواء مصطفي عبد النبي، رئيس هيئة الأمن القومي، تقريرًا اقترح فيه حل مجلس الشعب، وتغيير الحكومة لإجهاض مظاهرات 25 يناير المتوقعة. وتوقع اللواء مصطفي عبد النبي حدوث انتقاضة عارمة في شهر إبريل 2011 إذا لم تُحل المشاكل الكبري، ومن بينها مشاكل الفقراء، والفساد، وتداول السلطة في البلاد.وقد قام عمر سليمان برفع التقرير إلي الرئيس مبارك، إلا أنه لم يعطه الاهتمام الواجب، واعتبر الأمر من قبيل المبالغة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.