بغض النظر عما إذا كنت تتفق أو تختلف مع مؤلف هذا الكتاب.. الكاتب الصحفى مصطفى بكرى..فلا بد أن تقرأ ما يقدمه فى إصداره الجديد «الصندوق الأسود.. عمر سليمان» الصادر منذ أيام عن «اليوم السابع».. فبكرى الذى ارتبط اسمه بالنظام.. أى نظام.. مبارك أم النظام الحالى.. لديه الكثير ليقدمه ولك بعد ذلك أن تقبله أو ترفضه.. تهلل له أو تتشكك فى كل ما قاله.. ولكن لا يمكن أن تنكر أن جزءا كبيرا مما يرويه يعبر عن أشياء كثيرة مما دار ويدور وراء الكواليس. لما لا والمؤلف نفسه يشير إلى أن معرفته بشخصية مثل الشخصية محور التناول الراحل عمر سليمان تعود إلى 15 سنة مضت وهو ما قد يفسر لك الكثير من الأمور التى قد تكون خفيت عنك سواء على مستوى ما كان يحدث فى مصر بشكل عام او على مستوى وضع بكرى نفسه وعلاقاته المتشعبة والمشتبكة مع أطراف عديدة فى اللعبة السياسية فى مصر. بعيدا عن هذه المقدمة التى لا بد منها، وقبل أن يتوغل القارئ فى المادة التى يقدمها المؤلف يحرص بكرى فى مقدمته على تحديد ملامح الشخصية التى يتناولها فهى غيورة على مصر والأشد حرصا على مصالحها.. حتى أن رجل المخابرات القوى كاد يدمع عندما غرقنا أو غرقت مصر فى الفوضى، كما أنه رافض لملف التوريث، الملف الأكثر جدالا والذى يعتبر الفاصل بين موقفين بالنسبة لرموز النظام السابق وعلى أساسه يمكنك تحديد مدى وطنية مواقفهم.. وهو ما يؤكد وطنية اللواء الراحل عمر سليمان. ضمن الملامح التى يرصدها بكرى عن شخصية الراحل أنه كان بعيدا عن الأضواء وعن الصراعات التى تزايدت حدتها داخل مؤسسات الدولة رغم أنه كان فى القلب منها حتى أن المؤلف يذكر واقعة ذات دلالة فى هذا الصدد – والعهدة عليه فى كل ما نكتبه فى هذه السطور – حيث يذكر أنه عندما نشر له صورة فى التسعينيات اتصل به مسئول كبير فى المخابرات وقال له : الوزير عمر يترجاك ألا تنشر له أية صورة شخصية»! ومن التقديم إلى المضمون يروى المؤلف الفكرة التى بنى على أساسها عنوان الكتاب «الصندوق الأسود».. مشيرا إلى أنه ذات مساء خلال عشاء يلتبس عليك الأمر ما إذا كان المؤلف حضره أم لم يحضره.. لكنه فى كل الأحوال دال حيث يعرض لما حدث وكأنه شبه محضر لما دار يذكر بكرى.. لقد قال عمر سليمان : إذا جماعة الإخوان ماتعدلوش، أنا الصندوق الأسود وحطلع اللى عندي» فى هذه اللحظة تدخل اللواء طوسون دعبس أحد كبار رجال المخابرات العامة السابقين والصديق المقرب من عمر سليمان حيث قال له: «بلاش يا فندم الجملة دى تتقال مرة ثانية لأنها خطرة جدا وممكن تودى بحياتك». قال عمر سليمان: أنت تعرف يا سيادة اللواء طوسون إنى مبخافشي. قال اللواء طوسون: ولكن أنت عندك أسرار الدولة كلها وده حيفتح عليك نار جهنم. وعلى ذلك فعلى القارئ أن يتوقع أن يكون وراء وفاة عمر سليمان جريمة يقف وراءها الإخوان، وهو ما يؤكده سياق رواية بكرى حيث يقول لقد أثارت هذه الأقوال ردود فعل كبيرة لكن الأخطر هو الذى عكسته ردود أفعال جماعة الإخوان الذين أصابهم الرعب والفزع من الصندوق الأسود الذى يمتلكه عمر سليمان. فى سياق الكتاب يقدم لنا المؤلف الكثير من المواقف والعلاقات التى كان سليمان طرفا فيها ومنها ذلك الموقف المتعلق بسد الألفية فى اثيوبيا وهو يكشف عن تفكير القيادة المصرية وما قد يبدو من حزمها آنذاك بشأن أى مساس بحقوق مصر.. ففى لقاء لمبارك مع زيناوى ونقاش بينهما بشأن السد راح مبارك يسأل عمر سليمان بشأن ما يمكن أن تفعله مصر فرد بأنها لن تسمح ببنائه أبدا وعندما كرر مبارك السؤال: يعنى هاتعملوا إيه ؟ فى رسالة لزيناوى بموقف مصر كان رد سليمان : لو تم بناء السد رغما عنا سنضطر إلى تفجيره واحنا جاهزين. من كواليس الصندوق الأسود لبكرى وليس لعمر سليمان بشأن حياة الراحل أنه مع صعود نجم سليمان فإن حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق كان يراقبه ويتابع خطواته. ليس ذلك فقط – وهناك لك أن تصدق أو لا تصدق – أن العادلى لم يكن الوحيد فى هذا المجال بل أن زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية فى هذا الوقت سعى لإبعاد وليد دعبس من موقعه كأمين لرئاسة الجمهورية وعندما قيل وما هو السبب قال: «لأنه رجل عمر سليمان فى مؤسسة الرئاسة». مما يحكيه بكرى فى الكتاب من تفاصيل أشار إليها فى المقدمة بشأن التوريث وموقف سليمان منه أنه فى عام 2007 كان هناك لقاء بينه وبين عمر سليمان وكان – بكرى – فى هذا الوقت عضوا بمجلس الشعب وكان هناك مشروع مقدم إلى البرلمان لتعديل الدستور كان هدف المشروع هو فتح الباب امام توريث الحكم. لقد ذكر سليمان له آنذاك : أنت تعرف أن هناك من يريد أن ينافق الرئيس وهؤلاء أخطر على الدولة من المعارضين ولكن أريد أن أطمئنك أن مصر بخير ولا تقلق كثيرا».! يخلص بكرى إلى القول: كانت كلماته تحمل الكثير من المعاني، لقد كان شاهدا على هذه الأحداث، لقد سعت سوزان وعدد من الرجال الذين حول الرئيس إلى إقناعه بتعديل الدستور لضمان تمهيد الأرض حتى يتولى جمال مبارك حكم البلاد بعده من خلال انتخابات شكلية تغيب عنها المنافسة الجادة لكن عمر سليمان استطاع اقناعه بصرف النظر عن هذه التعديلات. ولقد كان موقف سليمان ذاك سببا فى ان تقول له سوزان ذات مرة: أنت ليه دايما بتكسر «مقاديف» ابنى ده حقه وطموحه هو موش عاجبك فى ايه»! بل إن بكرى يخلص إلى أن الملصقات التى وضعت وتحمل شعار البديل الحقيقى عمر سليمان رئيسا للجمهورية فى سبتمبر 2010 كانت من تدبير أحمد عز بهدف الإيقاع بينه وبين مبارك، ولم يكن ذلك سوى جزء من محاولة متواصلة للوقيعة بين مبارك وسليمان حتى 11 فبراير 2011. مع مواصلة الكتاب لا بد من سياق الصورة التى يرسمها المؤلف لعمر سليمان إلا أن تحب الرجل وتقدر وطنيته وإن كان لك أن تتساءل عن عدم تأثير تلك المواقف التى اتخذها فى مسار الأحداث حيث يذكر بكرى أن انتخابات 2010 كانت القشة التى قصمت ظهر البعير، لقد أدرك سليمان ان النظام ارتكب الخطيئة الكبرى بتعمده تزوير الانتخابات وإسقاط المعارضين فى انتخابات مجلس الشعب التى سبقت ثورة 25 يناير بقليل. لقد كان سليمان يرى وفق ما ينقل بكرى عنه من حديث شخصى بينهما : أحمد عز حيودى البلد فى داهية»! بل وفى موضع آخر يذكر عن عز الذى يعيش حرا طليقا الآن : «أحمد عز بيتحرك فى البلد وكأنه نصف إله على كل واحد فى البلاد وعلى أنا كمان». من السياسة إلى الإنسانيات التى تعزز الفكرة التى يحاول بكرى تكريسها والتأكيد عليها فى شخصية الراحل سليمان أنه عندما أجرى عملية تسليك عصب اليد فى ألمانيا رفض الرجل ان يتم حقنه بحقنة المخدر خوفا من أن يدلى ببعض الأسرار وهو فى مرحلة التخدير فتحمل على نفسه ألم العملية الجراحية وأجراها دون مخدر. غير أن بكرى ينحو فى تحليله بعد ذلك منحى آخر عندما يرصد ما يعتبره بداية المؤامرة الأمريكية التى جاءت ردا على رفض مبارك التخلى عن 1600 كيلو متر من سيناء للفلسطينيين وإقامة قاعدة أمريكية على الأراضى المصرية. من محصلة سرد بكرى أن ما حدث فى مصر بعد ذلك وصولا إلى الثورة هو جانب من الرد الأمريكى على هذه المواقف لمبارك، حيث كان البدء بتجنيد نشطاء مصريين – يصفهم فى سطور لاحقة بأنهم الجيش السرى أو الطابور الخامس - لإسقاط حكم مبارك وتغيير الأوضاع فى مصر والمنطقة العربية وهو التناول الذى قد يصل بك إلى حد التصور بأن ثورة يناير لم تكن سوى مؤامرة أمريكية!! يقول بكري: كان البديل لمبارك هو جماعة الإخوان المسلمين بعد أن أدركت الأجهزة المعنية فى الولاياتالمتحدة أن هذه الجماعة التاريخية لها جذورها فى المنطقة وهى أيضا تمتلك أقوى تنظيم له امتدادات شعبية واسعة وخبرة تنظيمية متميزة. هنا يرصد بكرى ما يمكنك ان تصفه بلعبة القط والفأر بين الإدارة الأمريكية والنظام المصرى الأسبق.. فى تلك الفترة رفعت المخابرات تقريرا يكشف خطورة تلقى عدد من النشطاء دورات تدريبية فى الخارج وتحديدا فى صربيا وأوكرانيا وغيرهما من البلدان الأوروبية بهدف إسقاط النظام من خلال ثورة شبيهة بالثورات البرتقالية. يرصد بكرى فى هذا الصدد ما يعتبره تحركات إخوانية فى سياق المؤامرة الأمريكية الامر الذى لم يتوان معه سليمان من توجيه النصائح لمبارك.. غير أن هذا الأخير لم يكن على استعداد للاستماع إلى أحد فى هذا الوقت، فيما عمل على التوافق الضمنى مع الإخوان من خلال ما يمكن اعتباره استراتيجية : تحركوا وتغلغلوا كيفما تشاءون ولكن بشرط عدم الصدام أو معاداة رئيس الجمهورية». يكتب بكرى، على حد يجعلك تتصور أو توقن أنه ينقل من تقارير استخباراتية متاحة أمامه كاملة أن عمر سليمان أكد للعادلى عشية ثورة يناير أن الإخوان على غير ما رتب الأخير سيشاركون فى الثورة وعندما يبدى العادلى استنكارا يقول له عمر سليمان : أنا معلوماتى أنهم أخذوا الإذن من أصدقائهم. حبيب العادلي: قصدك الأمريكان؟ عمر سليمان: طبعا. هنا فإن من بين ما يذكره بكرى فى مسعى لتأكيد طرحه من واقع السجلات التى ينقل عنها أن الأجهزة الأمنية رصدت يوم 26 يناير اتصالا بين محمد مرسى وأحمد عبد العاطى مسئول التنظيم الدولى للإخوان فى تركيا يبلغه فيها الأخير بموافقة أحد الأطراف – أمريكا – على مشاركة الإخوان فى المظاهرات والمطالبة بتدخل حماس، ليس ذلك فقط بل تم الاتفاق على تصدر المشهد السياسى والمظاهرات التى سوف تشهدها البلاد يوم جمعة الغضب. على الجانب الآخر يرصد لنا المؤلف ما كان يجرى خلف الكواليس من تبادل للاتهامات بين القائمين على الحكم ومن ذلك ما دار فى اجتماع هيئة مكتب الحزب الوطنى، حيث اقترح مفيد شهاب استقالة الحكومة أو إقالتها وحل مجلس الشعب المزور، فما كان من أحمد عز إلا أن ثار واحتد فى مواجهة مفيد شهاب وقال له بصوت عال: أنت رجل جبان، انت عجزت وخرفت». فرد عليه شهاب بقوة قائلا: بل إنت اللى خربت البلد وأنت المسئول الأول عن تزوير الانتخابات وضياع مصر. بل كاد الأمر، وفقا لرواية بكري، أن يصل إلى حد الاشتباك بالأيدى لولا تدخل جمال مبارك ومحاولة تهدئة الأوضاع وكان هذا الاجتماع آخر اجتماع لهيئة مكتب الحزب الحاكم حيث أقيل بعدها أحمد عز. رغم ما بدا من ارتباك الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأولى للثورة وعدم اتخاذها موقفا واضحا وهو ما بدا فى تصريحات الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية كلينتون إلا أن بكرى يقدم لنا موقفا مختلفا يشير من خلاله إلى أن مسئولا أمريكيا نقل رسالة لعمر سليمان صباح الجمعة 28 يناير مفادها «أن استمرار مبارك فى تمسكه بالسلطة من شأنه أن يقود البلاد إلى الفوضى وأنه يدمر نفسه بنفسه». غير أن جمال (مبارك) كان له رأى آخر مفاده أن هناك مؤامرة.. وهو ما لم ينفه عمر سليمان قائلا : أعرف جيدا أن هناك مؤامرة وقدمت تقارير عديدة للرئيس منذ آخر زيارة له إلى أمريكا فى عام 2004 قبل أن يزورها عام 2009 وأوضحت له فيها المخطط واسبابه. وبعد أخذ ورد ورفض المشير طنطاوى عرض مبارك بأن يكون نائبا للرئيس لم يجد أمامه سوى عمر سليمان الذى لم يملك الإعتراض. غير أن الجيش كان قد حسم الأمر بالوقوف إلى جانب الشعب عندما لم يستجب لطلب عمر سليمان بحذف العبارات التى تطالب بإسقاط مبارك من على عرباته العسكرية الموجودة فى الشوارع فكان ما كان من تنحى مبارك وتكليف الجيش بمهام إدارة البلاد. ولأن دوره كان قد بزغ ووسط غموض مصير ما ستؤول إليه الأحوال فى مصر كانت محاولة إغتيال عمر سليمان التى من الواضح أن المؤلف يوجه أصابع الإتهام بشأنها إلى جمال مبارك. فى الجزء التالى يفصل المؤلف فى جهود سليمان للملمة الأوضاع فى مصر على خلفية بقاء مبارك فى الحكم وهو ما حاول تحقيقه من خلال لقاءات مع القوى السياسية المختلفة كان من بين حضورها بكرى نفسه فى ذات الوقت الذى يشير إلى أنه كان المرشح المقبول لدى العديد من الجهات بما فيها الولاياتالمتحدة، حيث رأت فيه وزيرة الخارجية آنذاك كلينتون أنه يجب نقل سلطات الرئيس إلى نائبه عمر سليمان الذى وصفته بأنه رجل قوى ولديه قبول فى الشارع المصرى ويتميز بالحكمة والواقعية. غير أن أوباما كان على النقيض من ذلك. ومع اشتداد الأزمة والبحث عن مخرج كانت مكالمة عمر سليمان للرئيس فى شرم الشيخ، حيث فوضه مبارك فيما يراه فكان ما نقله سليمان للمسئولين الحضور معه: «الرئيس لم يعترض على شىء الراجل خايف على البلد وكان متجاوبا رغم قسوتى عليه..»! وبعد أن استوت الأوضاع بدت الحالة النفسية والمعنوية لعمر سليمان، وفق رواية بكري، فى أدنى درجاتها بعد استبعاده من انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كان «يدرك أن الخطر القادم على مصر أكبر من أن يتصوره عقل، كان قلقا على الوطن ومستقبله بعد أن قرر الإخوان خوض انتخابات الرئاسة». لقد أدرك عمر سليمان – يقول بكرى – أن المخطط سيكون كارثيا وكان أكثر ما يؤلمه أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا فى المواجهة وبدأ المرض يحاصره وكان وزنه يتراجع كثيرا. فى واحدة من اللفتات المهمة يذكر بكرى فى هذا السياق أن اللواء عبد الحميد صديق سليمان سافر إليه فى أبوظبى، حيث التقاه وهنا قال له سليمان بأسى: أنا أعرف أن شفيق فائز بسنبة 50.7% فماذا حدث ؟ ولماذا أسقط ؟ ولمصلحة من؟. يضيف بكري: حاول اللواء عبد الحميد تهدئة خاطر سليمان الذى كان حزينا وغاضبا وقال سليمان: «لقد كان أحمد شفيق عندى أمس وكان فى غاية الألم والقلق على مصر»! وهنا يتوقف مشوار اللواء عمر سليمان، حيث طار إلى الولاياتالمتحدة للعلاج فى محطته الأخيرة حيث توفى أو قتل.. لا يجزم المؤلف بأى شىء وإنما يرى أن كل الاحتمالات مفتوحة وأنه إذا كان قد قتل فربما قتله الإخوان والأمريكان.. مؤكدا أنه بغض النظر عما إذا كان مات موتة طبيعية أم قتل فإن المؤكد أن حزنه على مصر وعلى الأوضاع التى شهدتها البلاد قبيل وصول الإخوان للسلطة كان له الأثر الأكبر فى تزايد حدة المرض لدى الرجل الذى عشق الوطن وأعطاه كل حياته حتى النفس الأخير. وبعد أن تفرغ من الكتاب فلا بد أن تترحم على الفقيد عمر سليمان الذى – من رواية بكرى – تتمنى لو أن حملة تنصيبه رئيسا كانت قد نجحت ما كان سيجنبنا مزالق ثورة يناير، كما لا بد بعد القراءة أن تشعر بالتعاطف مع نظام مبارك الذى ضاع بسبب أطماع أم وابنها وشلة فاسدين من حولها، وأن تلعن الإخوان وتزداد نقمة على الأمريكان.. ومع طى الكتاب ستدرك أن بكرى رغم نجاحه فى تقديم ما جرى قبل يناير وبعدها من خلال صلاته الوثيقة إلا أنه للأسف لم ينجح فى فتح الصندوق الأسود الذى هو عمر سليمان والأسرار الخطيرة التى لوح بها الرجل وجعلت بكرى يتخذ منها عنوانا لكتابه!